نفوس قاسېة..بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الاول.

إيه المهم إن المكان محترم بعدين اللي زى يا أبية ميتشرطش على أكل عيشه بالعكس نحمد ربنا إن فندق زى اللي حضرتك شغال فيه قبل بيا وأنا معايا دبلوم.
دخلت صفية تحمل القهوة وعصير لسهر لتجلس معهم وتثنى على رأى سهر بالنسبة للعمل فأستئذن محمود ليذهب إلى غرفته وينام على فراشه محدقا في سقف غرفته يشعر بالضيق والغيرة تحتل قلبه.
. رغبة وخوف....
مر اسبوعان وسهر تصعد يوميا إلى صفية كلما حضر فؤاد وبعدما تعافى كتفها وفي محمود بحديثه معها واخذها لتتسلم عملها معه احست سهر أن عملها في الفندق وإن كان متعب إلا أنه أرحم كثيرا من العمل في محل الملابس ولكن ما كان يؤرقها هو وجود فؤاد بشكل يومى لوقت طويل مع والدها كثيرا ما هربت منه ولكنه يلاحقها باستماته بنظراته وكلماته الخارجة.
أما محمود فكان شاردا في متاهة مشاعره التي تنمو بداخله ل سهر والتى حاول أن يمنع نفسه في التفكير بها ولكن تواجدها معه في الفندق وذهابها معه وأحيانا عودتها جعلته يدمن وجودها معه طوال الوقت.
وبعد مرور شهر وقد تأقلمت سهر على عملها وأحبته..انهت سهر عملها في ترتيب إحدى الغرف التي غادرها النزيل ثم نزلت إلى حجرة تجمع الفتيات لتجد تلك الفتاة المسماة داليا تجلس وظهرها للباب وتقول.. أنا مش عارفة هو شايف فيها إيه عنى أنا ليا تلت سنين بحاول الفت نظره وما صدقت إنه يكلمنى وياخد ويدى معايا فالكلام ااه أنا نفسى اقوله انى مبنمش الليل بسببه بس هقول إيه بقيت هوا من ساعة البت دى ما جت محدش يعرف هي تقرب له إيه ويعرفها منين ما تنطقى يا منال.
خفضت زميلتها منال عيناها وحاولت لفت انتباه داليا ولكنها لم تفلح حينما رأت سهر تقف أمام الباب متعجبه من الحديث فقالت سهر.. السلام عليكم.
التفتت داليا پحده وحدقت بها وقالت..اهى شرفت إيه يا سهر يا حبيبتى خلصتى خلاص شغلك أظن بقى الأستاذ محمود هيوصلك النهاردة زى كل يوم.
همست سهر ببراءة وقد نسيت أن محمود نبه عليها إلا يعلم أحد من الفتيات بصلتهم فقالت.. أبية محمود عنده شغل كتير أنا هروح لوحدى.
نظرت لها داليا وقالت.. أبية مين هو الأستاذ محمود يقربلك.
أحمر وجه سهر حينما فانتبهت لغلطتها وقالت.. لا مش قريبي بس يعنى هو.
سئلتها داليا وهي تقترب منها.. ما تقولى هو أنا هشد الكلام منك محمود يقربلك إيه علشان تقولى أبية.
تحدث منال لتخفف عن سهر الاحراج وقالت.. ما تسيبيها يا داليا هو تحقيق هيهمنا فايه يقربوا لبعض ولا ميقربوش انتى شايفة الكل هنا بيتعامل زى بعض.
نظرت لها داليا بعصبية وقالت.. مش قصدى الكلام دا وانتى عارفة كويس كدا يا منال أنا بس يعنى علشان لو حد أتكلم إنهم بيروحوا مع بعض ولا يتكلم عليهم نعرف نرد.
ونظرت إلى سهر وقالت.. انتى بردوا زى اختى يا سهر وأخاف عليكى من لسان الناس.
تمتمت منال بصوت خفيض لا يسمعه أحد.. اه يا بنت اللذينا طويتى البت خلاص.
أجابت سهر على داليا وقالت.. أبية محمود جارى واخويا الكبير ووالدته هي اللي مربيانى بس لو ممكن محدش يعرف لانه نبه عليا متكلمش فالموضوع دا.
ابتسمت داليا بسعادة وقالت.. اطمنى يا سهر محدش هيعرف حاجة وعوزاكى تعتبرينى اختك أنا كمان.
هزت سهر رأسها بإيجاب وقالت.. شكرا يا داليا أنا هشوف الأستاذ عصام لو كدا خلاص هروح عن اذنكم.
اتجهت سهر إلى مكتب مديرها عصام وطرقت الباب فسمعت صوته يقول.. أدخل.
فدخلت سهر تنظر أرضا خجلا وقالت.. أستاذ عصام أنا خلصت وميعاد الشغل كدا انتهى امشى أنا ولا لسه في حاجة.
ابتسم عصام وقال.. تعالى يا سهر دا أنا هشكر محمود عليكى بصراحة مشفتش حد زيك من اللي اشتغلوا هنا ليا زمن بصراحة بتعملى شغلك بضمير أنا لو عليا اعملك مكافأة عن شغلك وفالتقرير عنك هكتب الكلام دا لانك تستحقى كل خير علشان كدا عاوز منك طلب خاص انتى هتتأخرى بس ساعة كمان هتطلعى تظبطى جناح الأستاذ أدم هو بلغ قبل ما يخرج إنه محتاج يتوضب ولانى عارف إنك هتعمليه بضمير وإتقان غير إنك مش بتتكلمى عن أي حاجة بتشوفيها ودا اللي هطلبه منك تخرجى من الجناح كأنك مدخلتيهوش ومش عاوز أى حد يعرف إنك طلعتيه فاهمة يا سهر هتدخلى الاسانسير الخاص بالجناح من غير ما حد يشوفك وتخلصى وتنزلى.
هزت سهر رأسها وقالت.. اطمن يا أستاذ عصام أنا مش هخزلك أبدا وبرقبتى لو حد عرف حاجة.
ادخلها عصام الاسانسير ليصعد بها إلى
الجناح فوقفت مبهورة بكل ما تراه فديكور الجناح مختلف تماما عن باقى اجنحة الفندق نهرت نفسها لشرودها وتحركت تنظف الجناح بتصميم وحينما توجهت سهر إلى حمام الجناح وقفت ويدها على مقبضه ونظرت لما نظفته يداها حولها لتبتسم على ادائها فعطرت الجناح بالياسمين وفتحت الباب لتقف مصډومة مما رأته فقد وجدت شابا ملقى على الأرض فاستجمعت شجاعتها وأقتربت