نفوس قاسېة بقلم منى أحمد حافظ الجزء السادس

زواجى منك كان يجب أن أصمد بالرفض ولكن كيف وأنا دوما أقع أسيرة عيناك فهى تسلبنى دقات قلبى تفقدنى اتزانى فأقع مرات ومرات في حبك. اااه كم أعشقك يا آدم وكم أود أن أكون أنا حوائك وملاذ قلبك. 
لم يستطع آدم اغماض عيناه فقد بذل كل ما في وسعه من أجل أن تنام سهر بعد أن جفاها النوم فقد أحس عڈابها وتالمها فجلس بجانبها يراقب ملامحها التي هدأت اخيرا واستسلمت للنوم وهو لا يصدق أنها أصبحت زوجته. كم من ليال مرت عليه يتخيلها بين ذراعيه فيستيقظ وهو يبحث عنها ليعود له رشده بأنه كان يحلم بها. تنهد آدم وهو يراها تحتضن وسادتها ف أبعدها عنها ببطء واندس بدلا منها بين ذراعى سهر ليخفق قلبه بقوة فنظر لها خائڤا من صحوها بسبب ضربات قلبه المرتفعة وأنفاسه المتسارعه فأغمض عيناه يتنفس عطرها الذي اسكره حتى الثمالة ليغفو اخيرا بين ذراعيها. 
استيقظت سهر تشعر بشىء قاسې أسفل رأسها ففتحت عيناها على مضض لتصدم بنومها بين يدى آدم وتريح رأسها على صدره ويدها تحيط بخصره. فأبتعدت عنه تشعر بالحرارة تغزو جسدها فرفعت عيناها تراقبه بعدما تأكدت أنه ما زال نائما نظرت إلى قسمات وجه فتلك هي المرة الأولى التي تحدق به عن قرب هكذا لاحظت هدوء ملامحه كأنه أخيرا نال أمانه. مدت يدها تلمس شعره فشردت أطراف أصابعها تعبث بخطوط وجهه حتى وصلت إلى شفتيه فحدقت بهما لتتفاجىء بعينا آدم تراقبها فابتعدت عنه سريعا واعتدلت وقالت بحدة طفيفة تحاول إخفاء مشاعرها خلفها.. أنت إيه خلاك تنام هنا.
أجابها آدم بهدوء.. عينى غفت وأنا قاعد جنبك معلش يا حبيبتى أنا آسف عموما لما نرجع من السفر لو حبيتى كل واحد هيبقى له اوضة لوحده ها راضية كدا.
تنهدت سهر وهي تحدق بعين آدم وقالت تسئله.. أنت مصمم على موضوع السفر دا.
ملس آدم على شعر سهر وقال.. أكتر من أى وقت تانى لازم تسافرى تستجمى وترجعى سهر جديدة.
تحركت سهر مبتعدة عنه وقالت باضطراب.. آدم طيب أنا ليا طلب عندك ممكن توافق عليه.
اعتدل آدم هو الآخر وجلس على طرف فراشه وقال.. اللي تؤمرى بيه هنفذه أأمرينى.
التفتت سهر له وأبتسمت بحب وقالت.. أنا عاوزة أروح عند ماما صفية قبل ما نسافر أنا مش هعرف أروح أي مكان وهي زعلانة منى.
عبس آدم وحدق بها بغيرة وقال.. بس كدا هنروح ومحمود هيشوفك طيب ما ابعت اجيبهالك هنا وبلاش موضوع إنك تروحى هناك.
هزت سهر رأسها بالرفض وقالت.. أنا زعلتها جامد اوى وبعدين هي متعرفش اننا اتجوزنا وحياتى يا آدم علش.
وضع آدم اصبعه على شفتيها وقال.. اوعى تترجينى تانى أبدا مهما حصل علشان أي حاجة أنا قولت لك هنفذ لك كل حاجة تتمنيها أو تفكرى فيها يلا أجهزى براحتك وأنا هاخد هدومى والبس فالاوضة التانية.
هم آدم أن يغادر ولكن سهر استوقفته وهي تشعر بالحرج وقالت.. آدم أنا اصل أنا.
عاد آدم ووقف أمامها منتظرا منها أن تكمل حديثها فلاحظ احمرار وجهها بشدة فهمس يسئلها.. إيه يا سهر مالك اتكلمى معقول انتى مكسوفة منى أنا.
نظرت سهر له وأبعدت عيناها عنه مرة أخرى وقالت تهمس بصوت خفيض.. أنا مجبتش هدوم البسها معايا وليا حاجات فالفندق وحاجات عند عمو صالح و.
عقد آدم حاجبيه وقال.. إنسى إنك تروحى الفندق دا تانى لإن أكيد هو هيبقى مستنيكى هناك البسى نفس هدومك وهاخدك اجيبلك كل ال انتى عوزاه وعلشان تعرفى حتى بيت الأستاذ صالح مينفعش تروحيه تانى ومجازا هوديكى عند ماما صفية لانى وعدتها ارجعك ليها.
