نفوس حائرة.. بقلم منى أحمد حافظ.. الجزء الاول.

ياسين.
زفر عمران بحدة وقال.. أنا قولت لك قبل كدا احكى لجنة كل حاجة وهي هتفهم السبب إنما موقفك دا منها هيخليها تعند أكتر واهو حضرتك شوفت اللي حصل.
رفع آدم عيناه وحدق بوجه ابنه وقال بحزن.. مقدرش احكى لاختك اللي مرت بيه والدتك طيب أنت وعرفت صدفة علشان كدا فاهم اللي جوايا عاوزنى أروح اقولها ايه محمود كان متجوز والدتك وكان بيعاملها قبل جوازه منها بتعدى وعڼف وانا خاېف ليكون ابنه طالع زيه عاوزنى أقولها إن محمود شك فوالدتك وكان هيقلتها لمجرد انها كانت مريضة وكان رافض يعالجها ولا عاوزنى أقولها أن لما مراته ماټت تطاول على ولدتك وكنت هقتله أنا استحالة أكسر سهر أدام جنة بالشكل دا.
ربت عمران على كتف والده وتنهد بحزن فهو لم يصارح والده بمعرفته لحقيقة الماضى كاملة حتى لا يتسبب في نبش جراح الماضى.
دلف عمران إلى غرفته وأغلق بابه وارتكز عليه بظهره ووضع يده على صدره يتحسس قلبه وتنهد بالم وتمدد على فراشه وهو يتذكر عيناها التي لونها البحر بأعماقه فأغمض عيناه وهو ينهر نفسه عن التفكير بها وقال... خرجها من حياتك بقى ولا عاوز حالها يبقى زى حال جنة كفايا واجمد يا عمران معدش ينفع تخليها تفضل تحبك لازم تبعدها بأى شكل.
استيقظت مريام من نومها سعيدة فتمنت أن يتحقق حلمها ف أسرعت إلى غرفه أخيها آدم وقفزت فوق فراشه كعادتها كل يوم وهي تقول.. أصحى يا كسلان ميعاد الشغل فات أصحى يا دومة بابا جاى بالشومة.
اعتدل آدم وجذب شقيقته لتسقط بجانبه وقال.. مش هتبطلى شغل العيال بتاعك دا أنا النهاردة أجازة ومنبه عليكى من إمبارح انك تسبينى نايم حصل ولا لاء.
انزلقت مريام من جانبه وقالت وهي تخرج له لسانها.. ما أنت لازم تصحى علشان تودينى عند اونكل آدم جنة وحشتنى وليا كتير مش غلست عليها.
اعتدل آدم وقال وهو يحدق بشقيقته وقال.. آه هي الحكاية فيها اونكل آدم وجنة كدا أنا فهمت.
صمت آدم وعاد ليستلقى مرة أخرى فقذفته مريام بالوسادة وقالت.. قوم يا دومة بقى وصلنى وأرجع نام أنت عارف ماما وتحكماتها لو روحت لوحدى هتفضل تزعق وحياتى بقى.
تنهد آدم وحدق بمريام وقال في محاولة لتبسيط الأمر عليها.. هوديكى بس أهلى نفسك إنك مش هتشوفيه علشان النهاردة استلم مشروع جديد فالغردقة وسافر الفجر.
بهتت ملامح مريام وتحول مرحها لحزن وهمست بصوت متقطع.. سا فر من غير ما يقو لى 
احتضن آدم مريام وقال مواسيا لها.. أنسيه يا مارى لإنه عمره ما هيغير رأيه وكمان ماما بلاش تعذبى نفسك على الفاضى بلاش تبقى نسخة تانية من جنة ارجوكى.
ابتعدت مريام عن آدم ووقفت وقالت.. أنا هروح أجهز علشان تودينى لجنة متنمش تانى.
غادرت مريام غرفة اخيها قبل أن يرى دموعها وأغلقت باب غرفتها وهي تنتحب وتقول.. ليه بتعمل معايا كدا ليه بتدوس على قلبى كل مرة بالشكل دا للدرجة دى أنا ماليش أي اهمية عندك وقلبك مش حاسس أنت بتعمل فيا ايه.
مسحت مريام دموعها ونظرت لانعاكسها في المرآة وقالت بتصميم.. أنا مش هبقى نسخة عن جنة أبدا ولا هسمح لك انك تكسرنى تانى وقلبى اللي كل شوية تدوسه هخليك تتمنى انك تمسع دقة من دقاته أنا هنساك يا عمران وخلى قلبك الجامد ينفعك.
وصلت مريام بصخبها إلى فيلا آدم وانطلقت تبحث عن جنة فاصطدمت برشدى الذي احتواها بين ذراعيه قبل أن تسقط أرضا وأبتسم لها وهم أن يعتذر منها ولكنه ارتبك حينما سمع شهقة علم مصدرها فانفطر قلبه وهو يبتعد عن مريام ويلتفت إلى باب الفيلا ليرى فاطمة تحدق به وعلى وجهها ارتسم الحزن التفتت مريام ولمحت فاطمة وهي تعود إدراجها مغادرة فقالت تحث رشدى على اللحاق بها.. حصلها يا رشدى وفهمها أنك لاحقتنى قبل ما أقع أنت عارف فاطمة حساسة أزاى.
رفض رشدى أن يلحق بها وقال.. خليها يا مارى براحتها طول ماهى معندهاش ثقة فيا تبقى تتحمل نتيجة ظنونها المهم خلينا فيكى انتى جاية ليه.
لكزته مارى وضحكت بمرح مصطنع وقالت.. تصدق أنك رخم وغلس في حد يسأل حد هو جاى ليه.
ضحك رشدى وقال وهو يرد لها ضړبتها.. أيديك جامدة وقلت لك قبل كدا هزرى عادي بس بلاش مد إيد وآه أنا اسأل براحتى واقول اللي أنا عاوزه انتى جاية ليه.
شعرت مارى بالحرج وأحمر وجهها فربت رشدى على وجنتها وقال وهو يضع يده على كتفها.. روحى شوفى نصك التانى وحاولى تهديها آه على فكرة هتلاقيها نايمة فحضن ماما لحد دلوقتى روحى انضمى ليهم ونامى و.
.. رشدى.
انتفض كلاهما حينما هدر عمران بصوت عال باسم اخيه بعدما شاهده يقف ويمرح معها ويلامسها فأقترب منهما فابتعد رشدى عن مريام وهمس لها.. أنا هجرى بقى علشان شكله مولع ڼار وأنا خاېف على عمرى ما قولت لك روحى مسمعتيش الكلام استلقى بقى وعدك منه.
غادرهم رشدى مسرعا