كان لي..بقلم مني أحمد حافظ.. الجزء التاسع.
وبداخلها قلق مبهم.
وفى القاهرة كانت حالة إيمان تتدهور ضعفها مسيطر عليها تعود لوعيها لثوان لتغيب مرة أخرى وبجوارها جلست ثريا تقرأ لها بعض آيات القرآن استيقظت إيمان وقد تملك منها الوهن فالتفتت لتصطدم عيناها بوجه ثريا المحتضنة بين كفيها مصحفها فازدردت لعابها پألم ليهاجمها إحساسها بالذنب فخيانتها لهم لا تغتفر ففرت دموعها منها لتنتبه ثريا لها فتركت مصحفها وأقتربت منها وربتت فوق رأسها بحنو وقالت
اتسعت عينا إيمان بدهشة لا تصدق أن تسمع تلك الكلمات من ثريا فازداد بكاؤها وقالت
بحثت إيمان بعيناها عن خالد پألم فربتت ثريا فوق وجنتها وقالت
.. خالد مش هنا هو من وقت ما ولدتي وهوملازم الحضانة قاعد جنب أمل .
.. طيب أنا عايزة أشوف بنتي أرجوك خليني أروح أشوفها.
منعتها ثريا من الحركة وحذرتها قائلة
.. بقولك إيه أنت مينفعش تتحركي أصلا ودا بأمر الدكتور ولازم ترتاحي يا بنتي أنت أتكتب لك عمر جديد بفضل ربنا وبعدين أنا عيزاكي تاخدي بالك من صحتك وصحة بنوتك بصي أنا هطلع أشوف الممرضة وهطلب منها تجيب لك بنتك لحد عندك علشان تشوفيها المهم متتحركيش فاهمة.
.. هو حضرتك إزاي طيبة معايا كدا وبتعامليني ولا كأني عملت حاجة.
أجابتها ثريا بهدوء
.. وأنت كنت عملتي إيه يا إيمان أنت حبيتي وللأسف اللي أخترتيه هو اللي كان مفروض يبقى العاقل الكبير اللي يرشدك ويقومك وينصحك لكن هو سحبك معاه لتحت واستغلك بس الحسنة اللي عملها إنه مسبكيش تحت كتير ورجع صلح اللي عمله وبعدين الحب والجواز دول قسمة ونصيب يا إيمان ولو كان خالد نصيب بنتي لا أنت ولا مليون واحدة كانت هتمنع النصيب إنه يتم وبعدين أنت بنتي زي أمل وضحى وأنا فالأول والأخر أم ربيتك واعتبرتك بنتي ومافيش أم بترمي بناتها يا إيمان .
.. هو للأسف في اللي رمت بنتها أمي أنا رمتني وسابتني وباعتني ولحد دلوقتي مفكرتش فيا ولا أشترتني.
أشفقت ثريا على حالها فقالت بحب
مدت إيمان يدها وتمسكت بيد ثريا وقبلتها وقالت
.. سامحيني وحياة أمل سامحيني وخليها تسامحني.
سحبت ثريا يدها ومسحت دمعتها الهاربة وأجابتها بقلب مكلوم
.. كل شيء وله وقته يا إيمان والمهم دلوقتي صحتك وبنتك .
مرت يومين عصيبين على الجميع حاولت أمل أن تتحدث مع شقيقتها ولكنها رفضت متعلله بأنها تحتاج أن تكون بمفردها لتفكر في أمر خطبتها جلست ضحى بغرفتها تحاول الخروج من دائرة الصراع الذي أجتاح داخلها فهى دفنت مشاعرها بعدما وئدها أحمد منذ صغرها وجعلها تغلق قلبها بوجه أي حب يصادفها لتتقبل تقدم إيهاب بتفكير عقلاني بحت وتعايشت معه لتكتسب مع مرور الوقت مشاعر الرضى لوجود إيهاب معها بشخصيته الحنونة ولكنها الآن تواجه ما فجره أحمد بداخلها فلماذا أختار هذا الوقت ليذكرها بما مضى بات ثقل الأفكار يعذبها تتمنى لو عادت الأمور لطبيعتها مرة آخرى.
وفي الأسفل حسم أمجد أمره وصعد إليها وقف أمام باب غرفتها وطرقه بهدوء وقال من خلفه بمزاح مزيف
.. ياترى الجميل اللي حابس نفسه له يومين وحرمني من نور شمسه مش ناوي يخرج ويقعد معايا .
اتجهت ضحى صوب باب غرفتها وهي ترسم ابتسامة واهية فوق شفتيها واستقبلت خالها باضطراب كان جليا لعين أمجد فأجابت عليه قائلة
.. أنا مش حابسة نفسي ولا حاجة يا خالو كل الموضوع إني كنت بفكر وبسأل نفسي أنا هعمل إيه فحياتي أصل يعني أنا مش هفضل هنا ولا حضرتك ناسي إن ورايا سنة دراسية أخيرة.
سألها أمجد وهو يمعن النظر إليها
.. وياترى وصلتي لنتيجة بتفكيرك لوحدك.
اومأت ضحى وهي تفرك كفيها وقالت
.. أنا ناويت أدي نفسي فرصة مع إيهاب يعني هو إنسان طيب وبيحبني دا غير أنه مكافح وأخلاقه كويسة يمكن بس الخلاف اللي زعلني منه إنه خبى موضوع خالد وإيمان بس أنا هلتمس له العذر لإنه كان فموقف حرج أدامنا.
لاحقها أمجد ببصره وعقب على كلماتها حين تهربت منه بعيناها
.. وهو يعني مكنش ينفع تفكري غير وأنت حابسة نفسك ولا مكنش ينفع إنك تفكري مثلا وأنت فالجنينة تحت أو فمكان حلو على البحر أو فالمحتف وتفكري فأحمد.
تجمدت ضحى بوقفتها وقالت بتلعثم
.. و أحمد إ يه ډخله.
أجابها أمجد بصوت جاد
.. أحمد له كل دخل بصي يا ضحى