الأحد 29 ديسمبر 2024

أخر الأنفاس.. بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الاول..

انت في الصفحة 6 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

شكلها صحتها على قدها ومحتاجة تتقوت صح علشان تعرف تجاريك يلا مش مهم طالما هي دي اللي أنت عايزها يبقى على خيرة الله وعلى قولك لما تبقى فبيتك وتحت طوعي أنا هعرف إزاي أخليها على مزاجك وكيفيك أومال دا جواز مش لعب.
طعنات توالت عليها نالت منها ومن كرامتها فكلمات عفاف حملت الكثير من المعاني التي لم ترق أبدا لنعمة فتسائلت لما عليها أن تتحمل كل هذا ومن أجل من
بذلت نعمة مجهودا خرافيا كي تتمالك دموعها التي أحرقت عيناها وشبكت كفيها معا وضغطت عليهما بقوة وحاولت إلهاء عقلها بالتفكير بشيء أخر لتقصي عنها تلك الإهانات وتبعدها عن نظرات رضوان الغامضة ليعزلها عنهم صوت عبد العزيز وهو يهمس لها بوعده بجعل حياتها معه أفضل شردت وباتت بعالم أخر لتعيدها عفاف بصوتها العالي وهي تربت على صدر نعمة وتقول
.. أنا شايفة إن رضوان يكتب كتابه بأمر الله على أخر الأسبوع دا يعني إسمح لي يا شرف يا ابني هي دي الأصول وأهو على الأقل يقدر يدخل ويخرج عليكم وهي حلاله وكمان علشان نقطع السنة الناس ومحدش يعيب لا عليك وعلى أختك ولا على ابني ربنا يبارك لي فيه والفرح بقى يلا مش مهم نأجله لحد لما أختك تخلص امتحانات السنة دي ويبقى يحلها ربنا فالسنتين اللي باقين لها فالكلية تكملهم وهي فبيت جوزها هما يبقوا يصطفلوا سوا وقتها.
وكعادته تعامل معها كما تعود أوصد عيناه عنها وقوض رأيها وأهملها كليا وأبدى موافقته السريعة بلا أدنى أعتراض بل ربت على ساق صديقه وقال برضى
.. كلام الست الوالدة عين العقل واهو بالشكل دا تقدر توديها الكلية وتجيبها براحتك زي ما أنت عايز وفنفس الوقت أبقى أنا مطمن عليها إنها معاك بدل ما دماغي بتودي وتجيب طول ما أنا مش شيفها أدامي.
ودت لو تقف وتصرخ بهم برفضها وتسالهم لما يتقاذفونها بين إيديهم كأنها لعبة وعليها هي الصمت والسمع والطاعة ففركت يداها ووقفت في نفس اللحظة التي وقفت فيها عفاف وصوتها يعلن عن تهنأتها لها فهزت نعمة رأسها بيأس فقد أنتهى الأمر بينما تابعها رضوان بعيناه يتمنى لو يتركونه معها بمفردهما ليتحدث معها كما يشاء ابتعدت عفاف عنها وأقتربت من رضوان ومالت صوب أذنه وهمست ببضع كلمات فأومأ لها وهو يبتسم فبادلته الابتسام وهي تربت فوق كتفه وتقول
.. طيب أنا هستأذنكم علشان رايحة أزور بنتي عقبالك يا نعمة هي اتجوزت من سنة وحامل.
شكرتها نعمة بخجل ورافقتها حتى غادرت وزفرت بضيق وهي تستدير وتوقفت لثوان زادتها حنقا بسبب نظرات رضوان لها وحين تجاوزت مكانه أوقفها صوت شقيقها شرف بقوله
.. تعالي يا نعمة أقعدي مع رضوان خطيبك شوية خلاص هو مبقاش غريب وكلها يومين وتبقي مراته عموما أنا ورايا كام مكالمة هعملهم وأجي وبعدها أبقي قومي حضري لنا حاجة حلوة.
ازددت لعابها وهي تجلس بعيدا عن مكان رضوان بينما تابع الأخير مغادرة شرف إلى غرفته ليترك مقعده سريعا ويجلس إلى جوارها مبتسما بينما عيناه تحاوطها بترقب ويداه التي أختطفت كفيها رغما عنها بين كفيه جعلتها تشعر بالرهبة منه ليزيد عليها رضوان خۏفها بقوله
.. أنا مش مصدق إنك كلها يومين وهتبقي بتاعتي يا نعمة عارفة أنا بحلم باليوم دا من قد إيه من يوم ما شوفتك مع شرف من ست شهور كنت هتجنن وخاېف لحد يخطفك مني علشان كدا أول ما رتبت حالي جيت وطلبتك من شرف علشان اضمن إنك تبقي حلالي المهم أنا بكرة هاجيلك الكلية علشان أروحك يعني أهو منها نتمشى شوية سوا ونتكلم وتاخدي عليا أكتر إيه رآيك.
أنهى قوله وهو يرفع كفها إلى شفتيه ليقلب راحة يدها فشهقت نعمة وجذبتها منه ووقفت وهي تشعر بالإشمئزاز للمسه إياها فجذبها بأصرار ليجلسها إلى جواره ومال بوجهه إليها وقال
.. بقولك إيه يا نعمة أنا عايزك تسمعيني كويس علشان نحط كدا الخطوط العريضة فحياتنا سوا ومتتعبيش معايا ولا أنا أزعلك بصي أنا عايزك تفكي كدا طول ما أنا معاكي علشان تتعودي على طبعي بسرعة بصي أنا فاهم أنك دلوقتي خاېفة وقلقانة أحسن شرف يجي فجأة ويضايقك بكلمة كدا ولا كدا علشان كدا إيه رآيك لو بكرة بعد ما نتمشى شوية نروح مكان هادي كدا نقعد فيه سوا ونتكلم براحتنا من ما تبقي مكسوفة بالشكل دا ولا كمان قلقانة من شرف وعموما أنا بطمنك إن بعد كتب الكتاب أنا كفيل أخليكي معايا زي ما أنا عايز وكسوفك دا هضيعه وهخليكي عايزاني أكتر ما أنا عايزك.
تمنت لو تنشق الأرض وتبتلعها لترحمها من التصاقه المقزز بها فعيناه تتطلع إليها بنظرات غريبة أخافتها ولمسته المريبة المتوارية لساعدها وظهرها أدخلت في نفسها القلق فدعت أن يأتي شقيقها لينهي شقائها ذاك.
لم يغمض لها جفن طوال الليل ووقفت
تترقب شروق الشمس لتغادر وحين حان موعد ذهابها إلى كليتها أسرعت نعمة وأختطفت

انت في الصفحة 6 من 14 صفحات