أخر الأنفاس.. بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الاخير..
انت في الصفحة 1 من 12 صفحات
أخر الأنفاس.. بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الاخير..
الماضي يعود.
تبدلت لزمت الصمت بكثير من الأوقات تترقب انفعالاته سرا فشروده الدائم يؤرقها ويخيفها أصبح ليلها مزدحما بكوابيس لا نهائية تارة تراه يبتعد عنها محتضنا مي ولا يلتفت نحوها وتارة يقف بجوارها يبتسم بعيون مطفأة زفرت بالم وهي تتلمس حملها بقلق رغم يقينها بزوال ظنونه السابقة.
أما عبد العزيز وبعد أن نفض عنه صدمة معرفته بأنه بات قادرا على الأنجاب حسم أمره وحدد هدفه وهو إيجاد مي بعد أن نهشه الندم وأدمى قلبه فأصبح فريسة لتأنيب ضميره المتواصل وإحساسه بالذنب لظلمه إياها تكالبت عليه مشاعره فجفاه النوم حين فشل مسعاه بالتوصل إليها فهو لم يترك مكانا إلا وسال عنها فيه وذهب إلى منزل والديها القديم ليعود خائب الوفاض.
.. جاي على بالي أحضر لك العشا بإيدي فقوليلي مافيش حاجة معينة نفسك فيها علشان أعملها لك.
.. عارفة أنا هعمل لك أحلى عشا على مزاجي هتاكلي صوابعك وراه.
تعمد عبد العزيز التأخر كي يسيطر على أفكاره ويعيد ترتيب أولوياته فمن المهم لديه الا تكتشف نعمة ما يفعله وما أن انهى أعداد الطعام حمله واتجه إليها وجلس أمامها واطعمها بيده رغبة منه بتدليلها وبعد مرور ساعة غادر عبد العزيز مرحاضه منتعشا وتمدد إلى جوارها فالتفتت نعمة إليه وحدقت به طويلا لتنبذ تلك الخاطرة التي أحتلت تفكيرها وزفرت بقوة تستغفر من أضغاث وساوس الشيطان لها واردفت تساله بما أستقر عليه رأيها
ظنها تمزح في بداية الأمر وحين لاحظ تصميمها أعتدل جالسا وحدق بها بدهشة وقال
.. معلش ممكن تعيدي تاني اللي قولتيه علشان تقريبا كدا أنا مسمعتكيش كويس.
أعادت قولها وشملته بتوضيح أكبر حتى تقنعه بالموافقة على رغبته
.. كنت بسالك إن كان ممكن توافق أني البس النقاب أصل يعني مش معقول أنا هفضل مقضية حياتي كلها محپوسة فالبيت هنا لا أنا قادرة أنزل شارع ولا حتى أقف فبلكونة ومحرومة من الخروج معاك خوفا من إن أي حد يعرفني ممكن يشوفني ويروح يقول لشرف أو لرضوان علشان كدا فكرت إني لو لبست النقاب بالشكل دا هقدر أخرج معاك زي ما أنا عاوزة وكمان محدش هيعرفني لأن وشي مداري وحياتي يا عبد العزيز بلاش ترفض وخليني البسه وأخرج معاك أنا نفسي أمشي فالشارع وأنا حاضنة إيدك ومش خاېفة أرجوك توافق.
لمست وجهه حين عاد لشروده عنها فالټفت إليها وحدق بها فسالته برجاء الا يخذلها
.. قولت إيه موافق يا عبدو.
ابتسم وحذبها نحوه وقبل جبينها وقال
.. أكيد موافق يا نعمة طالما محدش هيقدر يعرفك يبقى البسيه.
غصة مريرة توسطت حلقه حين ابتعدت عنه وقد تهللت ملامحها بالسعادة وازداد ضيقه من نفسه كونه وافقها كنوع من تكفيره عن أنشغاله عنها بالبحث عن مي وهي الأولى بأهتمامه غفلت عن عبوسه وأراحت رأسها فوق صدره وهي تفكر بشأن مطلبها الثاني والذي تخشى أن يرفضه فتنهدت ولامست وجهه وهمست بصوت خاڤت
.. خليكي شجاعة واساليه هو يعني مش هيضربك ولو رفض خلاص يكفي أنه وافق على لبسي للنقاب وأني أخرج معاه بيه.
رفعت وجهها وابتسمت بخجل فرفع عبد العزيز حاجبه حين أدرك أنها تريد منه شيءا آخر وسرعان ما عكس مكانه وسجنها بين ذراعيه وجسده وقال
.. عايزة أيه تاني يا نعمة ومترددة تطلبيه.
أحاطت عنقه بكفيها بدلال وأجابته بعبث طفولي
.. هو باين عليا أوي كدا إني عايزة منك حاجة.
اومأ بهزة طفيفة من رأسه فحركت يدها ومست شفتيه باصبعها وقالت
.. بصراحة أنا كنت حابة أنزل أحفظ القرآن فالمسجد اللي فأول الشارع فممكن حبيبي يوافق ويكمل كرمه معايا.
ترقبته بأهتمام وما أن همس بموافقته حتى اتسعت ابتسامتها وجذب رأسه نحوها وقبلته بجرأة وأبتعدت بوجه مخضب بحمرة الخجل وقالت
.. أنا بحبك قوي يا عبدو بحبك.
لوهلة تبدلت ملامح نعمة أمامه فمال عبد العزيز إليها وأمطر وجهها بقبلات ملتهبه وأوصد عيناه وعقله يهيء له بأنها مي التي يشتاق إليها ويرغبها فهمهم بكلمات عشقه مطلقا العنان لينال رغبته بها.
في صباح اليوم التالي لم يستطع