أخر الأنفاس.. بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الاول..
حقيبتها وهرولت بعدما عزمت على أتخاذ تلك الخطوة فهي سبيلها الوحيد أسرع نعمة بخطواتها نحو مكتب عبد العزيز بقلب يرجف ذعرا وطرقت بابه باضطراب وولجت دون إذن منه ليبعد عبد العزيز عيناه عن أوراقه وينظر إليها بدهشة بعدما تفاجأ بها داخل مكتبه فترك مقعده والتف حول مكتبه وأستند إلى حافته ووقف يتطلع إليها ففي قرارة نفسه هو أتخذ خطوته الأولى نحوها وعليها هي استكمال باقي الخطوات نحوه وأمام صمته ازدردت نعمة لعابها وزفرت بقوة لتستجمع شجاعتها وتقدمت بضع خطوات إليه واردفت بقولها
تغضن جبين عبد العزيز وهو يستمع إليها ويبادلها النظر لينتابها القلق بسبب نظراته الحائرة فشحب وجهها لظنها بأنه تراجع عن طلبه الزواج منها حينها زفر عبد العزيز بسخط وقال
شهقت پذعر وأحتقن وجهها بحمرة قانية وتراجعت عنه وهي تعتذر منه باضطراب وتلعثم واستدارت لتغادر فأسرع نحوها وأعترض طريقها وهتف
.. ممكن اعرف إنت سيباني ورايحة فين على فكرة أنا لسه مخلصتش كلامي وبعدين إنت بتعتذري عن إيه فهميني.
أنهار سد تماسكها وسيطر ضعفها وخۏفها الكامن بداخلها فأنهمرت دموعها وأجابته بشهيق مكتوم
توقفت كلماتها كغصة فأحاط عبد العزيز وجهها بكفيه وقال وهو يكفكف دموعها
.. أنا فعلا طلبت أتجوزك يا نعمة بس من غير ما أقابل شرف أخوكي.
تجهم وجهها وقطبت جبينها وأبتعدت عنه إلى الخلفخطوة لتبعد وجهها عن كفيه وعقلها يقرظها بأتهامته وظنونه بأنها سمحت له بأن يبخسها قدرها وېهينها بطلبه ذاك فأحتدت نظراتها إليه وهتفت وعقلها لا يزال يجلدها بصرامة على تسرعها بمجيئها إليه
زم شفتيها وسب غبائها وتسرعها بالحكم عليه وهز رأسه بيأس وهو يزفر بحنق وهتف بحدة يوبخها
.. ولا أنا يا نعمة اللي أتجوز عرفي وأنا بمكاني ومكانتي وزي ما العرض مش ليكي فهو كمان مش للدكتور عبد العزيز الأسيوطي علشان مش أنا اللي اتجوز عرفي على أخر الزمن.
.. أومال ليه حضرتك قولت إنك عاوز تتجوزني من غير ما تطلبني من شرف أخويا.
سحبها عبد العزيز بنفاذ صبر وأجلسها إلى جواره فوق الأريكة وأخبرها بما يجول بعقله
.. بصي يا نعمة من كلامك عن حياتك أنا قدرت أحلل شخصية أخوكي فلو أنا روحت لشرف فهو بكل تأكيد هيرفضني وصدقيني بعد ما أمشي بساعة أو أقل هيكون كاتب كتابك على رضوان ومش بعيد كمان يخليه يخدك معاه وهو ماشي علشان يخلص من مسئوليتك ولعلمك أنا لو جوايا ذرة شك واحدة إن شرف هيوافق إني أتجوزك فأنا كنت هروح له وهطلبك منه من غير ما أقولك إني عاوزك.
.. يا نعمة حاولي تفهميني أنا أكبر منك وليا خبرتي فالتعامل مع اللي زي أخوكي واسمحي لي أقولك أنه واحد عايز يعيش لنفسه ويجبر اللي حواليه أنهم يعيشوا حياتهم على حسب أوامره هو وبس وللأسف يوم ما أختار لك راح جاب واحد من نفس طينته يعني هتبقي بتخلصي نفسك من ڼار شرف علشان تروحي لچحيم رضوان وعلشان كدا أنا عايزك تثقي فيا وتوافقيني.
تاهت بين حروفه ولم تتبين طريقها وبداخلها أحتدم الصراع بين كلماته وتصرفات رضوان أرتعدت ما أن تذكرت نظراته إليها وكلماته الأخيرة عن المكان الهاديء ليسيطر عليها الخۏف من جديد فتنهدت بأسف على حالها لينتشلها عبد العزيز من شرودها بصوته
.. نعمة أنا هاخدك دلوقتي ونطلع على أقرب مأذون هنكتب كتابنا وبعدها هخدك على شقتي اللي عندي أستعداد تام إني أكتبها بأسمك علشان تأمني نفسك مني لو لسه جواكي شك من ناحيتي.
ازداد خۏفها فتزايد ذعرها والزمها جبنها على الرفض فوقفت سريعا وهزت رأسها بالنفي وقالت
.. أنا أنا مش هقدر أعمل حاجة زي دي أنا مقدرش أتجوز من ورا شرف دا كان ېقتلني أنا أنا أسفة يا دكتور بس بجد مش هقدر.
ولم تمهله نعمة الفرصة ليجادلها أو يحاول أقناعها وهرولت بعيدا عن مكتبه وهي لا تدري ماذا ستفعل واتجهت صوب قاعدة محاضراتها وجلست بتيه تستمع بشرود تام إلى الشرح لينتهي الوقت وهي لأزالت على حالتها وغادرت لترى عبد العزيز بوسط الساحة
وحوله العديد من الطلبة ففرت سريعا قبل أن يراها لتصطدم بجسد رضوان الذي أستغل