نفوس حائرة بقلم منى أحمد حافظ الجزء الثاني

فجأة كذلك آدم شقيقها لم تعد تراه في الجوار لتصعق وهي تسمع جورج يقول لابيها_ اظن اننا نعمل الفرح بعد أسبوعين أنا كل حاجة جاهزة وكاملة فالبلد ومارى تقدر تنقل ورق كليتها لجامعة أسيوط بسهولة وتكمل دراستها وهي ف بيتها ايه رأيك يا عمى
حدق مازن بوجه ابنته واغمض عيناه وكاد أن يرفض ليسمع هايدى تقول_ أكيد موافق طبعا مريام كمان جاهزة ويادوب الأسبوعين تحضر فستان الفرح وباقى الحاجات اللي محتاجة لها
وقف مازن على وجه علامات الضيق وحدق بوجه هايدى پغضب وقال_ لا أنا مش موافق مافيش أي اتفاق ولا أي حاجة قبل ما مارى تخلص كليتها ودا آخر كلام عندى عن اذنكم
شعرت هايدى بالاحراج اقتربت منها سهر وقالت_ حصل خير معلش تلاقى مازن مش متقبل لسه أن بنته اللي شايفها لسه صغيرة هتفارقه بالسرعة دى واكيد هيعمل كل انتو عاوزينه
ابتسمت هايدى لها تخفى احرجها وقالت_ عقبال جنة ونفرح بالاتنين سوا يا سهر انما هما الشباب اختفوا فين مرة واحدة كدا
بحثت سهر عن أبنائها ولكنها لم تجدهم انما شاهدت جنة تقف بجانب فاطمة وتتحدث معها ووجدت آدم يجلس بعيدا وكأنه سأم الأمر كله فأشارت إليه أن يذهب خلف مازن فزفر بضيق وتوجه صوبه في الشرفة وربت على كتفه وقال_ مش هتبطل جنان معقول تكسف مراتك بالشكل دا جوا
تنهد مازن بضيق وقال_ طالما مش عاملة أي اعتبار لوجودى تتحمل الكسفة أنا اساسا مش موافق على الموضوع من اساسه هي اللي جريت واتفقت ومستنتش حتى اتكلم مع مارى بتحطنى أدام الأمر الواقع يا آدم مستعجلة اوى تجوز بنتها علشان تبعدها عننا أنا مخڼوق اوى يا آدم ومش عارف أعمل ايه مريام هي اللي حطتنى فالموقف دا فهى حرة اختارت تتحمل بقى وتقرر حياتها طالما وجودى ميفرقش معاهم كدا
حاول آدم أن يهدأ من ڠضب مازن فقال بتهكم_ الحال من بعضه اللي عندك هو اللي عندى أنا كمان اتحطيت أدام الأمر الواقع مع الأستاذ عمران والأستاذة جنة واهو لسه منتظر قرارها مافيش إلا رشدى هو فلت منهم بس بردوا منتظر قرار فاطمة الظاهر أن الولاد كبروا لدرجة اننا مبقاش لينا دور فحياتهم يا مازن الحرية اللي بينادوا بيها وعايشينها غير ما احنا اتربينا وكبرنا ساعات بحس نفسى بتعامل معاهم زى جدى ما كان بيتعامل معايا وقت ما كنت رافض تحكمه فيا
ربت مازن على كتف آدم وقال_ كبرنا يا آدم والعيال هيتجوزوا ويكبرونا زيادة
انطلقت ضحكة آدم وقال وهو يحتضن سهر التي اقتربت منهم_ أنت بس اللي كبرت إنما سهرى زى ماهى محسسانى أن العمر لسه فاوله معاها
قبلت سهر وجنة آدم وقالت_ هتفضلوا واقفين هنا وسايبين الناس جوا لوحدها ايه يا آدم أنا بقولك هات مازن مش اقف مع مازن
سار ادم بجوراها ومال على اذنها يقول مازحا بصوت منخفض_ هي جنة قلبى ناوية تفضل صغيرة كدا وجمالها يزيد وتطير عقلى معاها
ضحكت سهر بخجل وقالت_ آدم احنا مش فالبيت والناس حوالينا الولاد يقولوا ايه
ضمھا آدم إلى صدره وقال_ يقولوا أي حاجة المهم اللي أنا هقوله احنا هنسافر انقرة يا سهرى موحشتكيش انقرة
احمر وجه سهر بشدة وقالت والسعادة تغمرها_ بجد يا آدم هنسافر امته
ابتسم لها آدم بحنان وقال_ الوقت اللي تحبيه احنا ناخد جنة ونسافر وعمران ورشدى يديروا الشغل مكانى
ربتت سهر على يده وقالت_ خلاص موافقة هرتب مع جنة واقولك
صمتت سهر وحدقت بعين آدم متناسية الجمع حولها وهمست_ أنا بحبك اوى يا آدم
ضحكت جنة ومالت على والديها وقالت بمرح_ يا سلام على الحب وحلاوته عصافير حب يا ناس
دفنت سهر وجهها بصدر آدم فقال وهو يقرص وجنة ابنته_ كدا تحرجى سهرى يا جنتى
تلاشت ابتسامة جنة حين سمعت لفظ التحبب الذي ناداها به ابيها وأشاحت بوجهها وقالت_ شوفت خطيبة عمران أنا نفسى أعرف هو ازاى يجيبها هنا ومافيش حاجة رسمى ما بينهم وازاى ميراعيش مشاعر مارى بالشكل دا
ضغطت سهر على يد ابنتها وحدقت بها بحرج فالتفتت جنة إلى الخلف وشاهدت وجه اخيها الغاضب وبجانبه ريهام تقف وعلى وجهها ابتسامة حزينة فابتلعت ريقها وقالت بحرج_ أنا اسفة مكنتش أقصد بس
أجابتها ريهام بصوت رقيق_ ولا يهمك انتى معاكى حق بس أنا هنا لان بابا كمان معزوم علشان هو عميل فالشركة عند عمى آدم
عقد آدم حاجبيه وقال متسائلا_ والدها يبقى مين يا عمران
أجابه عمران وهو يشعر بالضيق وقال_ ريهام بنت الأستاذ محمد الحلاج يا بابا
شاهدتهم مريام يقفون سويا فاقتربت منهم ووقفت بجانب عمران وقالت_ عقبالك يا جنة ونفرح معاكى
والټفت بوجهها نحو عمران وقالت_ وأنت يا عمران ناوى على امته
أجابها عمران بفتور وهو يضم يد ريهام إلى صدره وقال_ لما أحدد هبعتلك الدعوة انتى وخطيبك يا مريام
شعرت مارى انها على وشك الانفجار بوجهه لما الت إليه الأمور فقالت ټطعنه بقرارها الجديد وتصدم آدم وسهر معها_