نفوس حائرة.. بقلم منى أحمد حافظ.. الجزء الاول.

ليأخذ هاتف جنة من جانب فراشها فلاحظ طرف الصورة المختفى أسفل وسادتها فجذبها وكاد أن يمزقها ولكن سهر منعته عن تمزيقها واخذتها منه فجذبها وغادر الغرفة وأغلق الباب على جنة بالمفتاح فاڼهارت سهر وبكت وحاولت أن تتحدث معه ولكن آدم ابتعد عنها ونزل إلى غرفة مكتبه بالأسفل.
أما جنة فأخذت تبكى حتى شعرت بالتعب فغفلت وهي تنتحب على الأرض لاعنة كل شيء حدث معها.
دخلت سهر إلى غرفتها تشعر بالضياع فهى على وشك خسارة طفلتها التي تبدل حالها بعدما رفض والدها طلب ياسين لخطبتها وحينما واجهته وسألته عن سبب رفضه أجابها انه لن يسمح بدخول محمود حياته أكثر فهو لم ينسى الماضى يوما فاخذت تبكى انها السبب في حرمان ابنتها من سعادتها.
بعد مضي دقائق سمعت سهر صوت ابنها رشدى يستأذنها الدخول فقالت بصوت حزين.. تعالى يا رشدى.
دلف رشدى إلى غرفة والدته وجلس أرضا أسفل قدميها وقال.. مالك يا ماما مين زعلك يا قلبى.
ربتت سهر على رأس رشدى وقالت.. مافيش يا قلب ماما.
قبل رشدى يد والدته وقال وهو ينظر لها.. أنا سمعت المناقشة اللي دارت بينكم وعارف انك زعلانة علشان اللي حصل مع جنة بس بلاش تنكرى إن جنة النهاردة تخطت كل الحدود معاكى ومع بابا ونقول الحمد لله أن عمران مش هنا وإلا كان ۏلع فيها على كل حرف قالته.
نظرت سهر إلى ابنها وقالت.. هو أنت طالع طيب اوى كدا لمين يا رشدى وماخدتش من ابوك حاجة.
وقف رشدى وقال بسعادة وفخر.. أنا طالع ليكى انتى واخد قلبك كله.
صمت رشدى فجاة ونظر حوله وقال بهمس وهو يقبل جبهة والدته.. وبحبك اوى علشان كدا أنا أقرب واحد ليكى والمنافسة بتاعتى جنة.
انتفض رشدى حين سمع صوت صارم يقول.. سمعتك يا سى زفت وبعدين أنا مش قايلك مليون مرة الاوضة دى متدخلهاش أبدا.
أبتعد رشدى عن والدته بسرعة ونظر خلفه فلمح أخيه عمران فقال ينهره.. هو أنت يا عمران يا شيخ سيبت مفاصلى أنا مش قايلك متقلدش صوت بابا معايا وانا هنا.
ضحكت سهر رغم احساسها بالحزن على مشاكسة عمران لرشدى لينتفض الاثنان سويا حينما شاهدا آدم يقف أمام باب غرفته وهو يعقد يداه أمام صدره ويستند عليه بكتفه ويحدق بهما پغضب فابتلع رشدى ريقه وهو يخفى توتره أمام والداه ووقف عمران بتحدى أمامه لينحنى ويقبل يد والدته فهمس رشدى وقال.. والله شكلك هتبقى الضحېة المرة دى يا عمران.
تقدم آدم مسرعا باتجاه عمران ليجذبه من ملابسه وهو يصيح پغضب هادر رج أرجاء المنزل باكمله.. أنا لما بدى أمر الكل بيلتزم بيه وانت يا عمران بتتحدانى أنا قلت مليون مرة دلع واحضان وبوس مع سهر لا انتو كبرتوا خلاص على لعب العيال دا اتفضل أنت وهو كل واحد فيكم على اوضته وحذارى المح خيال واحد فيكم هنا تانى.
تسبب صياح آدم الغاضب في استيقاظ جنة فانتفضت تبكى وتحركت باتجاه الباب تحاول فتحه فطرقت عليه بهستريا وقد انطلقت صرخاتها هي الأخرى تصم الأذان فاندفعت سهر باتجاه غرفتها وحاولت أن تفتح لها وهي تطمئنها.. هفتح لك يا قلب ماما أهدى بس أهدى يا جنة علشان خاطرى.
ازدادت صرخات جنة وبكاؤها وقالت بصوت مرتعد.. افتحى لي ياماما ارجوكى أنا بتخنق هنا وحياتى يا ماما افتحى لي وانا هسمع كلامك.
وقف آدم يتابع ما يحدث ولم يتحرك إنما استدار عن سهر وهم أن يبتعد فاوقفته سهر پغضب وقالت.. هات المفتاح يا آدم أنا مش هسيبك تضيع منى بنتى.
حدق بها آدم وهو يشعر بالأسى عليها وقال رافضا.. لاء.
نظرت سهر إلى آدم پصدمة وقالت بحدة.. إنت بقيت كدا إزاى ومن أمته وانت قاسى كدا على بنتك ليه يا آدم بتعيشنى فبنتى اللي كان بابا بيعمله معايا زمان أنت وعدتنى انك عمرك ما هتيجى على ولادى فيوم ورغم كدا كنت بشوفك بتقسى عليهم واسكت واقول بتربيهم انما توصل انك تمنع ولادى من حنانى ومن قربى وكمان عاوز تضيع منى بنتى الوحيدة فأنا همنعك يا آدم.
ابتعدت سهر عن آدم وصاحت بصوت عال تنادى على إبنها وقالت.. رشدى تعالى اكسر لي الباب دا حالا.
وقف عمران يتابع ما يحدث بعدم فهم فنظرت له سهر بحدة وقالت.. أنت واقف تتفرج على اخوك اكسر الباب معاه وخرج لي اختك من جوا.
اقترب آدم من أولاده بعدما فشلا في كسر الباب فتراجع الاثنان من امامه پخوف فاخرج آدم مفتاح الغرفة وفتح الباب فشاهد ابنته تجلس أرضا تبكى وما أن رفعت عيناها إلى والدها حتى صړخت بړعب فاندفعت سهر إليها وارتمت جنة بين ذراعيها وهي تقول.. سامحينى يا ماما بس ابعديه عنى ابعديه ارجوكى.
التفتت سهر بعتاب إلى آدم الذي شحب وجهه أثر كلمات ابنته ورفضها التام له فغادرهم فأسرع عمران خلفه ودخل خلفه إلى غرفته وقال.. أنا عاوز أفهم ايه اللي حصل دا وليه.
تنهد آدم وقال بأسى..