نفوس حائرة بقلم منى أحمد حافظ الجزء الثاني

عمران ازاى مفكرتش فالأصول يا ابن الأصول
همست سهر بصوت خفيض لعمران وقالت_ بابا معاه حق ازاى عمك مازن اللي يبلغه وازاى رشدى يعرف قبل ابوك اتفضل حاول تصلح مع ابوك
توجه عمران ناحية ابيه ووقف امامه وقال_ أنا مكنش قصدى أي حاجة يا بابا دا كان كلام شباب مع بعض مكنتش اعرف أن آدم هيروح يقول قبل ما اقعد مع حضرتك الأول وعموما القرار الأول والاخير ليك أنا بردوا ابنك ومش هخرج عن طوعك
ربتت سهر على كتفه ونظرت لآدم ولكنها عبست حين شعرت بارتجاف عمران فحدقت بوجهه وقالت تسئله بقلق_ مالك يا عمران أنت تعبان ولا ايه
لاحظ آدم وجه عمران والعرق الذي يغطى جبينه فوقف وحدق به ووضع يده على جبهته وقال_ دا حرارته عاليه يا سهر و
ابتعد عمران عن والده وقال بارتباك_ دا شوية برد يا بابا أنا بخير وهطلع دلوقتى اريح متقلقش ماما على الفاضى المهم انك تسامحنى و
ومريام ذنبها ايه يا عمران
الټفت الجميع لجنة بعدما سالت اخيها ووقفت امامه وعيناها دامعة وأعادت حديثها وقالت_ مريام ذنبها ايه يا عمران ما تجاوبنى
ابتلع عمران ريقه وقال_ ملهاش ذنب احنا اصلا مكناش لبعض يا جنة وموضوع مريام مكنش له أي أساس
صاحت جنة پبكاء تقول_ مكنش له أساس ازاى واعترافك ليها بالحب وكل اللي بينكم مالوش أي اعتبار عندك أنا مش عارفة ازاى بتقبلوا على نفسكوا تحبوا وتعشموا الواحدة بالحب وتبقوا انتو محور الكون وفالاخر بكل ندالة تقولوا أصل مكنش في موضوع بينا اصلآ أنت ازاى معندكش قلب بالشكل دا وازاى اصلا بابا ولا ماما مرفضوش طلبك وهما عارفين ومتأكدين انه هيكسر قلب مارى
اغمض آدم عيناه وقال_ سيبى اخوكى يا جنة هو أختار ولازم يتحمل نتيجة اختياره ومارى اكيد نصيبها مع واحد احسن من عمران يقدرها و
قاطعته جنة وقالت_ هو فعلا هيعوضها بس للأسف بواحد عمرها ما هتحبه مارى وافقت على جورج ابن عمو يسرى يا بابا وخطوبتها النهاردة
كنت اتوقع أن يكون سقوطى مدوى ولكن ټحطم قلبى لم يدرى به أحد فوقفت بشموخى أمامهم بعدما القت جنة كلماتها التي مزقتنى فالټفت لها وابتسمت بهدوء واجبتها بكلمة واحدة قبل أن اغادرهم وهي_ مبروك
لم يتحمل عمران أكثر فما أن ابتعد عنهم حتى استند إلى حائط غرفته وأخذ يتلقف أنفاسه كأن الهواء نفذ من حوله فغارت عيناه وهو يشعر بالالم يسرى في جسده وأسرع إلى حمامه تسيطر عليه موجة غثيان شديدة فانتفض حينما شعر بيد توضع على ظهره فالټفت پخوف فوجد أخيه رشدى يسانده فهمس له بضعف_ وصلنى سريرى يا رشدى ومتخليش حد يدخل عندى ارجوك
مدد رشدى أخيه في فراشه وهو يشعر بالضياع فهمس وقال برجاء_
خلينى أقول لبابا يا عمران حرام عليك تعمل ف نفسك وفينا كلنا كدا
هز عمران رأسه بضعف وقال_ أنت حلفت يا رشدى أنا اللي برجوك كمل معايا للنهاية وإياك حد يحس بحاجة وبعدين اجمد كدا مش هيبقى أنا وانت يا رشدى المهم دلوقتى تنزل تروح الشركة واتصل بريهام واطلب منها تحضر نفسها علشان نروح خطوبة مريم
بكى رشدى وهو يرى حال شقيقه غادر مسرعا قبل أن يراه أحد
تأنقت مريام كأنها ستخطب لمن تحب فأردت قناع الابتسامة الخلابة وأطلقت العنان لشعرها ووقفت تنظر لصورتها في المرآة فبغضت ذلك الانعكاس الذي تراه فهى فعلت كل ما يرفضه عمران وضعت كميات كبيرة من الماكياج وارتدت فستان يجسد كل منحياتها قصير وارتدت حذائها ذو الكعب وخرجت وهي تستجمع قوتها لتواجه الحشد الموجود بالأسفل وما أن لامست قدماها البهو حتى ران الصمت على الجميع وأخذوا يحدقون بها فهى كانت رغم كل شيء خلابة الجمال وقفت تبحث بعيناها عنه ولكنها لم تراه بل طالعتها عينا اخيها آدم بسخرية لتختفى رؤيته عنها حينما حجبه جورج بقامته الطويلة عنها ووقف أمامها ليختطف يداها ويقبلها فشعرت بالنفور منه وتلاشت ابتسامتها حين جذبها جورج واجلسها بجواره وأسرع يخرج علبه من جيب بدلته لترى دبلتين وخاتم ذو فصوص زرقاء وقبض على يدها يلبسها دبلته وخاتمه فأحست بانها ترتدى في اصبعها حلقات من الڼار وما أن تناولت دبلته لتضعها في اصبعه حتى وقع عليها ظله فرفعت عيناها وحدقت بعيناه المظلمة وأحست بأن الزمن يتوقف بها هالتها تلك الدوائر السوداء التي احتضنت عيناه فجأة ونحول وجه الذي لم تلحظه همت أن تهمس بإسمه ولكنه أشاح ببصره عنها وهو يهمس_ مبروك يا مريام مبروك يا جورج
ولمحتها تقف بجانبه بحجابها دون أي مساحيق تجميل تتشارك معه ذات الملامح نفس نظرة الغموض التي تعتلى عينا عمران ذات الدوائر السوداء حتى النحول كأنها أصبحت شبيه له فعقدت حاجبيها ووضعت الدبله باصبع جورج وما أن هم جورج ليقبل جبهتها حتى سمعت تنفس عمران الحاد فابتعدت پخوف عن جورج لتنطلق التهانى والتبريكات لها واختفى عمران عن عيناها فجأة كما ظهر