نفوس قاسېة بقلم منى أحمد حافظ الجزء الرابع.

لم تجد شيء تفعله فأقترب من غرفة سهر ليقف مصډوما وهو يسمع صوت بكائها المكتوم فلم يتمالك نفسه ففتح الباب ليجدها ټدفن وجهها في وسادتها وتبكى پقهر. ف أغلق الباب خلفه لتحدق به سهر ووتبتعد إلى قرب نافذتها ليقترب منها يراقب ملامحها فلم يستطع قرائتها فهمس وهو يقف أمامها.. ليه بتعملى فينا كدا يا سهر ليه بترمينى بأيديكى لغيرك.
أجابته سهر وهي تسمح دموعها بظهر يدها وتنظر له پقهر.. عاوز تعرف ليه يا محمود أنا هقولك علشان لحد دلوقتى مش عارفة أنسى كلامك مع عمى خميس الله يرحمه وهو بيترجاك تتجوزنى وإحنا فالمستشفى وتستر عليا فاكر ردك عليه كان إيه لو مش فاكر يا محمود أنا فاكرة كويس ومحفور جوايا ردك حرف حرف ومش قادرة انساة ولا أنسي شكلك وإنت بتقوله.
.. اتجوز دى اللي اترمت من إيد لايد وبقت مستعملة أنا مستحيل أتجوز واحدة رماها غيرى لا يمكن المس بواقى فؤاد شوف لها أى صايع واديله قرشين ويسترها إنما أنا لاء لانى بقيت بقرف ابصلها.
.. عرفت ليه لازم تتجوز غيرى لأنك انجبرت عليا أنت عمرك ما حبيت سهر يا محمود أنت حبيت شكلها الحلو وصغر سنى وقتها وانى معنديش أي فكرة عن الدنيا وهتبقى واثق انها خام وقلبها مدقش لحد أنت حبك ليا كان حب لجسمى وبس ولما فؤاد عمل اللي عمله قرفت منى ولولا عمى خميس واللي عمله فيك مكنتش أبدا اتجوزتنى واللي متعرفوش يا محمود انك السبب إنى لحد دلوقتى عاوزة أموت فمتشيلنيش ذنبك اكتر من كدا. 
. وغيرتنى الحياة. ...
كان كلاهما شادرا في دوامة صراع مختلفة. لم أكن أعرف أنى سقطت هكذا من عيناها فإن كانت أطاحت بى من فوق جبل لكان أهون بكثير من أن أرى نفسي في عيناها بتلك الضالة جرحتنى تلك الصغيرة بلا رحمة وهي تكشف عورة فسادى في لحظات وتقذف بها أمام روجلتى من أين أتت تلك المرأة التي أراها للمرة الأولى أحقا من أعماق الشدائد تولد نفوس قوية ااااه يا قلب لا تعشقها من جديد فالتي أراها امامى لم تعد تمتلك قلب لم تعد سهر صاحبة الجنة البريئة. لماذا خرجت عن طورى لماذا بحت بشىء مما واريته خلف قبضان سجنى كيف أنسي معروفه تجاهى واتنكر له كيف أكسر كبرياء رجل هكذا. وقفا محمود وسهر يحدقان بعضهما البعض فهو يراها كأنه يراها لأول مرة وهي تنظر له يتآكلها الشعور بالذنب. فأسرعت تقول بعدما شاهدت صدمة محمود منها.. أنا أسفة مكنش قصدى والله أفتح السيرة دى ڠصب عنى يا محمود أنا مش عارفة قولت الكلام دا إزاى أنا كنت واخدة عهد على نفسي مقولش حرف واحد لأن جميلك فرقبتى ليوم الدين بالله عليك تسامحنى أرجوك يا محمود بلاش تبص لي كدا.
توجه محمود إلى حافة فراشها وجلس على طرفه لا يدرى كيف يرفع عيناه فيها فسمعها تكمل حديثها تقول.. حقك عليا ولو عاوز تطلقنى طلقنى محدش هيلومك إنت ضحيت علشان تنقذ سمعتى وسبت شغلك وحياتك وبعت كل حاجة ليكم وقبلت تبدأ من جديد أنا مقدرش أنكر فضلك إنت وأبوك عليا ورحمة عمى خميس تسامحنى.
همس محمود پألم.. كفايا يا سهر اسكتى لو سمحتى.
أبتلعت سهر تلك الغصة المريرة ونظرت له تشعر بالخزى.
فرفع محمود عيناه لها ليصدم بعيناها فقال.. مش انتى اللي تحسي بالعاړ يا سهر أنا اللي لازم أحس بيه أنا مكنتش أتخيل إنك سامعة كلامى مع بابا فاليوم دا وحقيقى معنديش عذر لكلامى غير إنى كنت ڠضبان وملقتش غيرك إنتى أطلع عليها غضبى إنتى اللي لازم تسامحيني لانى فلحظة نسيت إنك طفلة محتاجة أخ جنبك وأنا بكل غرور عاملتك زى ال ال.
لم يستطع محمود قول تلك الكلمة لتصدمة سهر مرة أخرى قائلة.. عاملتنى زى بنات الليل كنت شايفنى واحدة ساقطة من الشارع.
دمعت عين محمود فسهر قالت ما كان يشعر به وقتها فقال.. انتى جبتى القسۏة دى منين يا سهر.
أبتسمت سهر بتهكم وقالت.. وهو إنت شايفنى كدا بقيت قاسېة ياريت فعلا أعرف أكون كنت قدرت أقف فوش الدنيا وحاربتها ومكنش حصل لي أى حاجة سيبنى فحالى يا محمود وشوف حياتك وانسانى بقى.
نظر لها محمود وقال.. مش قادر أبعد واسيبك أنا بحبك يا سهر صدقيني أنا الأول يمكن كنت عاوزك بأى طريقة إنما لما بقيتي فبيتى حبى ليكى اتخطى كل حاجة مش مجرد لانك جميلة وعاوزك تكونى ملكى إنما بقيت أحب أشوفك بقيت بحس انى ملكت الدنيا بمجرد ما بتضحكى أنا اتغيرت يا سهر و.
قاطعته سهر بأرتباك وقالت.. طالما اتغيرت يا محمود يبقى لازم تغير حياتك كلها هدى بتحبك أنا عارفة كنت بشوف نظراتها ليك وحاسه قد إيه پتتوجع لما تشوفك قاعد قريب منى أو بتكلمنى هدى كويسة وهتعوضك كتير عن اللي اتحرمت منه معايا يكفى إنك هتبقى هتبقى.
استدارت