السبت 28 ديسمبر 2024

أخر الأنفاس.. بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الاول..

انت في الصفحة 5 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

أخوكي هقدملك حياة غير اللي إنت عيشاها وافقي وبلاش تفكري فأي حد تاني غير نفسك وبس لإن مافيش حد أحق بالسعادة غيرك أنت محدش أحق يعيش حياتك غيرك وافقي إنك تتجوزيني وأنا أوعدك إنك مش هتندمي.
باتت كلماته الواضحة كسهام منيرة تضوي أمام عينيها وللحظة تشتت عقلها ليصيح بقوله أي جنون هذا لا يمكن أن يكون صادقا معي أبدا وحتما له غرضا ما بنفسه يخفيه عني أنا لا أصدق أنه طلب مني أنا الزواج فهل يعقل أن يحبني رجلا كعبد العزيز رجل بوسامته وشخصيته الفريدة وجاذبيته رجل تتهافت عليه النساء يختارني أنا نعمة دونهم لا لا! 
أنا على يقين بأنني سأستيقظ بأي لحظة الآن لأجد نفسي فوق فراشي ويكون هذا حلما من ضړب الخيال.
ولكن واقعها فرض عليها نفسه وحين رفعت عيناها تصادمت بعيناه فضغط فوق يدها بخبرة واضحة وهمس بصوت أجش يعي ما يتفوه به
.. إنت وعدتيني إنك هتفكري فكلامي ومش مجرد تفكير عادي لأ أنا عاوزك تحسبيها بالورقة والقلم شوفي مميزات وعيوب حياتك مع شرف ورضوان وقيمي حياتك معايا يا نعمة وأنا هستنى ردك وأتمنى إنك متخديش وقت طويل فالتفكير.
ختم كلماته بوضعه دبلتها براحة يدها وأبتعد عنها فوقفت نعمة وغادرت مكتبه وهي أكثر شرودا وحيرة. 
حيرة قرار.
لم تدري أنها عادت إلى منزلها سيرا ولجت لتجد شقيقها يجلس بأريحية وبين يداه فنجان قهوته وبرفقته رضوان الذي ما أن رأها حتى تطلع إليها مبتسما فخفضت نعمة وجهها والقت السلام بصوت خاڤت مهتز قبل أن تختفي داخل غرفتها لحق بها شقيقها وأغلق الباب خلفه ووقف يتطلع إليها بريبة فنظرت إليه باضطراب ليسالها شرف بصوت متشكك
.. أومال يعني متأخرتيش فالكلية إيه مكنش عندك محاضرات ولا أنت مروحتيش الكلية من الأساس وكذبتي عليا.
ودت لو تصرخ بوجهه تطالبه بأن يبتعد عنها ويتركها بمفردها فهي لا تتحمل سماع أي صوت وزفرت بحنق لريبته المړضية وأمام نظراته المستفزة لها ثارت حفيظتها فأجابته بعصبية
.. على فكرة أنا مكذبتش عليك وكنت فعلا فالكلية بس تعبت ومقدرتش أكمل المحاضرات فأستأذنت من الدكتور وجيت.
رمقها بنظرات ڼارية لعصبيتها ونبرة صوتها العالية ورفع حاجبه بإنذار واضح لها بأنها ستقع تحت يده فزمت شفتيها وخفضت صوتها ليأتيها صوته حازما بقوله الجاف
.. هعديلك عصبيتك وصوتك العالي المرة دي علشان خاطر رضوان اللي قلق عليك وطلب مني أدخل أطمن عليك بس واضح إنك لا تعبانة ولا حاجة وإنك متستحقيش أنه ېخاف عليك عموما مش مهم وكويس أنك رجعتي بدري فقومي يلا غيري هدومك وأطلعي أعملي لنا كوبيتين شاي وبعدها حضري الغدا علشان والدة رضوان هتيجي بعد ما تصلي العصر تتغدا معانا وتشوفك.
غادر غرفتها فأنهارت نعمة فوق فراشها تبكي وأمام أصوات الضحك الصادرة عن شقيقها ورضوان أقتحمت كلمات عبد العزيز سمعها تذكرها بطلبه منها فوقفت سريعا ومسحت دموعها وأتجهت إلى خزانتها وبدلت ثيابها سريعا وغادرت خوفا من أنكشاف أمرها.
مضى وقت تناول الطعام دون أي أحاديث متبادلة فقط نظرات متفحصة بصمت من والدة رضوان عفاف والتي لم تنبث بكلمة منذ وطأت منزلهم تكتفي بمراقبة نعمة عن كثب بينما كانت نظرات رضوان غامضة يشوبها شيء غريب أثار شكوك وأشمئزاز نعمة والأكثر خۏفها منه.
أنهت نعمة ترتيب الأواني وأعدت القهوة للجميع وغادرت مأمنها إليهم أقتربت نعمة من عفاف تقدم لها فنجان قهوتها فامتعضت ملامح الأخير ولوت شفتيها وأشارت إلى نعمة وقالت
.. قدمي لزوجك يا نعمة الأول الأصول بتقول كدا.
تلون وجه نعمة حرجا وأعتذرت منها سريعا بصوت مهتز والتفتت لرضوان وقدمت له قهوته ليبتسم لها وهو يقول
.. معلش يا أمي أعذريها لسه متعرفش عوايدنا عموما بكرة تبقى معاكي ليل نهار تحت طوعك تعلميها زي الكتاب ما بيقول.
أخټنقت نعمة بصياح معارضتها ورفضها لكلمات رضوان حين حدجها شقيقها بتحذيره وهو يقول
.. طبعا يا رضوان دا الحجة عفاف هي الخير والبركة وهتبقى مكان أمي الله يرحمها وكلمتها واجبة النفاذ على نعمة فمتقلقش من ناحية إن نعمة هتتعلم كل حاجة على ايد الحجة فأنا بأكد لك إنها هتسعى أنها تنول بركة ورضى الحجة ورضاك طبعا لإنها عارفة وفاهمة إن حق الزوج فوق رقبة الزوجة واللي تعصى زوجها أو تغضبه ربنا بيحاسبها حساب عسير وبيغضب عليها.
تمالك نعمة أعصابها وأبتعدت بمجلسها عنهم وراقبت أحاديثهم عنها وكأنها دمية بلا عقل يقررون ما الصالح لها لتنتبه أخيرا لأشارة عفاف بأن تقترب لتجلس إلى جوارها فلبت نعمة الأمر وجلست بجانبها لتبدأ عفاف مرحلة جديدة من الفحص والتي صدمت نعمة كليا حين تحسستها بجرأة أمام عينا رضوان المترقبة وحين حاولت نعمة الأبتعاد تجهم وجه عفاف ولوت شفتيها والتفتت إلى ابنها وقالت
.. عروستك مش بطالة بس رفيعة وبجسمها دا يا رضوان مفتكرش إنها هتقدر على خدمتك أنت يا حبيبي راجل عفي وبصحتك ويلزمك واحدة عافية
كدا وجامدة تعرف إزاي تراضيك وتدلعك وإلا هتقع منك فالنص وبصراحة نعمة

انت في الصفحة 5 من 14 صفحات