نفوس قاسېة..بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الثاني.
أنها خانت محمود وثقته بها فهى حتى وإن لم تكن تحبه فعليها احترامه والحفاظ على غيبته فعزمت على عدم تكرار زيارتها ل آدم أو الصعود إلى جناحه مرة أخرى. ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فهى ما أن خطت بقدميها الفندق بعدما ودعها محمود وجدت عصام يقف بانتظارها فأشار إليها أن تأتى إلى مكتبه وما أن دخلت حتى قال لها.. سيبى أي حاجة يا سهر واطلعى لآدم دا مشدد إنك أول ما توصلى تطلعى له.
لم تكمل سهر حديثها فقد تعال رنين هاتف عصام وأجاب وهو يشير لسهر أن تنتظره فسمعته يقول.. أيوة جت واقفة أدامى حاضر ممكن تهدى شوية خلاص هتطلع لك بس خلى بالك كدا الموضوع بقى مبالغ فيه خلاص خلاص سلام.
نظر لها عصام وقال.. لازم تطلعى يا سهر آدم حالته وحشة من إمبارح لدرجة إنه كان عاوز عنوانك.
تحركت سهر باتجاه المصعد ولم تلحظ داليا التي كانت تراقبها وتحك ذقنها بخبث.
طرقت سهر ووقفت تنتظر فسمعت صوت آدم يقول.. اتفضلى.
ولجت سهر ووقفت بجانب الباب وهي تنظر أرضا ولم تتحرك فسمعت صوت آدم يصيح بعصبية.. واقفة عندك ليه بقلك تعالى هنا إيه مبتسمعيش.
نظر لها آدم وقد شعر بالضيق لانه انفعل عليها فاقترب منها وقال.. حضرتى عاوزك تخرجى معايا ممكن وقبل ما تقوليها ايوة أنا بتجاوز الحد معاكى وهنخرج أنا مخڼوق هنا ولو فضلت ممكن ارتكب چريمة ومټخافيش عصام هيرتب شغلك ومحدش هيعرف اتفضلى أظنك عارفة السكة خلاص.
انتفضت سهر على هزة يد آدم وهو يقول لها.. مالك سرحانه فإيه وشغلك عنى بالشكل دا بتفكرى فمين يا سهر.
أشاح آدم وجهه عنها وقال.. أنا واحد من المستثمرين فالفندق يا سهر عرفتى ليه عصام مش بيرفض لي طلب وأنا عايش فالجناح ال بتطعى لي فيه دا بعتبره بيتى.
هزت سهر رأسها غير مصدقه وقد احست باتساع الفجوة بينهما فقالت بصوت حزين.. أنا عاوزة أرجع أنا مينفعش أكون معاك حضرتك طلعت غير ما كنت متوقعة أنا كنت فكراك نزيل عادي إنما تكون من أصحاب الفندق فدا يبقى كتير.
أجابته سهر بحزن.. تفرق كتير لإن أنا يا دوب واحدة بشتغل فالفندق بتنضف اوض النزلاء وحضرتك صاحب الفندق مينفعش اصلآ تنزل بمستواك لواحدة زى ولا حضرتك حابب تتسلى شوية.
قبض آدم پغضب على يدها وقال.. انتى إزاى تفكرى فيا كدا وتظنى انى بتسلى معاكى أنا كنت واضح من أول حرف ومخبتش إعجابى بيكي بعدين انتى ليه بتهينى حالك وتقللى من نفسك بالشكل دا ازاى بتبصى لنفسك إنك قليلة انتى كبيرة اوى يا سهر بعدين انسى إنى غنى وافتكرى بس انى آدم اللي ساعدتيه وأنقذتي حياته.
مدت سهر يدها تخفف ضغط يد آدم على معصمها فنظر لها وترك معصمها وهو يعتذر منها.. أنا أسف حقيقى أسف مكنش قصدى أبدا انى انفعل عليكى بس فعلا مش حابب أبدا انك تشوفى نفسك بالشكل دا أنا نفسى تشوفى نفسك بعيونى وباحساسى هتعرفى انك غالية جدا وغنية بأخلاقك وكسوفك ورقتك.
خجلت سهر من مديحه لها وحاولت أن تتحدث ولكن الكلمات أبت الخروج منها حين نظرت لعيناه فتاهت مرة آخرى في عيناه فهمس لها.. سهر أنا بحبك.
تنهدت سهر ودمعت عيناها فالنجمة بعيدة المنال تنازلت وسكنت قلبها.
لاحظ آدم دموع سهر فحدق بها يريد أن يأخذها بين يديه ينزع عنها هذا الحمل الذي احس انه يثقلها فضړب مقعد السيارة مانعا نفسه من فرض نفسه عليها فنظرت له سهر بقلق وقالت.. أنا أسفة إنى ضيقتك.
رفع آدم يده ومررها على شعره وقال.. أنا مش مضايق منك أنا مضايق من نفسى لانى كنت عاوز.
لم يستطع آدم إكمال حديثه لشعوره بالخجل منها. فمدت سهر يدها وتلمست يده وقالت.. كنت عاوز إيه.
تنهد آدم بالم وقال.. اللي عاوزه مش من حقى يا سهر ومقدرش اعمله.
وصمت فجأة يقول لسائقه.. أرجع بينا على الفندق تانى.
بعدما وصلا إلى جراج الفندق تحركت سهر لتبتعد عن آدم ولكنه استوقفها وقال.. كلامى لسه مخلصش معاكى اطلعى معايا.
جلست سهر أمام آدم تنتظر منه