كان لي..بقلم مني أحمد حافظ.. الجزء الرابع.
بحدود المقبول والمرفوض لم تعتد أبدا حدودها في الحوار مع أيا كان ولكن ما أثار مخاوفها أكثر هو تعامله معها في بعض الأحيان لطف ليشعرها بأنه الشقيق الذي لطالما تمنت وجوده ليصدمها عدم تقبلها لتلك الصفة التي حاول أن يلون علاقته معها بها.
وقبيل نهاية الشهر الثاني لوجودها بهامبروغ كانت أمل قد أخذت قرارها بمتابعة دراستها ولكنها لم تشأ أن تكملها بكلية الهندسة دونت ما تريد بهاتفها وأرسلت رسالتها إلى خالها الذي جلس يترقب ما تكتبه وما أن أستقبل رسالتها وبدأ بقرأتها حتى عقد حاجبيه فحدق بوجه أمل پصدمة وعاد ليردد كلماتها بصوت هامس
أبعد عينيه عن هاتفه وأشار إلى رسالتها لتعلن ملامحه رفضه التام لما تريد أن تفعله وعقب قائلا
.. يعني إيه عايزة تسيبي هندسة وتروحي تربية بقى بذمتك في حد عاقل يسيب هندسة وينقل تربية يا بنتي أنت ناوية على جناني ولا أنت بتعاندي فنفسك وخلاص.
.. أرجوك حاول تفهمني يا خالو انا مش حابة اكمل فهندسة الكلية دى مبقتش حساها ولا حاسة إني هلاقي نفسي فيها وبعدين انا حاليا عايزة دراسة خفيفة اخلصها بسرعة وتبقي شهادة وخلاص.
.. ارجوك يا خالو بلاش تضغط عليا ووافقني على اللي أنا عيزاه.
هز أمجد رأسه بيأس فهو يرفض تشبثها برأيها ويريدها أن تعيد التفكير بأمر دراستها ولكنه بنفس الوقت لا يريد أن يزيد الضغط عليها فقال
.. هو يعني مافيش طريق تاني للتقديم إلا بمساعدة حازم يا خالو حضرتك عارف إنه كل ما يشوفني يعمل تصرفات يضايقني بيها واخر مرة حضرتك كنت معانا لمجرد ان كنت بكلم ضحى فضل يديني محاضرة عن احترام المجلس واللي قعدين وعيب ابقى قاعدة مع ناس وانشغل بحاجة تانية بصراحة أنا بحسه بيتعمد يحرجني بدون سبب وأنا لحد دلوقتي مش عارفة انا عملت له ايه .
.. بصراحة أقنعتيني أنك طيبة وبريئة يا أمل وإنك مش بتعملي فيه أي حاجة خالص يعني لا زودتي له السكر فقهوته ولا حطيتي له شطة وفلفل حامي فالاكل اللي بياكله يا مفترية دا الواد عنده القولون وأنت هتجيبله السكر والضغط بيعمايلك فيه والله أنا من كتر ما بشوف اللي بتعملوه فبعض من مقالب شكيت إنكم مولودين فوق روس بعض.
ابتسمت أمل وشردت في كلمات أمجد لتحادث نفسها وتقول
.. دا خالو معاه حق صحيح ايه اللي انا بعمله فيه وليه بتصرف بتلقائية كدا لما بشوفه كأني اعرفه من زمان.
هزت رأسها تنهر حالها عن التفكير فيه لټعنف نفسها قائلة
.. اعرفه ايه وافكر فيه ايه فوقي يا أمل متنسيش أنت هربتي من حياتك كلها علشان خاطر مين وبعدين أنت مش حرة نفسك ولسه لحد دلوقتي مكتوب كتابك يعني مينفعش أبدا إنك تتساهلي وتدخلي حد فحياتك حتي ولو بأعتباره صديق لا طبعا مينفعش بصي أنت لازم تبقي أمل تانية اديكي شايفة الحياة هنا مش سهلة وعلشان توصلي لازم تتعبي ولا أنت مش عايزة تحققي لنفسك مكانة غير اللي كنتي فيها فمصر بصي