نفوس قاسېة بقلم منى أحمد حافظ الجزء الرابع.

سهر ونظرت لخارج نافذتها وأكملت والمرارة تعصف بها.. هتبقى أول واحد فحياتها.
وقف محمود واقترب منها ووضع يده على كتفيها ولكنه شعر بتجمدها فأسرع بالابتعاد عنها وهو يعتذر لها.. حقك عليا يا سهر ولو فعلا شايفة إن لازم أتغير فانتى كمان لازم تتغيرى لازم تتعالجى ما أنا مش هعيش حياتى واسيبك كدا عايشة مېتة بالشكل دا حاولى يا سهر ولو مش علشان خاطرك فعلشان خاطر أمى اللي قلبها بيوجعها عليكى طول ما هي شيفاكى بالحال دا.
تركها محمود وغادر الغرفة فوجد والدته تقف وهي تعقد يداها أمام صدرها تنظر له فنظر أرضا خجلا فهزت صفية رأسها وتنهدت وتركته دون أن تحدثه ودخلت إلى سهر واغلقت خلفها.
حاول آدم مرارا أن يقنع مازن بتولى أمر اجتماع الشركة بالقاهرة ولكنه رفض بشدة فنظر له بضيق وقال.. يعنى مش هتغير رئيك يا مازن.
حدق به مازن بإصرار وقال.. أنا قولت لك اللى عندى شغل معاك مش هشتغل أنا قدرت انفصل عن شغل الوالد ودلوقتى الشغل بتاعى ماشى تمام معلش بقى يا آدم إنزل إنت شوف مالك بنفسك.
زفر آدم بضيق وقال.. ماشى يا مازن بس خليك فاكر إنك إنت اللي بدأت بالندالة معايا.
وقف مازن وربت على كتف آدم وقال.. دى مش ندالة يا آدم على قد ما هى خوف عليك.
تنهد آدم وقال.. خلاص أعمل حسابك هنسافر سوا إنت راجع أمته على مصر.
ابتسم مازن وقال.. إسبوع وحضر نفسك ها هتيجى تتغدى معانا ولا هتعتذر زى كل مرة دا حتى الواد آدم بيسئل عليك.
ضحك آدم وقال.. يا راجل بقى آدم دلوقتى بيتكلم تمام بس ابقى هاته أنت زى المرة اللي فاتت يقعد معايا شوية وابقى شوف مصلحتك أنت واهو بقدملك فترة هدنة تعيش أنت من غير فقرة السعادة بتاعت ابنك.
ضحك مازن مشاركا آدم وقال.. أنا مش عارف الواد دا بيسكت معاك ليه اشمعنة أنت يعنى دا حتى هايدى بيطلع عينها على ما يسكت.
و قف آدم وقال.. هاته أنت بس وملكش دعوة ومتخافش ابنك أمانة معايا.
احتضنه مازن وقال.. إيه الكلام دا يا آدم وهو حد يقدر يقول غير كدا أنا عارف انك بتعتبر ابنى ابنك يلا بقى هسيبك أنا وأروح أحسن هايدى زمانها اټجننت من خليفتك فالملاعب.
استقبلت سهر هدى التي وقفت تنظر لها بخجل فجذبتها سهر للداخل وقالت.. تعالى يا هدى مالك واقفة كدا ليه أنا عارفة إنك عاوزة تتكلمى معايا وكويس إن خالتى مش هنا علشان تتكلمى براحتك.
جلست هدى بجانب سهر ونظرت لها وقالت.. اشمعنة أنا يا سهر.
ربتت سهر على يد هدى وقالت.. علشان انتى بتحبى محمود يا هدى وأنا عارفة إنك هتقدر تسعديه.
وقفت هدى ووجهها يشتعل حرجا وقالت.. إيه الكلام دا يا سهر أنا.
قاطعتها سهر وقالت.. اقعدى يا هدى واسمعينى كويس أنا صحيح أصغر منك بشوية بس الدنيا علمتنى كتير أوى وبقيت بعرف اقرا اللي حواليا كويس أنا عاوزه اطمنك أن حبك لمحمود حقك لإنه يستحق كل خير متستغربيش من كلامى وعوزاكى متشغليش دماغك بوجودى خالص اعتبرينى اخته مش مراته ومسير الأيام تبين لك انى مش بكذب عليكى.
حدقت بها هدى وقالت بدهشة.. أنا مش عارفة أقولك إيه بصراحة أول مرة أشوف واحدة تجوز جوزها أنا مش فاهمة حاجة وعاوزة افهم يعنى انتى حلوة اوى وصغيرة فالسن وروحك جميلة ايه يخليكى تعملى دا معقول مش بتغيرى على محمود ايه مش بتحبيه.
وقفت سهر بارتباك وقالت.. أنا ليا ظروف خاصة و.
قاطعتها هدى مندفعه قائلة.. علشان الچرح اللي فرجلك.
شهقت سهر ودمعت عيناها وقالت بالم.. هو محمود اللي قالكم عليه.
نفت هدى ما قالته سهر وقالت.. لا والله هو مقالش غير إنك يعنى مش بتقدرى تخلفى إنما رجلك يوم ما تعبتى شوفتها أنا آسفة أن كنت ضايقتك حقك عليا.
نظرت سهر إلى هدى تفكر بعذر محمود الذي قاله فتنهدت وقالت.. فعلا أنا مش بخلف ومحمود صبر كتير واكيد من حقه يكون له أولاد وأنا بتمنى إنك تكونى مراته وأم ولاده واظن كدا أنا ريحتك أن محمود مكذبش عليكم فحاجة.
شبكت هدى يداها معا وقالت.. بصراحة يا سهر أنا كمان مش هخبى عليكى مش عارفة ليه حساكى اختى أنا منكرش انى معجبة بمحمود وخالى كمان معجب بيه اوى وبيحاول مع ماما بس المشكلة أن ماما مصممة أن علشان توافق على جوازى من محمود انه يكتب لي الشقة دى باسمى ونتجوز فيها وو بصراحة أنا مش عارفة اعمل ايه لان محمود وضح لماما انه مش هيقدر يسيبكم و.
قاطعتها سهر وقالت.. خلاص مافيش أي مشكلات طمنى ولدتك يا هدى أنا هخلى محمود يكتب لك الشقة بس استسمحيها انى هفضل ضيفة هنا فترة وبعدين همشى.
شعرت هدى أن طلب والدتها مغال فيه وأن بطلبها قد تخسر محمود فتنهدت وقالت.. بس أنا مش عاوزة محمود يعمل حاجة مش راضى عنها يا سهر. 
ضمتها