نفوس قاسېة..بقلم منى أحمد حافظ..الجزء التاسع.

الجموع هي لقضايا أخرى ولكنه لم يأتى إلى فكره أن تلك الجموع جائت خصيصا دعما لزوجته فقد صدحت قاعة المحكمة ورجت بالتكبير والثناء لله بعدما صدح صوت القاضى ببراءة سهر فالټفت آدم بعدما سجد لله شكرا إلى الوجوه ليلاحظ الدموع والسعادة والضحكات تزين تلك الوجوه فأسرع إلى سهر التي سنادتها إحدى السجينات كاد آدم أن يقفز فوق حاجز القفص ليصل إليها ولكن نظرات الحراس منعته فاقترب من سهر التي سالت دموعها أنهار بعدما اطمئن قلبها وتحولت ملامحها بعدما سكنها الحزن والالم منذ انتهى التحقيق معها بالمشفى إلى اطمئنان ف رغم دعم الجميع لها إلا إنها انزوت عنهم حتى اضطر آدم للاستعانة ب هانى ليحاول اخراجها من دائرة الأحزان تلك ولكنها لم تستجب لأحد فهى شعرت انها حقا اخطأت مرات ومرات ونتيجة خطائها كادت تخسر نفسها للمرة الثانية وتخسر آدم وبعد حديث صفية معها عن حالة آدم خلال تلك الأيام احست انها اجرمت بحقه وحق نفسها فاختارت الصمت لتعاقب نفسها بحرمانها من آدم وحينما اوضحت لآدم تفاجأت بكلماته التي زلزلت كيانها وعصفت بقلبها حين قال ادم بس أنا مش هسامحك يا سهر
حدقت سهر بعينان جاحظتان ب آدم وهي تهز رأسها بالنفى فتوقع آدم أن تصرخ سهر ولكنها فاجأته بأن نكست رأسها أرضا وقالت حقك اكيد متسامحنيش طبعا عموما يا ادم أنا عذراك ومقدرة ال أنت حاسس بيه و
توقفت سهر عن الحديث حينما جذبتها يد لتخرجها من القفص لتتفاجىء بآدم يختطفها من يد الشرطى ويحتضنها ويدور بها وهو ييضحك ويقول انتى طلعتى طيبة اوى يا سهر كلمة واحدة بتغيرك بالشكل دا هو بردوا معقول مسامحش القمر بتاعى إلى عيونه جنتى يا فتنة قلبى وحياتى
تشبثت سهر بعنق آدم وخبأت وجهه في صدره وهي تبكى وتقول والله افتكرتك بتتكلم جد إنت مشفتش وشك كان مكشر إزاى أنا قولت خلاص الحلم اللي بحلم بيه هيتحقق وتسبنى
توقف آدم عن الدوار بسهر وأوقفها أمامه واسندها إلى جسده وقال بجدية أنا بحبك يا سهر ولا يمكن مهما حصل منك أو حصل بينا هفكر فيوم انى اسيبك استحالة يا سهر مش بعد ما لاقيتك وعيشت معاكى الحب وحبيت الحياة مع الإنسانة اللي بتمناها يبقى اتنازل عنك بسهولة بس دا ميمنعش انى فعلا زعلان منك يا سهر وعتابى ليكى انك بعدتينى عنك
وضعت سهر أصابعها على فم آدم تمنعه من الكلام وقالت وهي تحدق في عيناه أنا كنت بعاقب نفسى على الغلط اللي عملته يا آدم و
قبل آدم أصابعها وقال انتى مكنتيش بتعاقبنى نفسك يا سهر انتى كنتى بتعاقبينا احنا التلاتة أنا وانتى وبنتنا لاننا واحد مينفعش أبدا حد فينا يبعد التانى عنه زى ما عملتى بالعكس احنا بنكمل بعض ونسند بعض ونداوى بعض ونعاتب بعض لاننا عاوزين نكمل الحياة مع بعض و
توقف آدم بغته حينما صدح صوت إسماعيل يقول يا أستاذ آدم حضراتكم فقاعة المحكمة مش فالبيت بصراحة اللي بتعملوه دا مينفعش ومش مقبول بالمرة لو سمحت المدام بس تيجى علشان توقع على إخلاء من القسم
زفر آدم بحدة وقال هو حضرتك مافيش وراك غيرى أنا ومراتى بجد أنت اللي مينفعش اللي بتعمله معايا دا
رفع إسماعيل حاجبه وقال خلاص ولا تزعل نفسك خليك براحتك
صمت إسماعيل فشعر آدم بالقلق ليصدح صوت إسماعيل مرة أخرى قائلا اقبض لي يا ابنى على الاتنين دول پتهمة الفعل الڤاضح فمكان عام وعدم احترام المحكمة
شهقت سهر والتفتت حولها لترى جمع من العيون القريبة والغريبة يجلسون في صمت ويتابعون حوارها مع ادم فدفنت وجهها في صدر آدم حرجا وقالت آدم الحق دول بيصورونا مين الناس دى كلها
انطلقت ضحكات بعض الجالسين وارتفعت الأصوات ترجو إسماعيل أن لا يتشبث برأيه فحاوط آدم سهر بجسده يشعر بالحرج لتهوره ونظر إلى إسماعيل وقال حقيقى أنا أسف من حقك طبعا إنك تصمم على المحضر و
قاطعه إسماعيل وقال وهو يضحك بصوت صاخب أنا مكنتش مصدق اللواء لطيف لما قالى انك هتتصرف بالشكل دا عموما أنا مش هعمل حاجة ويلا بينا نقفل المحضر علشان المدام تروح ترتاح
انهى آدم كافة الإجراءات وكانت سهر تجلس تشعر بالتوتر لاحساسها بتحديق الجميع فيها بشكل غريب وما أن جلست بجانب آدم في سيارته حتى طلبت منه هاتفه فاخذته منه وتطلعت إلى صفحات الفيس لدى آدم لتتفاجىء بالعديد من الصور والفيديوهات لهما فاغلقت الهاتف ووجهها يشتعل وقالت أنا لا يمكن أخرج برا البيت تانى شوفت جنانك يا آدم ادينا مشرفين كل المواقع عجبك كدا
ابتسم آدم وقال بهدوء ومين قالك اساسا انك هتخرجى برا البيت يا حياتى انتى قصاد كل دقيقة بعدتى عنى فيها هتقضى يوم فحضنى احسبى بقا كام يوم فكام ساعة بكام دقيقة دا أنا ناوى اخليكى تقولى حقى برقبتى بس مش هنا أنا ناويت اخدك ونرجع انقرة نقعد فترة