من امامه وقالت وهي تضحك.. لا إنت كدا ناوى متأكلنيش النهاردة كمان أنا هعمل لك اعتصام فالمطبخ لحد ما تأكلنى.
أسرع آدم خلفها ليدركها على باب المطبخ وحملها على كتفه وهي تصيح وتحرك قدميها في الهواء.. لا كدا ظلم أنا جعانة يا آدم نزلنى بقولك نزلنى.
وضعها آدم على فراشهم كأنها كنز ثمين وقال .. مولاتى ترتاح هنا وأنا هروح أحضر لها أحلا فطار وبعد كدا أبقى أكلها أنا.
وقف محمود ينتظر مجىء يارا بعدما أرسل إليها رسالته. وحين رآها تنزل من سيارة الأجرة تقدم منها وأعادها إلى السيارة مرة أخرى وطلب من السائق التوجه إلى أحد الكافيهات وجلس بجانبها في صمت. احست يارا أن هناك أمرا ما فملامح محمود متجهمه وقد لاحظته طوال الأيام الماضية وهو يحاول تحاشى وجودها. انتبهت يارا لصوته يطلب منها النزول فمد يده لها فوضعت يارا كفها بين يده فقبض عليها بشدة وسار بجانبها إلى أحد أركان الكافية البعيدة وجلس أمامها يحاول أن يتسجمع قدرته على الحديث فقال.. أنا عارف إنك محتارة وبتسألى بعت لك الرساله إمبارح ليه وليه متغير الأيام دى بصى يا يارا أنا هحكى لك كل حاجة وهسيبك انتى اللي تحددى.
قص محمود على مسامع يارا كل ما يحمله في نفسه من مشاعر متضاربة لسهر وهدى حتى مقابلته مع سهر الأخيرة وأخذت تستمع له باهتمام. وحينما أنهى محمود حديثه نظر باتجاه يارا ولاحظ تجهم وجهها فلزم الصمت بانتظار أجابتها عليه. حاولت يارا استيعاب حديث محمود فهى لا تنكر انجذابها لشخصيته ولكنه حين ادخلها إلى عالمه أحست بالقلق فقالت تسئله بعدما لاحظت أنه ادخل اسم سهر في كل جملة قالها.. أنت بتحب سهر يا محمود ولحد دلوقتى رافض فكرة إنك طلقتها وإنها اتجوزت غيرك وعايشة حياتها ورافض إنها حتى وانت بتحكى لها عنى أنا وهدى ملاحظتش انك بتحبها لسه ويمكن دا ال والدتك اتاكدت منه علشان كدا بعدت عن اختياراتك.
هم محمود أن ينفى ما قالته يارا ولكنها لم تدع له الفرصة فقالت.. خلينى أكمل لو سمحت إنت للاسف دورت على سهر ف هدى ودلوقتى بتدور عليها فيا أنا كمان إنت شدك ليا التزامى وأخلاقى وهدوئي ودا فكرك بسهر وخلاك عاوز تتجوزنى علشان اعوضك غيابها فحياتك. محمود اسمح لي أقولك إنك للاسف مهما اتجوزت أو طلقت عمرك ما هتلاقى واحدة تعوضك عن سهر حتى سهر نفسها لانها مش بتحبك. والخۏف عليك إنك لما تفهم النقطة دى تكون ضيعت من نفسك كل الفرص ال ربنا ادهالك علشان تعيش. أنت خسړت هدى وقبلها معرفتش تكسب سهر من سنين من قبل حتى هي ما تحب غيرك أنت اتعاملت معاها بتفضل من أول ما خطبتها وأكدت لها دا لما اتجوزتها ومقدرتش حالتها ومحاولتش تكسبها ولا تعالجها.
صمتت يارا ووقفت تسحب حقيبتها فنظر لها محمود بحزن وقال.. قررتى تنسحبى ومتكمليش معايا قررتى تهربى انتى كمان ومتحاوليش تعالجينى من لعڼة حبى لسهر عموما اتفضلى يا يارا أنا مقدرش أجبرك على إنك تحاربى معايا ضد نفسى وشكرا إنك سمعتينى وأسف انى اتسببت لك فچرح وانا مش واخد بالى اتفضلى اوصلك.
هزت يارا رأسها وقالت.. لا أنا همشى لوحدى وأنا فعلا أسفة يا محمود أنا مقدرش أحارب فمعركة إنت أساسا رافضها عن اذنك.
وقف مازن يتابع هايدى وهي تلاعب آدم وتضحك لحركاته.
فتذكر كلمات سهر عن حب هايدى لآدم. فلاحظته هايدى فوضعت طفلها على فراشه ووقفت بجانبه فلم ينتبه لها في بادىء الأمر فلمست كتفه وقالت.. مالك يا مازن في حاجة حصلت فالشغل ولا مع آدم و.
الټفت مازن إلى هايدى پغضب حين ذكرت آدم فقال بحدة.. وانتى مالك بال بينى وبين آدم يهمك فايه ولا مش عارفة تنسيه.
شهقت هايدى بسبب ما قاله مازن وقالت مصډومة.. أنت واعى للي بتقوله يا مازن واعى أنت بتتهمنى بايه.
جذبها مازن من ذراعها پعنف وقال متهما إياها.. اومال ليه كل شوية تسئلى عنه وعن مراته رغم إن وضحت لك إن آدم مش قابل انك تقربى منه أو من مراته فهمينى بتسئلى عنه ليه اتكلمى.
انهمرت دموع هايدى وقالت بحزن.. علشان عاوزة أحس أن ليا عيلة حتى لو آدم أسلم والعيلة اتنكرت ليه أنا مش عاوزة ابنى يكبر ويبقى مالوش حد غير الناس اللي إحنا رافضين نعيش وسطهم عوزاه يطلع يلاقى آدم وسهر وولادهم فحياته إنما مش للسبب اللي فدماغك وتظن فيا كدا.
ترك مازن ذراعها وجذبها إلى صدره يضمها وهو يشعر بالخجل لاندفاعه بسبب غيرته عليها فشرد متذكرا الماضى حين سئله آدم منذ سنوات لما أصر على أن تكون صور هايدى معه وكيف تهرب من سؤال آدم الآن أدرك أنه أحس بالغيرة من أن يلمسها غيره وأبى أن يرى آدم جسدها ويومها أحترم محمود حين أشاح بوجهه عنهم وهو ينفذ انتقامه منها فشدد مازن ضمھا دون وعى