السبت 28 ديسمبر 2024

كان لي..بقلم مني أحمد حافظ.. الجزء التاسع.

انت في الصفحة 2 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

مش عايزة وأظن إن دا لا فيه ظلم ليكي ولا ليه ها قولتي إيه.
اتسعت عيناها وأخذ عقلها يدير كلمات خالها بهدوء بداخله فتنهدت وكأنها تلقي بحمل من فوق كاهليها وقالت
.. خالو هو حضرتك إزاي بتقدر تسهل كل حاجة كدا أنت تقريبا عندك حل لكل حاجة .
ضحك أمجد وهو يبعثر شعرها ثم ربت فوق وجنتها وقال
.. بصي يا أمل هو مافيش حلول بتبقى سهلة إنما بتيجي من خبرة الحياة اللي بنتعلمها مع الأيام ومن العيشة في الغربة ومن ۏجع حبيبتي لما سابتني بدري أنا كنت وقتها فعلا وحيد لحد ما جت لي فالحلم وطلبت مني أني أعيش حياتي وأبدأ من تاني بس أنا معرفتش أعيش مع غيرها وبعدين الحياة بقت تعلمني وتعلم عليا وبقيت أشوف مشاكل غيري وأخد منها خبرة وعظة فبقيت مع الوقت والسنين زي ما أنت شيفاني ولعلمك الحياة مش إنك تبصي لنفسك وبس لأ الحياة إنك تعيشي حياتك وتتعملي من حياة غيرك ولما تقابلك مشكلة متقفيش جنبها وټعيطي لأ أطلعي براها وشوفيها من برا هتلاقي الحل جواها ولو ملاقتيش حل سبيها على ربنا والتجيء له وربنا هيحلها لإن دا بيبقى الابتلاء اللي لازم نبعد عن الناس فيه ونلجا لربنا لوحده ونصبر ونرضى.
احتضنت أمل خالها بسعادة فأتت ضحى وصاحت بمزاح
.. أوبا دا في خېانة بتحصل هنا بقى أنتو سيبني لوحدي أنا الشيف ضحى وبتحضنوا بعض من غيري.
وقف أمجد سريعا جاذبا أمل لتقف وأحتضنها وضم ضحى هي الأخرى إليه وقال
.. ربنا ميحرمنيش من وجودكم فحياتي طيب أنتو عارفين والله أنا نفسي أخطف ثريا ونعمة ومحمد يعيشوا معايا هنا علشان تبقى الحياة اتعدلت معايا.
ضحكت ضحى وقالت
.. مأظنش أبدا يا خالو إن بابا ممكن يوافق إنه يسيب مصر عارف وقتها هيقولك يا أمجد أنا لو سبت مصر أموت لإنها الهوا اللي بتنفسه.
وصل حازم إلى منزله بعد أخذ يدور بسيارته بغير هدى فعقله مشغول بطلبه الذي لم تبدي أمل أي رأي فيه ليتفاجأ بوجود أحمد جالسا بجوار بابا شقته فحدق به بتعجب وقال
.. إيه دا أنت إيه اللي مقعدك هنا يا ابني طيب متصلتش بيا ليه إيه يا أحمد مالك بتبصلي وساكت ليه.
رمقه أحمد بوجه مقطب وقال
.. بقولك إيه أفتح الباب وخليني أدخل وياريت متسألنيش فأي حاجة.
ولج حازم وتبعه أحمد فرمى أحمد بجسده فوق الأريكة وډفن رأسه بين كفيه فحدق حازم به بحيرة وقال
.. دا واضح إن حالتك صعبة طيب طمني أنت أتكلمت معاها وهي رفضت ولا عملت إيه.
رفع أحمد وجه وأجابه
.. لا أنا متكلمتش معاها هي أصلا مش مديالي أي فرصة للكلام فكل اللي عملته إني سبت لها رسالة زى المراهقين جوا كتاب ودلوقتي خاېف أروح فأتصلت بعمك أمجد وقولت له إن عندي شغل وهغيب لبكرة وجيت أقعد معاك وقولت أحط خيبتي على خبتك وأسكت.
عقب حازم ضاحكا
.. والله معاك حق هي فعلا خيبة تخيل بعد العمر دا كله نقع صريعي بنات عمتك بس أنا خلاص عرفت هعمل إيه علشان أخرج من حيز الخيبة.
أعتدل أحمد وحدق به بأهتمام وسأله
.. طيب ما تقولي أنت ناوى على إيه أصل أنا عارفك لما تصمم على حاجة بتفضل وراها وتخيل إني لحد دلوقتي مش مصدق إنك قدرت تكسب أمل فوقت قصير كدا ما تقولي أنت عملت إيه يمكن أعرف أتصرف وأسيح التلج اللي ضحى مغلفة نفسها بيه.
جلس حازم بجوار صديقه وقال
.. أنا معملتش حاجة كل الحكاية أني أتكلمت معاها بصراحة ووصلت لها أحساسي ولعلمك بكرة بأمر الله هروح أطلبها من أبو المجد وهتصل بوالدها فمصر هاخد منه ميعاد وهسافر له بس هي الخطوة الأهم إن أبو المجد يمهد لي الطريق وبعدها هتوكل على الله.
هب أحمد واقفا وقال
.. طيب أنا مروح. 
تطلع حازم إليه بدهشة وقال
.. أحمد أنا شايف إنك تتمهل شوية يعني حاول تبعد جنانك شوية وتفكر بعقل علشان وضعي مع أمل غير وضعك مع ضحى أساسا ضحى جاية هنا علشان تفكر وتفصل حياتها وأكيد مهمتك هتبقى صعبة فكل حاجة معاه.
قاطعه أحمد وهز رأسه بالنفي وقال
.. وأنا قررت إني مديهاش أي فرصة تفكر فخطيبها ولو لازم تفكر فيبقى تفكر فيا أنا وبس ولعلمك لو لزم الأمر إني أخطفها لحد ما توافق فأنا هخطفها ومش هيهمني.
غادر أحمد دون أن يمهل حازم الفرصة لمنعه وعاد إلى منزله وما أن ولج حتى أنتبه لصوت ضحكاتهم العالية فأكمل سيره نحوهم وتوقف أمامهم وحدق بهم بضيق فرمقه أمجد بنظرات ساخرة وغمزه فذم أحمد شفتيه ليسأله أمجد
.. إيه دا هو أنت لحقت تخلص شغلك يا ابني عموما أنت فاتك أحلى عشا من إيد الشيف ضحى دل طلعت ولا أجدع شيف فالدنيا.
تابع أحمد تحديقه بهم بصمت فرفع أمجد حاجبه وأضاف
.. في إيه يا ابني مالك واقف متنح لنا كدا ليه.
بدأت شجاعة أحمد تتسلل منه وخشى

انت في الصفحة 2 من 11 صفحات