نفوس قاسېة..بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الثالث.

لازم يعيش حياته مع واحدة تستحقه وتشرفه هو انتى يا خالتى مش عاوزة يكون لك أحفاد نسيتى وصية عمى خميس تربى ولاد محمود على الدين والحب.
بكت صفية حينما تذكرت زوجها الراحل وقالت.. بتلوى دراعى يا سهر علشان اطوعك ليه كدا يا بنتى.
أجابتها سهر بتصميم.. علشان دا الصح يا خالتى دا اللي مفروض يحصل من.
قطع عليها إكمال حديثها قول محمود.. انسى يا سهر أنا مش هتجوز عليكى ومش عاوز عيال انتى ليه مش قادرة تفهمى إنى بحبك وعلى قد اشتياقى ليكى إلا انى مستعدة استناكى العمر كله لحد ما تقبلين فحياتك.
خرجت صفية بهدوء حتى لا تسبب لهما حرجا فسمعت سهر تقول بحزن.. ليه يا محمود ليه قابل بيا فحياتك بعد كل ال ليحصل ليه مرمتنيش بطول دراعك وعشت لنفسك ليه قبلت تذل نفسك وتشيل عارى أنا مستحقش إنك تعيش بالشكل دا أبوس إيدك اتجوز وخلف وملكش دعوة العروسة مش هتحس انى موجودة مش هتحس إنك متجوز غيرها اصلآ أرجوك يا محمود متعذبنيش أكتر من كدا.
صړخ بها محمود وقد أعماه غضبه فقبض على كتفيها يهزها بقوة متناسيا خۏفها ورعبها ولكنه تالم من حديثها وطلبها الزواج من أخرى فأراد أن يؤلمها باقترابه منها وقال.. أنا اللى بعذبك انتى مش حاسه مين فينا ال بيتعذب أنا اللي بمۏت كل يوم وأنا شايفك نايمة فحضن أمى ومش قادر المسک وانتى حلالى ومراتى أنا اللى بمۏت لما كل ما أقرب منك تصرخى أنا اللى بحبك وأنا عارف ومتأكد إنك مش بتحبينى ولسه قلبك معاه حتى بعد السنين دى أنا حاولت معاكى كتير ومستعد أحاول بس انتى ادينى فرصة اداويكى ادينى فرصة انسيكى اللى حصل بس انتى اللى رافضة ومش عاوزه ورغم كدا بردوا مش عارف أكرهك ولا اسيبك كل ما تبعدى عنى بقرب أكتر منك أفهمى بقى وحسى بيا وبحبى ليكى.
بكت سهر وهي تتلوى بين يديه تحاول إبعاد قبضتيه عن كتفيها فدفعته عنها پعنف وقالت.. وأنا مش قادرة أنسى مش قادرة ڠصب عنى يا أخى حس بيا أنا اللى عشت اللى حصل مش أنت أنت عمرك ما هتعرف أنا بكره نفسى قد إيه كفايا إن كل ما أشوف نفسى افتكره وافتكر الذكرى اللى سيبهالى فجسمى عاوز تكمل جوازك مع مين معايا أنا اللى بقيت مټشوهة من جوا روحى ومن جسمى حرام عليك نفسك وارحمنا سوا بص يا محمود إنت لو متجوزتش وعشت حياتك يبقى تطلقنى وملكش دعوا بيا إن شا الله أموت حتى خلاص إنت انقذتنى مرة وكفايا أوى لحد كدا أنا مبقتش العيلة الصغيرة بتاعت زمان أنا كبرت وعجزت وشخت من جوايا واطمن أنا حتى الحب مبقتش قادرة عليه لانى قلبى ماټ زى روحى ما ماټت.
تركته سهر ودخلت إلى غرفة صفية لتغلقها على نفسها مانعة دخول أحد إليها. نظر محمود إلى والدته التي جلست بجانب النافذة تنظر إلى البحر وقالت.. إسمع كلامها يا محمود واتجوز سهر معاها حق عيش حياتك العمر بيتسرق منك وكفايا إنه اتسرق منها.
جلس محمود أسفل قدمى والدته وانخرطت في بكاء مرير فاڼفجرت صفية هي الاخرى بالبكاء وسمعت محمود يقول.. مش قادر أشوف غيرها يا أمى مش قادر أفتح قلبى لواحدة تانية صدقيني هظلم أى واحدة تدخل حياتى غير سهر هي شيفه إنى أتجوزها علشان أستر عليها ونسيت إنى بحبها وإن مهما حصل عمرى ما هحملها ذنب اللي فات أبدا كلميها يا أمى خليها توافق تروح للدكتور النفسى أنا متأكد إنها لو قبلت هتبقى كويسة وترجع تحب الحياة تانى وتعيش أنا مستعد استناها فوق الخمس سنين العمر كله بس تحبنى.
