الأحد 29 ديسمبر 2024

نفوس قاسېة..بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الثاني.

انت في الصفحة 6 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

بجانبها قائلا غير مصدق ما سمعه منها.. بجد يا سهر موافقة يااه متتخيليش أنا فرحان قد ايه بس بلاش أبية دى سهر أنا عاوز اسمع اسمى منك من غير أبية.
نظرت له سهر بروح منطفئة وقالت.. حاضر يا محمود.
رفع محمود كفها إلى فمه وقبله وقال.. عمرك ما هتندمى يا سهر أنا هسعدك هعمل كل حاجة تفرحك.
وصلا إلى الفندق واستئذنته سهر لتذهب إلى عملها وأمضت اغلب اليوم تعمل حتى لا تترك وقتا تفكر فيه بشىء حتى أنها أخذت عمل داليا بدلا منها هربا من التفكير. وحينما اقترب موعد انصرافها ناداها عصام وقال.. تعالي يا سهر.
تتبعت سهر خطاه لا تشعر بشىء غير ثقل قلبها فسمعته يطلب منها أن تذهب لتنظيف جناح آدم وللمرة الأولى منذ الصباح دق قلب سهر سريعا فاسرعت إلى جناحه ودخلت تبحث بعيناها عنه ولكنها لم تجده فشعرت بالحزن ېقتل روحها وإحباط يحتلها فنظفت الغرفة وهي تبكى وبعدما انتهت اخرجت عطر الياسمين وعطرت الغرفة. وما أن همت بالانصراف حتى سمعت صوته يسئلها.. بتعيطى ليه يا سهر.
لم تدرى من أين ظهر ولا كيف ارتمت أرضا تضع رأسها على ساقه تبكى بقوة كأن دموعها التي ذرفتها طوال الليل لم تكن دموع. مد آدم يده يربت على رأسها وقال.. مين ضايقك معقول العيون دى تبكى دى اتخلقت علشان تضحك وبس قومى اغسلى وشك وتعالى.
ابتعدت عنه سهر تشعر بالخجل فقالت.. أنا أنا اسفة.
ابتسم آدم وقال.. تعالى نقعد ف البلكونة الجو حلو برا واحكى لي ايه مضايق سهرى.
دق قلب سهر بقوة حينما سمعت اسمها منه وقامت تدفع كرسيه للبلكونة وجلست أرضا أمامه فقال لها.. مكانك عمره ما كان الأرض انتى مكانك عالى لازم تعرفي كدا.
تاهت سهر في عين آدم فابتسم لها وقال.. ها كنتى بتعيطى ليه.
تنهدت سهر فكيف ستحكى له عن حياتها التي تخجل منها بسبب ما يحدث لها وأجابته.. عادي يا أستاذ آدم متشغلش باللي حضرتك.
نظر لها آدم وقال.. مش عاوزة تحكى عموما مش هضغط عليكى واى وقت تحسى إنك عاوزة تتكلمى هتلاقينى المهم انك دلوقتى تنسى أي حاجة تضايقك.
كان آدم يقاوم نفسه من أن يسألها عن محمود ولكنه لم يستطع فقال لها سائلا.. سهر مين محمود دا اللي كان معاكى إمبارح ورفض انى اوصلكم.
أشاحت سهر بعيناها بعيدا عنه وقال.. دا جارى وو.
نظر آدم لها مستنكرا حديثها فقال.. جارك وهو عادي يوصلك مش مفروض في حدود فالاختلاط ولا أنا غلطان أنا آسف لو كلامى ضايقك.
أجابته سهر وقالت.. هقول لحضرتك أنا والدتى اټوفت بعد ما ولدتنى بأسبوع ومعنديش قرايب خالص ووالدة أبية محمود هي اللي ربتنى دى طيبة أوى عاملتنى زى بنتها حسستنى انى مفقدتش أمى علشان كدا بروح واجى مع أبية عادي.
حاول آدم أن يتقبل توضيح سهر ولكنه لم يستطع فقال.. ولو يا سهر مش مبرر إن طول الوقت تبقى معاه لازم تحافظى على الحدود بينكم حتى معايا متستغربيش كلامى أنا مش بتعامل بوشين بصى يا سهر أنا اتربيت فالجبل حياة للاسف كانت جافة معيارها الصح والغلط ومافيش مفر من العقاپ لو غلطت.
صمت آدم حين لاحظ التساؤل في عين سهر فأبتسم وقال.. عاوزة تسئلى جبل إيه اللي اتربيت فيه أنا عشت معظم حياتى فمدينة عالية فلبنان.
سئلته سهر وقالت.. هو حضرتك مش مصرى.
هز آدم رأسه وقال.. لبنانى مصرى يا سهر والدى لبنانى ووالدتى مصرية.
علقت سهر وقالت.. أنا كنت بحسب حضرتك مصرى أصلك بتتكلم زينا عادي.
أشاح آدم بصره عنها وتنهد وقال.. علشان بعتبر نفسى مصرى اكتر منى لبنانى المهم عاوزك تعملى حدود فتعاملك مع أي حد ومتسمحيش لأي كان إنه يتخطى الحد دا معاكى.
فاجأته سهر بتغيير اتجاه الحوار وقالت.. هو حضرتك يعنى بقيت كدا ازاى أنا اسفة للفضول.
اغمض آدم عيناه يخفى ما شعر به عن سهر وقال بهدوء.. بسبب حاډثة.
فتنفس بحدة وقال بشرود.. حاډثة هزار زى المقلب ال شوفتينى فيه أول مرة.
عبست سهر ووقفت تشعر بدهشة وقالت.. هزار يعنى ايه هو في هزار وضحك فانك تقعد على كرسى أو انك تتحبس فالحمام.
قبض آدم على مقبض كرسيه يتمالك نفسه وقال.. معلش يا سهر لو سمحتى بلاش نتكلم فالموضوع دا ممكن.
ورسم أبتسامه على وجهه وقال.. أنا عاوز أخرج معاكى تعالى معايا.
ابتسمت سهر وقالت.. طب وبالنسبة للكلام بتاع حضرتك عن الحدود و.
شعر آدم بالحرج لطلبه وشعر انه يبيح لنفسه ما يحرمه على غيره فقال معتذرا.. أنا اسف معاكى حق مش مفروض أنسي كلامى انتى صح.
شعرت سهر انها احرجته وانها ستضيع منها وقتا تقضيه معه وحثها قلبها أن تنقذ الموقف لأنها أيضا ترغب بالخروج معه فقالت برجاء.. طيب ينفع استثناء المرة دى واخرج معاك.
تحرك آدم وتبعته سهر خلفه كأنها منومة مغناطيسيا وفوجئت به يتخذ مصعد مخالف لمصعد الجناح وكان يبتسم لها وهو يحدق بعيناها حتى وصلا إلى جراج الفندق فأسرع

انت في الصفحة 6 من 14 صفحات