الجمعة 27 ديسمبر 2024

كان لي..بقلم مني أحمد حافظ.. الجزء التاسع.

انت في الصفحة 1 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

كان لي..بقلم مني أحمد حافظ.. الجزء التاسع.
الفصل الثالث والعشرون .رفض آخر.
حاولت ضحى ألا تقرأ تلك الكلمات التي كونتها ولكن فضولها كان الأقوى فالتقطت الورق وقرأت ما دونته لتتسع عينيها بشدة تركت الورق من يدها وقلبها يرجف لتميل وتلتقطه مرة أخرى وأعادت قراءة الكلمات

.. احببتك منذ نعومة اظافرك منذ كنت طفلة تتمسك بقدمي تلتصقي بي لتسرق الحلوى بوجه كالقمر حتى أتى يوم الفراق والاشتياق والافتقاد يوم وفقتي في زاوية الغياب تتطلعي لي بعيناك وتسأليني إلى أين سأذهب فاستدرت عنك پألم فأنا لا أملك لسؤالك جواب حينها لوحتي لي يا طفلتي الصغيرة وعيناك تبكي وفي غربتي علمت أني أصبحت سجين طفلة ذات ضفيرة سوداء وحين عدت بعد بضع سنوات وجدتك مراهقة تتخذ مني موقف عداء أغلقتي بوجهي كل سبيل إليك حرمتيني حق الرجاء وأبيتي أن تحرريني لتأسريني عمرا فوق عمري فأغلقت بعدك قلبي لتصدميني بلهوك مع آخر أتخذ طريقي وسلبني إياه فهل نبض قلبك حقا لهواه هل نسيتي أمري وفقدتي شغفك بي.
واليوم ها أنت وأنا بنفس الطريق أمامنا قارب فهل لك أن تمدي لي يدك وتتحرري معي من قيود الماضي وتشاركيني حبي.
تسائلت ضحى لمن خط أحمد تلك الكلمات هل يمكن أن تكون تلك الكلمات لي فهو أعطاني الكتاب وطالبني بقراءته ما هذا العبث والهراء أنا لن أتحمل المزيد من اللهو فالكتاب ملك لخالي والكلمات مرسلة من أحمد أيعقل لا لا يعقل أي شيء سأضع الكتاب بمكانه وكأني لم أقرأ أي شيء وسأترقب هذا العابث إن كان هو من خطها سيفتضح أمره وإن لم يكن سأعتبرها مجرد صدفة ليس إلا وكفاني ألغاز وتفكير فأنا للآن أحيا بدوامة إيهاب وكلماته الأخيرة لي.
وضعت ضحى الكتاب كأنه يحرقها وأسرعت إلى غرفتها بقلب ينبض قبل أن يكشفها أحد.
ولجت أمل إلى غرفتها بتذمر بعدما رفض حازم أن يرافقها وتعلل بأنشغاله فقذفت حقيبتها أرضا بسخط وأرتمت فوق فراشها تحدق بالفراغ أمامها لا تدر ماذا يحدث معها فالأمر يفلت من زمامها وبدأت تنجرف نحو حازم بعدما أصبح يهددها أمنها النفسي.
انتبهت أمل لصوت خالها يناديها فهبطت لأسفل لتجد ضحى قد سبقتها فبدت الشقيقتان وكأنهما تتحاشان التحدث معا فوقفت ضحى بجانب أمل حين سألت أمل خالها
.. خير يا خالو في حاجة.
ابتسم أمجد وهو يترقب الفتاتين وقال
.. خير يا قلب خالو كل الموضوع أنكم وحشتوني أنت فكليتك وضحى طول الوقت فأوضتها وأنا بصراحة أتعودت إنكم تبقوا حواليا فقلت أناديكم وأخدكم نتعشا برا ها إيه رآيكم.
التفتت أمل وحدقت بوجه شقيقتها تسألها بصمت فتغضن جبين ضحى ورفعت أصابعها وتلمست جبينها وأجابت
.. ياريت تعذرني يا خالو علشان أنا مصدعة شوية ومحتاجة أنام شوية يمكن الصداع يروح معلش أنا اسفة إني بوظت لك الترتيب.
أيدت أمل كلمات شقيقتها وأضافت
.. وأنا كمان مش هينفع أخرج يا خالو أصل أنا ورايا محاضرات هنقلها فمعلش بقى حظك معانا النهاردة مش متظبط بص هو حضرتك ممكن تخرج أنت وأحمد عادي ومتقلقش علينا هنا.
زفر أمجد بضيق وعقب
.. للأسف أحمد مش هينفع يجي علشان أتصل من شوية وقال أن عنده شغل عموما خلاص مش مهم نخرج أقولكم أنا هقوم أحضر لنا العشا و.
قاطعته ضحى سريعا وقالت
.. لأ يا خالو أنا ميرضنيش تعبك بص حضرتك استريح وأنا هعملك أحلى عشا يعني هو نحرمك من الخروج وكمان حضرتك اللي تحضر لنا العشا.
والتفتت ضحى صوب شقيقتها وقالت
.. هتيجي معايا ولا هتقعدي مع خالو.
أنتبهت أمل من شرودها وأجابتها 
.. هطلع أجيب المحاضرات وأقعد مع خالو هنا اخلصها وأنت بقى ورينا الشيف ضحى هيفاجئنا بإيه.
غادرتهم ضحى وصعدت أمل لتأتي بمحاضراتها وعادت لتجلس بجوار خالها تختلس النظر إليه فالټفت إليها وقال
.. ها قولي اللي جواك وأنا هسمعك أصل عينيك فيها كلام كتير.
تنهدت أمل بحيرة وقالت
.. هو شكلي باين عليه للدرجة دي إن في جوايا كلام.
وضع أمجد يده على كتفها وقال 
.. دا مش كلام وبس دا قصص كمان .
تركت أمل أجندة المحاضرات وأسندت رأسها على كتف خالها وقالت
.. حازم عاوز يسافر يطلبني من بابا ونتجوز وهو هنا غير الأتفاق اللي كان بيني وبينه إن يكون لينا سنة نقضيها سوا تعارف لحد ما أقدر أقيم اللي جوايا وبصراحة يا خالو أنا مش عارفة أعمل إيه أنا حاسة إني مقسومة في جوايا حاجة بتقولي وافقي وأتجوزي حازم وعيشي الحياة معاه وجزء تاني خاېف أكون بظلم حازم معايا وبظلم نفسي ما تدلني يا خالو أتصرف إزاي.
استمع أمجد إلى مخاۏف أمل بأهتمام وأعتدل بجلسته وقال
.. طيب ما تيجي نمسك العصاية من النص يا أمل.
حدقت به بحيرة فأضاف أمجد وهو يربت فوق يدها
.. نخليها خطوبة رسمية وبالشكل دا أنت هتلاقي نفسك أخدتي الخطوة اللي بعد الصداقة وطبعا مع المناوشات اللي بينكم هتقدري تتعرفي عليه أكتر وتحددي أنت عايزة تكملي معاه وتبني بيتك وياه ولا

انت في الصفحة 1 من 11 صفحات