السبت 28 ديسمبر 2024

نفوس قاسېة..بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الخامس.

انت في الصفحة 2 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز

وجهها ولمحت هدى تجلس بجانب البلكونة وكأن الأمر لا يعنيها فنظرت إلى صفية مرة أخرى وقالت.. في ايه يا ماما حصل ايه علشان تزعقوا كدا.

انتبه محمود لقول سهر لوالدته بماما بدلا خالتى فقال لها.. بقت ماما دلوقتى طبعا ما اكيد انتى اللي قايلة لها تكلمنى.

أجابته صفية بحدة.. ملكش دعوة بيها وكلمنى أنا سهر مطلبتش حاجة أنا اللي بقولك هتخليها تتعالج ولا لاء. 

نظر لهما محمود وقال ببرود مخالفا غضبه الذي بدى عليه.. لاء أنا عجبنى مراتى كدا لا عاوزها تتعالج ولا تخرج من البيت من أساسه والموضوع دا انتهى ودى أخر مرة يتفتح. 

عقدت صفية يدها أمام صدرها وقالت.. يعنى دا آخر كلام عندك يا ابنى.

زفر محمود وقال.. اه أظن قلت بدل المرة الف علاج لسهر مافيش.

نظرت له صفية بغموض وقالت.. ماشى يا محمود اللي أنت شايفه كتر خيرك يا ابنى.

لم يدر آدم كيف مرت تلك الأيام عليه فهو لم يهدأ منذ كان معها فها هو يواجه صراع قلبه وعقله فمأزالت تمتلك كامل احساسه وحبه. 

نظر آدم حوله فجذب هاتفه واتصل على مازن وقال بسرعة.. تعالى يا مازن متسبنيش لوحدى أنا هتجنن خلاص أنا كنت فاكر أن نارى هتبرد لما ارد لها القلم إنما بالعكس دخلت الچحيم برجليا مش قادر أنسي عينيها وانا بهين فيها نظراتها قتلتنى كانت بتتهمنى أن أنا ال ظلمتها أنا مش فاهم حاجة يا مازن ارجوك يا مازن أنا حابس نفسى خاېف اروح لها وأضعف أنا مستعد اترجاها تسيبه وترجع لي مازن أنت ساكت ليه. 

تنهد مازن وقال.. بسمعك عاوزك تقول كل اللي جواك علشان عارف أن ردى عليك مش هيعجبك أنا قولتهالك قبل كدا بلاش تروح لها علشان عارف انك هتبقى على الحالة دى أنا فالطريق يا آدم وأعقل شوية إياك تتهور فاهم. 

صړخ آدم بصوت ملىء بالعڈاب.. أنا بحبها يا مازن بحبها وحبه زاد أضعاف لما شوفتها. 

أدرك مازن أن آدم وصل لمرحلة صعبة مثلما واجه مشكلة خطفه فهو يحتاج لكل دعم الآن حتى لا ينساق وراء قلبه ويدمر معه سهر فزاد من سرعة سيارته وهو يفكر كيف سيقنعه بأن يسافر مرة أخرى ليبتعد عنها. 

تعاملت صفية مع ابنها بهدوء في الأيام التالية تحاول مواساة سهر على رفض محمود علاجها فازداد شعور الحزن عليها لتزم الصمت مع الجميع حتى أتى محمود قرابة نهاية الأسبوع ينادى على والدته.. يا صفصف يا أم محمود.

خرجت صفية من غرفتها ونظرت إلى ابنها بتساؤل فهو لم يعد يناديها بتحبب منذ زواجه لتخرج هدى كذلك وتلتصق به كجلد ثان له فابتسمت صفية بسخرية وقالت.. ايه يا هدى هو انتى ياختى على طول كاتمة على نفس ابنى ولازقة له كل ما يعوز يتكلم معايا روحى ريحى فاوضتك ومتنيسش تقفى ورا الباب تسمعى بنتكلم فايه.

صاحت هدى پغضب وقالت.. سامع أمك بتقول إيه يا محمود أنا بقف ورا الباب اتصنت عليكم يرضيك اللي أمك بتقوله دا أنا بتهان فبيتى وانت ساكت. 

لم يهتم محمود بصياح هدى قال..نادي سهر يا أمى علشان الكلام اللي هقوله للكل مش لحد لوحده.

خرجت سهر بعدما نادتها صفية لتضمها بحنان اليها لينظر الجميع لمحمود. فقطع محمود الصمت وقال.. أنا قبلت بالترقية وهننقل القاهرة تانى. 

صفقت هدى بسعادة وهي تقفز فرحا ونظرت لوجه صفية وسهر ووجدتهما عابستان فاحتضنت محمود وقالت.. مبروك يا حبيبى على الترقية أنا مش مصدقة هنعيش فالقاهرة. 

ونظرت إلى صفية وسهر وقالت.. ايه مافيش مبروك مالكم مش مبسوطين لحبيبى على الترقية يا ساتر. 

ونظرت لمحمود وقالت بدلال.. متزعلش يا حودة كفايا أنا فرحانة ليك أنا هحتفل بيك فاوضتنا وانسيك عدم تقديرهم دا. 

تحدثت صفية بهدوء وقالت.. مبروك يا ابنى بس احنا مش هنسافر معاك. 

تعجبت هدى من قرار صفية ونظرت إلى سهر التي انكمشت بجانب صفية وقالت.. براحتك يا طنط خليكم هنا ونبقى نجيلكم زيارة ف المناسبات. 

زفر محمود وعيناه مثبته على سهر التي امتلئت عيناها بالدموع وقال.. مافيش حد هيقعد لوحده كلنا هنسافر سوا ودا قرارى. 

كادت صفية تتحدث ولكن يد سهر التي شدت على ذراعها ورأسها التي حركتها نفيا منعتها من الكلام وهي ترى هدى تسحب ابنها خلفها فهمست بحزن.. عليه العوض ومنه العوض. 

بدأت هدى في تجهيز حقائبها استعدادا للسفر ولاحظ محمود حالة سهر التي ازدادت سوء فكلما سئل عنها أخبرته والدته انها نائمة فشك في حديثها فتسلل إلى الغرفة ليراها متكورة حول نفسها مغمضة العين وعلى وجهها آثار بكاء شعر بأنه تمادى في تعسفه معها فجلس بجانبها وهمس.. حقك عليا يا سهر أنا مش عارف ليه بعمل معاكى كدا بس صدقيني أنا مش قادر اتخيل انك تروحى منى وتسيبني الأيام اللي فاتت دى كنت حاسس انى مېت علشان مش بشوفك أدامى اه يا

انت في الصفحة 2 من 12 صفحات