نفوس حائرة.. بقلم منى أحمد حافظ.. الجزء الاول.

فزفرت مريام وأهملت وجود عمران وبدأت بالصعود إلى أعلى ولكن يد عمران التي قبضت على ذراعها سحبتها من على درجات السلم ليسندها إلى صدره فاضطربت مشاعر مريام بالكامل واحست بارتجاف قلبها فطغى عليها شوقها إليه فمدت يدها الأخرى لتمسك قبضته فسمعت أنفاسه الحادة وأحست بها تلمس عنقها من الخلف فاستكانت بين يديه واغمضت عيناها.
أحس عمران باشتعال مشاعره بمجرد أن لمس يدها وما أن سكنت بين ضلوعه حتى شعر بالسکينة تغمره فتناسي قراره الذي عزم على تنفيذه بل ونفذه وتشمم رائحة شعرها الجذابة ليثمل منها فمال بوجهه إلى عنقها يكمل حالة السكر التي طغت على حواسه .. قلبى دا مبيدقش غير ليكى انتى وبس عايش لأنه بيتنفس الهوا اللي بتتنفسيه أنا مش عارف أبعد عنك كل ما أقرر أهرب بعيد برجعلك من تانى وأعيش العڈاب من جديد عارفة يا مريم أول ما آدم كلمنى إنك جاية هنا رجعت تانى ومسفرتش حسيت انى لازم أشوفك بس متخيلتش انك تقفى مع رشدى بالشكل دا وتهزرى معاه ببساطة كدا حسيت عقلى طار منى مريم متعمليهاش تانى ارجوكى حتى لو مش بتحبينى بلاش تقربى من أي حد أعرفه بلاش تقتلينى بالغيرة.
حاولت مريام أن تتحدث ولكن أحاسيس عمران سلبت عقلها ليباغتها عمران قائلا پجنون.. تعالى معايا الغردقة تعالى واسمعى كلامىو سيبى العالم دا كله وخليكى معايا أنا وبس.
هزت مريام رأسها موافقة وقالت.. أنا موافقة اروح معاك اخر الدنيا علشان بحبك يا عمران ومش عايزة غيرك.
ابتسم عمران وقبل جبتهها لينتبه لما قاله فأغمض عينه عن وجهها ونهر نفسه بشده فتذكر حجته القديمة فقال لها وقلبه يبكى.. خلاص نطلع على مشيخة الازهر تشهرى إسلامك ونتجوز ونسافر و.
تبدلت ملامح مريام وقالت پألم.. أنت بردوا مصمم على رأيك يا عمران لازم المشيخة الأول قبل ما نتجوز.
ارتدى عمران قناع قسوته سريعا وعقد حاجبيه وقال وهو يخفى عڈابه بقسۏة.. أنا فكرتك لما قلتى موافقة انك موافقة على كل كلامى اللي قولته ليكى مليون مرة.
دمعت عين مريام وقالت بحزن.. أنت ليه مش قابل بيا على وضعى كدا ما في بنات متجوزين ومغيروش دينهم وعايشين فسعادة.
ابتعد عمران عنها وأدار عنها وجهه يستجمع شتات نفسه وقال.. لانى فهمتك بدل المرة الف أنا عاوزك معايا فكل حاجة أنا امنيتى انى اصلى بيكى يا مريم اعمل عمرة وانتى معايا مش عاوز أي حاجة تخليكى بعيدة عنى إنما انتى مش عاوزة تضحى علشانى.
جلست مريام وحدقت بظهر عمران وقالت.. واللي عملته من شوية دا ومشاعرك واللي كان ممكن يحصل ميفرقش معاك فحاجة أنا كنت هسلمك نفسى يا عمران لمجرد انى بحبك وانت مش قادر تقبل بيا أنا دلوقتى أتأكدت انك انانى اوى يا عمران أنت عاوز كل حاجة زى ما أنت شايفها الكل يتنازل إنما أنت لاء يا أما مريام تغير دينها يا أما متجوزهاش أنا اللي دلوقتى بقولها لك يا عمران أنا اللي مش عوزاك وعوزاك تخرج من حياتى.
صاح بها عمران بحدة وقال.. مريم.
قاطعته مريام وقالت بتحدى.. اسمى مريام مش مريم يا عمران عن اذنك.
صفعت مريام باب المكتب بقوة وهرولت إلى خارج الفيلا عائدة إلى منزلها مكتفيه بكل ما حدث معها منه فدخلت إلى غرفتها متسلله تبكى انانية عمران ولكنها تذكرت تصميمها إلا تسمح له بان يبكيها أو يضعفها من جديد فتناولت هاتفها وضغطت على رقم والدها وانتظرت حتى سمعت صوته وقالت
.. بابا أنا عاوزة أسافر عاليا أزور قريبنا هناك.
أبعد مازن الهاتف عن أذنه ونظر إلى الشاشة يتأكد من انها ابنته وأعاده إلى اذنه من جديد فتعجب لفعلته آدم وجلس يتابع حديثه وسمعه يقول.. انتى ايه اللي فكرك بلبنان وعاليا دلوقتى يا مارى.
ابتلعت مريام ريقها وقالت بهدوء.. عاوزة أزور الدير هناك يا بابا ولو مش موافق اسافر عاليا خلينى اروح الدير فسانت كاترين أرجوك يا بابا توافق وتقنع ماما تسبنى وياريت لو تسيبونى اروح عاليا أنا محتاجة أقعد شوية فالدير.
أجابها مازن بقلق.. خلاص يا مارى أنا هاخد أجازة واخدك ونسافر عاليا واقعدى الوقت اللي انتى عوزاه فالدير وماما بالشكل دا مش هتعارض ايه رأيك.
همست مريام وهي تتمالك دموعها.. موافقة يا بابا.
اغلق مازن الهاتف ونظر إلى آدم وقال.. مش عارف قلبى مش مطمن يا آدم حاسس أن مارى تعبانة اخر مرة طلبت تروح الدير فضلت شهرين عازلة نفسها لحد