نفوس قاسېة..بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الخامس.
سهر لو تعرفى أن قلبى دا لحد دلوقتى مش عارف يقبل بهدى أنا بقيت إنسان أسواء مما تتخيلى يا سهر بقيت بنتقم منك فهدى كل ما المسها أو تلمسنى بشوفها انتى بنام معها وتبقى فحضنى ومش حاسس بيها كل إحساسى إنك انتى اللي فحضنى وبعيش معاكى الحب اللى اتمنيت دايما انى اعيشه معاكى انتى ظلمتيني يا سهر لما اجبرتيني اتجوز لا والمصېبة انها طلعت عكسك فكل حاجة أنا بضيع من نفسي يا سهر لانى اكتشفت انى لا بقيت قادر استغنى عن هدى ولا قادر على فراقك سامحينى يا سهر ياريت بجد تسامحيني.
جاء يوم السفر ووقفت سهر بجانب صفية تنظر إلى باب الشقة بړعب فنظر لها محمود وأغمض عيناه وقال ليفاجئهم.. هنزل أجازة كل أسبوع خميس وجمعة خلى بالك من سهر يا صفصف.
تنهدت صفية بارتياح وقالت.. روح يا ابنى ربنا يراضيك ويجبر خاطرك زى ما راضيتنى.
وقفت هدى تنظر لوجوهم التي احتلها الارتياح كأن حملا خف عنهم وقالت محدثة نفسها.. أموت وأعرف السر اللي بينكم أنتم التلاتة ومخبينه عنى منين محدش هيقعد هنا ومنين خليكم هنا بس كدا احسن هيبقى محمود ليا لوحدى وان كان على الإجازة أنا هقدر اخليه ميجيش وينساكم.
انتبهت هدى لصوت محمود يقول.. يلا يا هدى العربية واقفة تحت انزلى وانا هجيب الشنط.
تحركت هدى بسعادة وقالت.. سلام بقى ابقى اشوفكم ف المناسبات.
قبل محمود يد والدته وقال لها.. مش عاوز اسافر وانتى زعلانة منى عاوزك تدعى لي زى زمان.
دعت له صفية وقالت.. هجيبلك المصحف بتاعى خليه معاك دايما.
وتركته مع سهر وقف محمود منتظرا أن تودعه سهر فأقترب منها وهمس.. ينفع تخلينى احضنك قبل ما امشى لأنك هتوحشينى اوى وربنا يصبرنى على فراقك.
ارتبكت سهر وأغمضت عيناها وفتحت ذراعيها تضمه إليها وهي تدعو الله إلا يصيبها الفزع ليسكن محمود لأول مرة بين ذراعيها برضاها فقال.. ياااه يا سهر أول مرة تحضنينى
يا محمود أرجوك خلى وداعك ليا ميوجعنيش.
قبل محمود يدها ومد يده ليبعدها عن شفاهه وقبل انفها وقال.. هخليها المرة الجاية لما اجى مش هتنازل عنها خلى بالك من نفسك.
مضى الأسبوع الأول ولم يأتى في إجازة كما قال واتصل معتذرا لتجهيزه شقته الجديدة التي تسلمها من عمله.
جلست صفية تنظر لسهر وقالت بهدوء.. على فكرة يا سهر أنا رتبت طالما محمود مش هيبقى معانا ولا الحرباية وخدت القرار مكانك وكلمت الدكتور حمدى وهو كتر خيره وافق على كلامى ومن النهاردة الساعة خمسة المغرب دكتور هانى هيجي يكمل علاجك وأيام إجازة محمود مش هيجي أنا عوزاكى تشدى حيلك معاه وتخفى خلينا نعمل مفاجأة لمحمود إنك مبقتيش زى زمان وخفيتي.
ابتسمت سهر بسعادة تفكر أن الحياة تعطيها أملا لتعود كما كانت لتحيا دون خوف ولكن سرعان ما عبست وقالت.. بس أنا خاېفة محمود يزعل.
أجابتها صفية وقالت.. حتى لو عرف سيبى الموضوع دا عليا ماشي.
هزت سهر رأسها بإيجاب وهي تطمئن نفسها أن الأمور ستسير بخير معها.
وبالفعل بدأت سهر العلاج النفسي لها فتبدلت الأحوال معها كلما مضت جلسة علاج بينها وبين هانى لتشعر بالثقة معه وتزداد ثقتها بنفسها وأصبحت تتقبل تعاملها معه ولكن كلما أتى على ذكر السبب الرئيسى لحالتها توقفت عن الحديث وبكت ولكنه استطاع أن يخلصها من خوف مغادرتها للمنزل. لم تدرى صفية أو سهر أن هناك من تراقب كل شاردة وواردة تحدث معهم فكانت سميرة حريصة على معرفة كل تحركاتهم وإبلاغ ابنتها هدى بها وحين تأكدت من زيارة ذلك الرجل لهم يوميا طلبت منها هدى معرفة الوقت الذي يقضيه. حاول محمود أن ينهى طلبات هدى التي كانت تتعمد مطالبته بها قبل نهاية الأسبوع لينشغل معها معتذرا عن زيارة والدته وسهر ولكنه كان يشعر بالقلق عليهم ولم يتوقف عن الاتصال بهم بشكل يومى.
جلست هدى تحاول كعادتها ثنيه عن السفر ولكن محمود لم يغير قراره فطلبت منه أن تبقى ولا تذهب معه فوجد نفسه يوافق وهو يشعر بالراحة لعدم وجودها بينهم تلك المرة. فتح محمود باب الشقة وتسلل بهدوء فلمح والدته تجلس براحة في مكانها المفضل في البلكونة فكاد يفاجئها ولكن اجذب انتباهه صوت يغنى بهدوء فسار بهدوء فاقترب من المطبخ فشاهد سهر تعد كيكة وتمتص الشيكولاته العالقة على أطراف أصابعها فاقترب منها ليخطف يدها ويمتص الشيكولاتة عنها لتصرخ سهر بفزع وتسقط آناء الكيكة أرضا فهرعت صفية لتجد محمود يحاول أن يهدىء من انتفاض سهر فقال يوضح الأمر لوالدته.. مكنش قصدى أبدا اخضها معلش ضيعت مجهودها والكيكة راحت على الأرض.
احتضنت صفية ابنها