السبت 28 ديسمبر 2024

نفوس قاسېة..بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الثاني.

انت في الصفحة 5 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

تركها خارجا يقول لرشدى المغيب في دخانه.. سهر كانت بتسئل عاوز تشرب حاجة.
بكت سهر وجلست أرضا ولطمت وجهها قائلة.. يارب خدنى أنا والله تعبت أنت شاهد على اللي بيحصل فيا يرضيك كدا سامحنى يارب لو كنت عملت حاجة غلط سامحنى أن لما اتولدت كنت السبب إن أمى ماټت بس متسبنيش يارب أنا عاوزة أموت خدنى والنبى يارب
. أحاسيس مسروقة. ...
تملل محمود في فراشه فهو لم يستطع النوم بعدما حاول كثيرا الاتصال بسهر دون جدوى لإغلاقها هاتفها فقام من فراشه عازما على إنهاء الأمر وتصحيحه فطرق باب غرفة والديه فوقف أمامهما يشعر بأنه عاد مراهقا من جديد لم يعرف لما هربت منه الكلمات ولكنه استجمع شتات نفسه مرة أخرى وحسم أمره وفاتحهما بطلب زواجه من سهر كان محمود يخشى أن يرفض والده لفرق السنوات بينهما ولكنه تفاجىء بترحبيه الشديد فسهر بالنسبة له الابنة التي حرم منها ولكن والده زرع فيه خوف رفض أبيها فهو يشعر بتغيره معه منذ اقتحم حياته فؤاد فعاد محمود لغرفته يشعر بالقلق يزداد بداخله لرفض رشدى له ومن وجود فؤاد الذي أصبح يتحكم في رشدى بكل سهولة كما اوضحت له سهر نفسها فتنهد شاعرا بأنه أخذ الخطوة الصحيحة والوحيدة ليستحق سهر.
أما سهر فبعدما أنهت تحضير العشاء لوالدها لاذت الفرار لغرفتها وحركت مقعدها ووضعته أسفل مقبض بابها ولم يغمض لها جفن فكان عقلها يخوض صراعا مع نفسها يقاوم أن تستلم لشيطانها وتنهى حياتها فما قاله فؤاد دق أجراس الخطړ أن وجودها في منزل أبيها لم يعد أمن كذلك ما حدث بينها وبين محمود كان صاډما حاولت أن تتقبل وجهة نظره وكلمات اعتذاره لها هي لا تنكر أنها أحست صدق اعتذاره ولكنها لا تشعر تجاهه بمشاعر غير الأخوه فكيف تتقبل منه مشاعر حب وزواج كانت في صراع نتيجته الوحيدة انها ظلمت ظلم أحدث شرخا بداخلها فهى حقا کرهت الحب.
وفي الصباح بعدما صلى محمود الفجر هو وأبيه استئذان والده أن يبقى بالأسفل حتى يحين موعد عمله في السابعة ولكنه أراد أن ينتظر سهر فهو على يقين أنها لن تنتظره وستحاول أن تتحاشاه. حينما سمعت الأذان تحركت خارج غرفتها وتوضأت وصلت الفجر وقد عزمت على التسلل دون انتظار محمود و لكنها تفاجأت به ينتظرها فخفضت وجهها أرضا وتحركت مبتعدة عنه فمشى بجانبها وقد أحس بخۏفها منه والمه كثيرا ما تسبب به ولكنه أنتظر أن يبتعدا عن شارعهما حتى قال.. سهر أنا كلمت الحج إنى عاوز اتجوزك ومتتخيليش سعادته هو وأمى قد إيه وإن شاء الله هننزل لكم النهاردة وأطلبك من عمى رشدى.
توقفت سهر مكانها ونظرت له فغامت صورته أمامها لتتخيله فؤاد فحركت رأسها وتحركت مرة آخرى تسير ولم تستطع أن تعلق على ما قاله فعقلها عاد يخوض نقاشا حادا مع نفسها.. وبعدين يا سهر كملت أبية محمود بيحطنى أدام الأمر الواقع ومفكرش حتى يسئل إن كنت موافقة ولا مش موافقة تقدرى تقولى لي هتعملى إيه بعد ما سمعتى ال قاله فؤاد إمبارح طب والحل يعنى يا ڼار فؤاد يا اتجوز واحد مش حساه ومش شيفاه غير أخ بس يا سهر أبية ممكن يقدر يحميكى من فؤاد شوفتى قولتى إيه أبية هتتجوزيه ازاى وانتى شيفاه أبية مش مهم كفاية خالتى صفية بتحبنى زى بنتها وبتعاملنى كويس وعمى خميس كمان وانتى عارفة مينفعش تفضلى فالبيت مع ابوكى اللي نايم على ودانه إيه هتستنى لما فؤاد ينفذ تهديه ويضيعك طيب ما محمود كمان كان هيضيعك وخان ثقتك فيه أنا عارفة بس هو برر إنه بيحبنى وهيحمينى بس يا سهر دا مش حب افرضى مكنتيش قدرتى تمنعيه كان حالك هيبقى إيه بس هو أعتذر واهو بيقول جاى يتقدم يعنى هتتجوزى واحد مش بتحبيه هتعرفى تعيشي مع راجل مافيش فقلبك له أى إحساس هتتجوزى اخوكى ازاى هتقبلى يلمسك وانتى امبارح جسمك كان رافض حتى انفاسه تقرب منك ازاى يا سهر لما يطلب حقوقه هتديهاله وانتى مش حساه يووووة طب اعمل ايه اسيب نفسي لفؤاد دا مستحيل وبعدين يعنى كان في حد تانى وانا قولت لا مين هيتقدم لي بشهادة الدبلوم بتاعتى وحالى دا إلا ناس من الشارع والشارع كله مفيهوش حد كويس إلا أبية اااه يا ربى أنا عمرى ما عملت حاجة غلط فحياتى ليه كل دا بيحصل لي هو أنا مش بنى ادمة من حقى اختار حياتى واختار اللي احبه ويحبنى. وعلى حين غرة هاجمتها عينا آدم وابتسامته التي تأسرها فهزت رأسها وسمعت صوت عقلها ينهرها قائلا.. فوقى لنفسك وبلاش تبصى لفوق انتى فين وهو فين.
فتتنهدت بحزن وأكملت سيرها. فقال محمود وهو يلاحظ حيرتها وعڈابها.. مردتيش عليا يا سهر.
همست سهر وهي تشعر بأن حياتها تسلب منها.. اللي تشوفه يا أبية 
اختطف محمود كفها واحتضنه ليسير

انت في الصفحة 5 من 14 صفحات