وصل آدم مع سهر إلى منزل محمود فوقف أمام الباب وهمس ل سهر محذرا لها بغيرة.. تقعدى جانبى ومتدخليش أي اوضة حتى ولو مع ماما صفية فاهمة ومتبصيش ل محمود نهائي وياريت متتكلميش معاه من الأصل.
ضحكت سهر بسعادة وهي تلحظ غيرة آدم الواضحة عليه فأحاطت وجهه بكفيها وقالت وهي تنظر في عيناه.. بتحبنى اوى للدرجة دى وبتغير عليا.
رفع آدم كفيه يحتضن كفيها ليقبلهما في نفس اللحظة التي فتح فيها محمود الباب ليصطدم بآدم يقبل يدى سهر فشعر بنغزة أصابت قلبه فطوال حياته تمنى أن تنظر له سهر ولو لمرة واحدة مثل تلك النظرة التي هامت بآدم عشقا فزفر پغضب وقال.. إيه فاكرين نفسكم فين علشان تقفوا بالشكل دا هي وصلت بينكم للدرجة دى.
رفع آدم حاجبه وقال وهو يقبل كف سهر للمرة الثانية.. مراتى بقى يا محمود بعدين إحنا لسه عرسان جداد وجينا نشوف ماما صفية مش هي موجودة.
صدمة أخرى تلاقاها محمود على يد آدم فشعر بالڠضب يسيطر عليه فقال پحقد.. بقت مراتك فيوم وليلة ولا.
ابتعد آدم عن سهر ليجذب محمود من قميصه پعنف وكاد أن يلكمه ليتراجع عن قراره حين لاحظ حزن سهر ورفضها ردة فعله فقال وهو يكظم غيظه.. مش مطلوب منى افسر لك أنت أي حاجة إحنا جايين اصلا ل ماما صفية قبل ما نسافر تركيا نقضى شهر العسل.
واحتضن آدم سهر ونظر ل محمود بسخرية وقال.. ياريت تبلغ ماما صفية اننا هنا.
كور محمود قبضته وعاد إلى الداخل ينادى بصوته الجهورى.. يا ماما يا صفصف في ضيوف عوزينك.
خرجت صفية وملامحها تشهد على عدم نومها لتتفاجىء ب آدم وهو يحتضن سهر بحب فتغيرت ملامحها وهي تفتح ذراعيها لسهر التي أبتعدت عن آدم وارتمت بين ذراعيها وهي ترجو منها السماح فربتت صفية على ظهر سهر وقالت.. وحشتينى يا بنتى يااااه كنت خاېفة أموت وانتى مش معايا إنما دلوقتى أنا ارتحت إنك رجعتى لحضنى من تانى.
ونظرت إلى آدم وقالت.. شكرا ليك يا ابنى وفيت بوعدك زى ما قولت. 
فاجأها آدم بجذب سهر من يديها إلى صدره وقال وهي تحدق بهما بدهشة.. سامحينى يا أمى أنا وفيت بس بنص وعد إن ارجعلك سهر أما بقى موضوع انها تبقى فحضنك فبعتذر منك لان سهر هتفضل فحضنى أنا وبس.
سئلته صفية تستوضح قصده وقالت.. مش فاهمة تقصد إيه.
قبل آدم رأس سهر وقال.. أنا وسهر اتجوزنا إمبارح وهنسافر تركيا وطبعا مينفعش نسافر من غير ما نقضى اليوم معاكى.
شعرت صفية بفرحة وراحة تغمرها بعدما طمئنها آدم انه تزوج سهر فابتسمت وقالت له بمحبه.. طيب لما انتو اتجوزتو وهتسافروا سيبها بقى فحضنى شوية ولا إيه يا سهر.
قطع على سهر أجابتها خروج هدى التي وقفت تحدق بهم بدهشة وهي ترى سهر بين ذراعى ذلك الوسيم فعبست وقالت.. هو إحنا عندنا ضيوف يا ماما.
لم تلتفت صفية لها إنما جذبت آدم وسهر إلى غرفتها وهي تقول.. هنقعد هنا براحتنا من غير ما حد يضايقنا يلا يا ولادى.
التفتت سهر لهدى قبل أن تدخل غرفة صفية وقالت وهي تنظر لهدى.. معلش يا آدم أصل هدى فاكرة نفسها صاحبة البيت يلا يا حبيبى نقعد مع ماما براحتنا.
وقفت هدى وضړبت بقدمها الأرض بغيط وتوجهت إلى غرفة محمود لتدفع الباب دون أن تطرقه فقالت بحدة.. عاجبك كدا الست سهر جاية ساحبة واحد وراها