حدق محمود في والدته وقال.. انتى اخدتى صفها وعاوزانى اتجوز يا امى.
تنهدت صفية وقالت.. أبوك نفسه لو لسه عايش كان هيوافق على كلام سهر اتجوز يا بنى قبل ما تلاقى نفسك عجزت وملكش عيل يقف جانبك فالدنيا.
وقف محمود وتوجه إلى غرفة سهر وطرق الباب وقال.. افتحى يا سهر أنا أنا هنفذ اللي انتو عوزينه.
فتحت سهر الباب ووقفت تنظر لمحمود بحزن وقالت.. وعروستك عندى يا محمود وتتمنالك الرضى ترضى.
هناك في أمريكا جلس خلف مكتبه يتابع سير عمله بعدما استقر هناك منذ سنوات وتفاجىء بباب مكتبه يفتح دون إذن فدخل مازن كما تعود فرفع آدم عيناه عن الأوراق التي يقرأها ونظر إليه وقال.. المرة الجاية هسيب خبر عند الأمن تحت ينمع دخولك المؤسسة علشان أرتاح من دخولك بالشكل دا عليا.
ضحك مازن وقال.. متقدرش على فكرة أنا عارف إنك بتحبنى قد إيه يا دومى.
قام آدم من على مقعده ووقف أمام مازن وقال بضيق.. جاى ليه يا مازن إنت ليك شهرين مختفى ودلوقتى ظهرت أنا نفسى أعرف بتختفى بالشهور وترجع تظهر مرة واحدة وكل مرة معاك مصېبة شكل.
ضحك مازن بمرح وقال.. لا والمرة دى المصېبة حلوة مفاجأة اللى قاعد أدامك دا بقى أب يا آدم.
حدق آدم بمازن وضيق ما بين عيناه ونظر له بحيرة وقال.. بقيت أب إزاى هو إنت أتجوزت امته ومين ولحقت تخلف كمان أنا بجد مبقتش فاهم إنت عايش حياتك إزاى.
رفع مازن عيناه لآدم وقال.. طيب أقعد وأنا هقولك بس عاوزك هادى وتسمعنى بالراحة.
ابتسم آدم بسخرية وقال.. طالما بديتها كدا يبقى الكلام الجاى مش هيعجبنى اتفضل عرفنى مخبى إيه يا مازن.
ابتلع مازن ريقه وقال بقلق من ردة فعل آدم.. أنا اتجوزت هايدى من سنتين.
وقف آدم بحدة وقال.. أطلع برا يا مازن ومتجيش المؤسسة تانى.
وقف مازن بأرتباك وقال.. يا آدم هايدى اتغيرت اللي حصل لها بسببى كسرها وكسر غرورها وذلها صدقنى هايدى بقت واحدة تانية.
رفع آدم يده ليوقف مازن عن إكمال حديثه وقال.. مش عاوز أعرف أى حاجة وطالما إنت على صلة بيها فأنا ميشرفنيش انى أعرفك إنت كمان.
تنهد مازن بيأس وقال.. اسمعنى يا آدم إنت ليه مش مصدق إنها اتغيرت يا آدم كلنا اتغيرنا إنت نفسك اتغيرت وغيرت حياتك 180 درجة إنسى اللي فات بقى و. 
قاطعه آدم بحدة وعڼف وقال.. أنسى اللى فات أنسى إيه يا مازن أنسى إنها ضيعت منى حياتى أنسى إنها ساعدت أبوك وفكت فرامل عربيتى وعملت الحاډثة وإنت اللى اتحملت الذنب بدلهم أنسى انهم سرقونى أنا اللى هنساه حاجة واحدة وهي انى أعرفك أطلع برا يا مازن ومترونيش وشك تانى.
توجه مازن برأس منكسة للباب وقال.. لو فكرت فيوم تتعرف على ابنى آدم هتلاقينى فبيتى فمصر وشكرا يا ابنى عمى.
أجابه آدم بحدة ليؤلمه فقال.. أنا مش ابن عمك يا مازن إنت إسمك مازن غسان وأنا آدم محمد.
وأدار وجه له ليسمع باب مكتبه يغلق فجلس آدم