نفوس قاسېة..بقلم منى أحمد حافظ..الجزء التاسع.

هانى وهو قلما يحدثها فجلست تنظر من نافذتها شاردة الذهن ولم تلحظ فوزية التي جلست بجانبها فربتت على يدها تنبهها اليها فنظرت لها منال بعين دامعة فابتسمت لها فوزية وقالت كنتى فهمتيه يا بنتى بدل ما انتى قاعدة بالحالة دى وهو زعل وفهمها انك مش بتحبيه
هزت منال رأسها وقالت مينفعش اقوله حاجة زى دى يا ماما أنا مقدرش اتحمل انه يحس ناحيتنا بالشفقة أنا عارفة انه لو كنت قولت له كان هيشيل عنى الهم بس أنا مش هقدر كفايا الحاجات ال كل شوية يجيبها والحاجات ال اشتراها لاخواتى
احتضنتها فوزية وقالت يا حبيبتى دا جوزك ومافيش فرق بين الراجل ومراته وبصراحة هانى دا راجل بجد صحيح معرفتنا بيه من قريب بس طلع ارجل من عمك اللي اكل حق اليتامى وحرمهم من مالهم وقبل يشحتنا حقنا بصى يا منال أنا عارفة انك مش عاوزة تتجوزى علشان ظروفنا خاېفة هانى يقعدك من الشغل ومنلاقيش اللي نصرف منه بس أنا عوزاكى تشيلى التفكير دا من دماغك ربنا مبينساش حد واكيد هتفرج
قبلت منال يد فوزية وقالت أنت احسن أم فالدنيا بس برودوا خلينى مأجلة الجواز كمان شهرين لحد بس ما الدراسة تخلص والحمل يخف شوية من المصاريف كمان علشان اقدر اكمل حاجاتى أنا مش عاوزة هانى يجيب لي حاجة زيادة و
قاطعتها فوزية وقالت متتخافيش هكمل لك باقى جهازك وحاجاتك كلها يومين وهقبض الجمعية خديها وهاتى كل الحاجات الناقصة وافرحى بقى وفرحينا معاكى يا منال خلينى احس انى نفذت وصية ابوكى وسترتك فبيت جوزك زى ما كان بيتمنى ها قولتى ايه
احتضنت منال فوزية وبكت بشدة فربتت فوزية على رأسها وقالت أنا هقوم اكلم هانى واقوله يحدد الوقت ال هو عاوزه ماشى يا عروسة
كاد هانى يجن ف منال لم تحاول مصالحته ولا السؤال عنه إلا حينما يسئل هو عنها فشعر بالضيق منها ولم يدرك وهو يقف امام باب المشفى أن هناك اعين تراقبه بتمنى تنهدت ابتسام وهي تحدق ب هانى وهمست بس لو اطولك ساعة هنسيك اسمك وانسيك اللي شاغلة بالك دى بس اعمل ايه
لمعت عين ابتسام ورفعت حاجبها وقالت وليه لا المهم انه يبقى معايا ولو ساعة
واسرعت إلى مكتبها واتصلت بكافيه المشفى وطلبت فنجان قهوة لها وكوب القهوة المفضل ل هانى إلى مكتبها اخذت ابتسام القهوة من العامل واخرجت زجاجة صغيرة من جيبها ووضعت بعض القطرات في قهوة هانى ووقفت خلفه تبتسم بسعادة وقالت أنا جبت القهوة نشربها سوا هنا ايه رئيك
الټفت لها هانى وقال جاية فوقتها أنا دماغى ھتنفجر
ارتشف هانى القليل من قهوته ولكنه لم يكملها بسبب رنين هاتفه فوضع الكوب جانبا ونظر إلى اسم فوزية وقال عن اذنك دقيقة يا ابتسام
مال هانى واخذ كوب قهوته وابتعد عن ابتسام التي وقفت تتنهد بارتياح انه سيكمل تنازل القهوة ويتحقق لها ما تريد
أجاب هانى على اتصال فوزية وقال ازيك يا امى عاملة ايه
أجابته فوزية بعتاب زعلانة منك بقى كدا تقعد كل دا متسئلش عليا مقموص علشان منال طلبت تأجل الفرح
ارتبك هانى وقال لا أبدا مافيش بس كل الموضوع أن عندى شغل كتير فالمستشفى
سئلته فوزية وقالت طيب أنت خلصت شغلك ولا لسه
تنهد هانى وانهى قهوته وقال اعتبرى انى خلصت حضرتك بتسئلى ليه
أجابته فوزية قائلة أصل منال فالسكة جيالك علشان تحددوا سوا ميعاد الفرح زى ما أنت عاوز وبعد كدا لما تحب تتفق على حاجة تعالى واتكلم معايا مش مع منال
احس هانى بسعادة مفرطة بسبب حديث فوزية فقال حضرتك بتتكلمى جد منال جاية و
توقف هانى عن الحديث وهو يشعر بدوار مفاجىء فمد يده يبحث عن شيء يستند اليه ليتفاجىء بيد تمنعه من السقوط فسقطت كوب القهوة من يده وهو ينظر ل عين منال وهمس بصوت ضعيف منال أنا مش
صړخت منال طلبا للمساعدة فهرع اليها العديد من الأطباء ليحملوا هانى من بين يدى منال وكانت ابتسام قد اختبأت حينما شاهدت منال تقترب من هانى وقذفت فنجان قوتها بالحائط وهي تسب وټلعن منال لاختيارها الوقت غير المناسب للظهور ولضياع الفرصة منها جلست منال بجانب فراش هانى وهي تتعجب من حديث زمليه عن تناول هانى لمنوم وان نومه طبيعى فاتصلت بفوزية واخبرتها انها ستبقى بجانبه في المشفى حتى يصحو من نومه بعدما اعطاه زميله حقنة لأفاقته وتخفيف مفعول المنوم تملل هانى من نومه واستيقظ ينظر حوله باستغراب بعدما راى منال تسند راسها على حافه فراشه فنادى عليها فرفعت منال رأسها وقالت صح النوم يا دكتور كدا وقعت قلبى
حك هانى راسه وقال هو حصل ايه أنا اللي فاكره أن كنت بكلم والدتك وحسيت بدوخة جامدة
عاتبته منال وقالت أنت ليه مبتنمش طبيعى يا هانى كدا تعود جسمك على المنوم والكلام دا
نظر هانى لها بدهشة وقال نوم ايه ومنوم ايه أنا مبخدش أي مهدئات أو