نفوس قاسېة بقلم منى أحمد حافظ الجزء الرابع.

أبويا باع هايدى لعمها وأداله الصور اللي صورتهالها وعمها عذبها كتير شافت ال ميخطرش على بالك يكفى إنى أقولك إنه ډفنها عايشة فحاول تسامحها.
غادر مازن وترك آدم يحدق في الفراغ يفكر أن لا أحد منهم سلم من الأڈى والالم ولكن بطريقة مختلفة. فوقف ينظر من النافذة التي ترتفع لعڼان السماء ليقع بصره على وريقات الزرع التي تحيط بنافذة مكتبه ليتذكر تلك الجنة الخضراء التي عشقها وتمنى أن يسكنها ليتنهد مرة أخرى وهو يعقد حاجبيه ويقول.. وحشتينى يا سهر.
جلس محمود مع والدته أمام حمدى ووالدة هدى سميرة وهو يشعر بشجاعته تنساب منه فشعر بتعرق يداه فسمع حمدى يقول.. شرفتونا يا أستاذ محمود وحضرتك يا حجة صفية وياترى بنتك عاملة إيه دلوقتى.
أجابته صفية قائلة بابتسامة.. الحمد لله اهى النهاردة أحسن من اليومين اللي فاتوا شكرا ليك يا دكتور حمدى.
وصمتت قليلا ثم اكملت.. أنا عارفة إنكم بتسئلوا إحنا طالعين ليه.
صمتت صفية مرة أخرى ونظرت إلى سميرة وقالت.. إحنا جايين نطلب إيد هدى لمحمود ابنى.
شهقت سميرة ووقفت فجأة وهي تسئل بأندهاش.. جايين تطلبوا ايد مين لمين.
أجابها محمود بهدوء وهو ينظر لحمدى.. أنا جاى أطلب هدى للجواز.
ضحكت سميرة بسخرية وقالت.. ومجبتش مراتك معاك ليه يا أستاذ محمود هي كمان ليه.
أشاح حمدى ببصره عن محمود حين سمع قول اخته وقال يلطف الأمر.. اقعدى يا سميرة الكلام أخد وعطا وسيبى محمود يقول ال عنده قبل ما تقولى ال عندك.
شكر محمود حمدى وقال.. سهر كانت فعلا جاية تطلب هدى منك ليا يا حجة سميرة وقبل ما تقولى حاجة أنا معنديش استعداد أطلق سهر ولا اسيبها لانها ببساطة ملهاش إلا أمى وأنا فالدنيا كلها ولو سبتها يبقى معنديش أصل. أما سبب إن سهر اختارت هدى وطلبت انى اتجوزها ف علشان يبقى عندى ولاد لانها مش بتخلف ولو حضرتك والدكتور حمدى وافقتم أنا هنفذ لكم كل طلباتكم إلا انى اسيب أمى وسهر زى ما قلت.
كانت سميرة تستمع ل محمود بدهشة عقدت لسانها فنظرت إلى أخيها لتتفاجىء به يقول.. وإحنا مش هنلاقى أحسن منك ل هدى بس ادينا مهلة نعرف رئيها ونرد عليك.
أجابته صفية وقالت.. هدى هتبقى بنتى التانية وعمرها ما هتحس إن محمود متجوز غيرها وهنشيلها فوق راسنا وجوا قلوبنا ولو عاوزين ليها شقة لوحدها محمود هيجيب لها شقة تانية بس علشان نبقى على وضوح مش هتبقى شقة تمليك هتبقى إيجار لظروف خاصة شوية وعموما إحنا هنستنى ردكم وربنا يوفق يارب هنستئذن إحنا سلام عليكم.
كانت هدى تقف خلف باب غرفتها تستمع لحديث محمود وصفية لتقفز فرحا بعدما علمت أنه يرغب في الزواج منها. فاخيرا يتحقق لها حلمها. لتتفاجىء بخالها يقف أمام الباب ينظر لها وعلى وجهه ابتسامة وقال.. احمدى ربنا إن أنا اللي فتحت الباب أمك لو شافتك كانت خنقتك فرحانه إنه طلبك أول مرة أشوف واحدة فرحانة إنها هتتجوز واحد متجوز بس بصراحة هو ميتعيبش الراجل مز بجد.
ضحكت هدى وهي تحتضن خالها وتقول بصوت منخفض.. أنا مش بخبى عليك حاجة يا خالو وانت حاسس بكل حاجة ها هتقدر تقنع أختك ولا هتتخلى عنى وتبيعنى.
بعثر حمدى شعر هدى وقال.. قبل أى حاجة وقبل ما نوافق لازم اتأكد من حاجة الأول أنا عاوزك تنزلى وتقابلى سهر وتعرفى هل هي راضية زى ما قالوا ولا ايه.
أجابته هدى مسرعة.. هنزل حالا اسئلها.
ضحك حمدى بقوة وهو يمسك يد هدى ويقول.. اهدى يا مچنونة تنزلى فين دلوقتى استنى يومين وتنزلى ومحمود مش موجود تحت وبعدين لازم تفكرى هل عاوزة تعيشى معاهم تحت ولا عاوزة شقة لوحدك هسيبك بقى واروح اشوف اختى واقنعها.
ليقف فجأة وينظر إلى هدى ويقول.. بس اللي أنا مستغرب له إحساسى إنك هتبقى زوجة محمود الأولى مش عارف ليه مش حاسسهم متجوزين.
عبست هدى قليلا وقالت.. أنا كل يوم بيتأكد لي نفس الإحساس دا يا خالو هما جيرانا ليهم خمس سنين بس عمرى ما شوفت سهر دى إلا من سنة ونص اتعرفت عليها لما شوفتها مرة فالبلكونة ووقع منى الغسيل عندها ونزلت اجيبه وقابلتنى بوش جميل وبشوش ومن وقتها وهي بحسها اختى أنت عارف إنها أصغر منى بأربع سنين بس بصراحة صعبت عليا أوى لما شوفت رجلها تفتكر حصلها إيه علشان تبقى كدا.
بعدما دخل محمود إلى شقتهم وجد سهر تقف أمام باب غرفتها فأشاح بوجهه عنها ودخل إلى غرفته وأغلق على نفسه يستند إلى الباب منعزلا عن والدته وسهر فهو منذ يوم اڼهيارها يتحاشى التواجد معها ولا يبادلها الحديث فهو لم يغفر لنفسه لحظة ضعفه بعدما كاد أن يتغلب عليه شيطان رغبته بها. انزوى بعيدا يؤنب نفسه وهو يراقب ملامحها التي زاد حزنها. سمع محمود والدته تقص على سهر ما حدث ليسمع باب غرفتها يغلق فخرج ببطء فوجد والدته تجلس في البلكونة كحالها إن