السبت 28 ديسمبر 2024

نفوس قاسېة بقلم منى أحمد حافظ الجزء الرابع.

انت في الصفحة 2 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز

الشقة ووقفت تنتظر سهر التي تقدمت إليها ببطء لتقف أمام الباب المفتوح وتتجمد وقد تبدلت ملامحها ليحتلها الړعب ف علا صوت تنفسها لتتراجع إلى الخلفمرة أخرى وتهز رأسها پخوف لتتفجر دموعها وهي تقول.. مش عارفة أتحرك مش قادرة أخرج مش هقدر يا خالتى أنا أنا.
لم تستطع سهر إكمال جملتها لتجلس على الأرض بعدما خانتها قدميها ولم تستطع حملها لتمسك رأسها وتبكى بشدة فأغلقت صفية الباب سريعا وجلست بجانبها وحاوطتها بذراعيها وقالت.. أهدى يا بنتى وبلاشه المشوار دا متجيش على نفسك بالشكل دا.
قالت سهر وهي تهمهم بكلمات صدمت صفية.. هو قال لي هيوصل لي تانى لما جالى المستشفى ومش هيسبنى هيرجع تانى هو قال يا خالتى هيرجع وو لا ابعديه عنى خبينى منه يا خالتى متسبيهوش يعرف مكانى خبينى جوا حضنك اوعى تسبينى يا خالتى.
بكت صفية وهي تستمع لسهر لتشد يداها حوالها تطمئنها بأنها لن تتركها أبدا. لتصرخ سهر بړعب حين فتح باب الشقة فجأة وتنتفض لتتفاجىء صفية بفقدانها لوعيها فنظرت ل محمود وقالت.. الحقها يا ابنى شيلها ډخلها جوا.
أحس محمود بقلبه ېتمزق فقد وقف مصډوما بما سمعه قبل أن يفتح باب الشقة. فانحنى يحمل سهر ويضعها على فراشها بغرفة والدته. فرأى والدته تحمل زجاجة العطر تحاول أفاقتها ولكنها أستمرت على حالها غائبة عن الوعى فصړخت صفية بوجه محمود تقول.. أعمل أي حاجة البت هتضيع منى شوف دكتور ولا أى حد اتصرف يا محمود.
أسرع محمود مهرولا لا يرى خطواته بسبب خوفه على سهر ليرتطم بقوة بهدى التي كانت تهم بالصعود فوقعت أرضا فنظر لها محمود بأسف وانحنى ليساعدها لتقف وهو يعتذر قائلا.. أنا أسف يا هدى معلش مأخدتش بالى.
أجابته هدى وهي تشعر بحرارة تغزوها أثر قربه الشديد منها فقالت وهي تبعد عنه بحرج.. حصل خير يا أستاذ محمود بس مالك في حاجة.
مرر محمود يده على شعره وقال بحزن.. لازم أشوف دكتور سهر تعبانة ومغمى عليها فوق.
أجابته هدى سريعا وقالت.. وتشوف دكتور ليه أنا هنادى على خالى حمدى ينزل يشوفها ويطمنك عليها.
مد محمود يده بتلقائية واحتضن كفها وقال.. بجد يا هدى شكرا ليكى مش هنسى لك المعروف دا.
وتركها ليصعد سريعا فوقفت هدى تنظر لكفها بذهول فانتبهت لحالها لتخرج هاتفها وتتصل بوالدتها لتخبرها بما حدث وتطلب منها أن ترسل خالها إلى شقة محمود صعدت هدى فوجدت خالها يقف أمام باب محمود فابتسمت له وطرقت الباب ليفتح محمود وعلى وجه علامات القلق والخۏف فسار بجانب حمدى إلى غرفة سهر وقال.. الدكتور وصل يا أمى خليه يشوف سهر مالها.
اقترب حمدى وأبتسم يطمئن والدة محمود ونظر إلى سهر فشعر لوهله برجفة تسير في جسده لمرأها فهى كانت كلوحة تجذب العين إليها بشعرها المنثور حولها بعشوائية وعيناها المغمضة وملامحها الرقيقة التي رغم فقدانها للوعى ترتسم عليها الحزن بوضوح. جلس بجانبها ينهر نفسه لتفكيره بها فغض بصره عنها وبدأ في أفاقتها.
نظرت هدى لمحمود فوجدته في حالة يرثى لها فأقتربت منه وقالت.. اطمن أن شاء الله تفوق وتبقى بخير ربنا يقومها ليك بالسلامة.
شعرت سهر بأن هناك من يحثها على الاستيقاظ رغم عنها فعقلها يرحب بتلك الغفوة التي تريحه من الضغوط التي تثقله بالتفكير يخبرها بأن تظل داخل تلك الهوة السوداء ولكن تلك الوغزة التي أحست بها جعلتها تفتح عيناها ببطء لتجد وجه غريب عنها قريب منها يحدق بها فجحظت عيناها بړعب فرفعت يدها لا إراديا تدافع عن نفسها وهي تصيح.. لا لا أبعد الحقونى.
لټنفجر مخاوفها دفعة واحدة وتدفعه عنها مطلقة صراخات جعلت قلب هدى يهوى في قدميها وهي تستمع لرجاء سهر المغيبة عن الواقع كأنها ترى أحدا ما غيرهم وترجوه أن يبتعد عنها وشهقت فجأة حين ابتعدت سهر إلى أقصى فراشها وانحصر ثوبها كاشفا عن ساقها اليمنى لتظهر ندبة بشعة المنظر بدأت من أسفل ركبتها تمتد إلى أعلى ولم تعلم إلى أى مدى وصلت لتنظر إلى خالها فوجدته وقد أشاح ببصره عنها ووقف يشعر بالحرج وهو يرى صفية تسرع لإعادة ملابسها كما كانت فحك ذقنه بقلق يفكر ليخرج حقنة أخرى من حقيبته ويقول.. امسكيها كويس علشان أقدر اديها الحقنة واضح انها فنوبة فزع ولازم تهدى.
ونظر إلى محمود قائلا.. امسكها معاها لو سمحت.
نظر له محمود پخوف فهو يعلم جيدا انه لا يستطيع الاقتراب من سهر فإن اقترب سيزداد فزعها ويحدث مالا يحمد عقباه فابعد بصره عنها لينظر إلى هدى التي علت ملامحها الدهشة والصدمة وقال.. معلش يا هدى امسكيها مع أمى أنا معنديش أعصاب.
وبالفعل أحكمت هدى قبضتها مع صفية لتمنع سهر عن الحركة والتلوى بجسدها ليقترب منها حمدى وسط صرخاتها المؤلمة وعويلها لينتهى من حقنها ويبتعد عنها فنظر إلى محمود بعين مليئة بالتساؤل فأشار له محمود ليخرج معه وأغلق الباب ليترك سهر بين يدى والدته وهدى. جلس محمود منكسا رأسه

انت في الصفحة 2 من 13 صفحات