أخر الأنفاس.. بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الاخير..

عبد العزيز مواجهة نعمة لأحساسه بخيانته لها بفكره وهي بين ذراعيه وغادر سريعا متجها الجامعة ومضت الساعات عليه برتابة حتى حان موعد ذهابه إلى ذاك النادي الذي طلب منه أحد رؤسائه أن يحاضر فيه.
استقبله أحد المنظمين ورحب به ورافقه إلى قاعة المحاضرات ووقف عبد العزيز مستعيدا شخصيته الحازمه يسرد ما لديه من علم على مسامع الحاضرين ولم ينتبه لتلك العيون التي توارت بين الحشود تتابعه وحين انهى حديثه تعالى التصفيق والهتاف بين الجميع فاستدار عبد العزيز ليجيب على سؤال أحدهم ليراها توقف الزمن بهما عيناه تشبثت بعيناها يرجوها اللقاء وقبل أن يتخذ عبد العزيز خطوته نحوها استدارت لتهرب منه فهرول يتبعها متناسيا مكانه ومكانته وأدركها قبل أن تغادر بوابة النادي الرئيسية وقبض على ساعدها فالتفتت تحدق به پانكسار بينما تهدجت أنفاس عبد العزيز وهو يهمهم باعتذاره منها ودفعها برفق لتتخذ مكانها بالمقعد الأمامي من سيارته ولزم الصمت حتى انطلق بسيارته بعيدا عن الجميع.
بنتوه بين دروب الحياة نتوهم أن سلاحنا الحب نعيش وبالقلب عشق كبير وذكرى لماض يسكن حاضرنا هكذا كان حاله ماضيه يحيا حاضره وحاضره غافل عن ماضيه وتمضي السنون به ومعه.
تقف بشرفتها تحدق بتيه في الأفق ومن خلفها تصاعد صوت صياح بناتها يزيد من الم رأسها فالتفتت تتمنى لو يكفوا عن العبث والصخب وزفرت بقوة واردفت بصوت هاديء
.. ممكن بدل ما انتم بتتخانقوا على ريموت التليفزيون تقوموا تتوضوا وتصلو العصر قبل ما المغرب يأذن وتقعدوا تحفظوا الجزئية اللي عليكم فالمصحف بدل ما كل مرة تتهتهوا وإنتو بتسمعوا.
امتعضت ملامح سارا ابنتها الكبرى وزمت شفتيها بسخط وهي تحدق بشقيقتها تلومها فخفضت حنين رأسها ومدت يدها لشقيقتها بالريموت فأخذته سارا وزفرت بقوة وهتفت وهي تشيح ببصرها بعيدا عن عينا والدتها
.. هنصلي بعد ما نتفرج على الفيلم وقبل ما ننام هنقعد شوية نحفظ اللي علينا وبعدين بكرة الجمعة وأجازة ومفيهاش حاجة لو سهرنا شوية.
احزنها تحاشي ابنتها النظر إليها بخطت صوبها وچثت أمامها تسيطر على دموعها التي تهدد بالفرار من أسر عينيها ومدت يدها وحركت وجه سارا لتواجهها وقالت
.. سارا يا حبيبتي الصلاة مش هتاخد منك أنت وأخواتك خمس دقايق على بعض يعني ممكن تصلوا وبعدها تتفرجوا على الفيلم ويا ستي أنا موافقة أنكم تسهروا زي ما أنتم عايزين بس الأول ندي لربنا حقه علينا يا بنتي أنا خاېفة عليك أنت وأخواتك أحسن الحياة تاخدكم فسكتها وتلهيكم وتنسوا ربنا علشان خاطري يا سارا خدي أخواتك وروحوا صلوا وبعدها أعملوا اللي أنتم عيزينه ممكن.
ازداد حنق سارا ورفضها لإصرار والدتها على تنفيذ ما تريده أولا فضړبت الأرض پغضب وأبتعدت عنها وهي تقول بحدة
.. يلا يا بنات نروح نصلي علشان ماما ترتاح بدل ما تقلب وشها علينا وبابا يجي ويعاقبنا زي كل مرة.
القت سارا كلماتها الغاضبة وهي تحدق بعينا والدتها بتحدي وضيق وغادرت المكان وهي تهمهم بسخط بينما فرت دموع نعمة لما لمسته من رفض ابنتها لها رغم كل ما تبذله من مجهود لتتقرب منها اتجهت نعمة بثقل إلى غرفتها وجلست فوق فراشها تحدق بشرود مر الوقت عليها كأنه سنوات لتنتبه للهدوء الذي عم إرجاء منزلها فحانت منها التفاتة لساعة الحائط لتقطب جبينها فها هي الساعة تخطت الثانية بعد منتصف الليل ولم يعد عبد العزيز بعد.
ابتعد عنها ڠصبا والتقط بنطاله من فوق الأرض وشرع بارتدائه تحت نظراتها الحانقة وحين بدأ بارتداء قميصه أعتدلت وجلست پغضب وهتفت بحنق
.. ممكن أفهم أنت بتعمل إيه يا عبد العزيز.
زم شفتيه بضيق وأجابها وهو يستكمل ارتداء قميصه
.. بلبس يا مي علشان أروح ما أنت عارفة إني ببات هناك ولا أنت ناوية تعيدي موال كل يوم.
دفعت الدثار عنها بعصبية ووقفت أمامه عاړية وقالت
.. أه يا عبدو هعيده تاني وتالت ورابع علشان أنت عارف كويس إن أنا اللي أحق بيك منها أنا مراتك الأولى مش هي يعني المفروض إنك تبات فحضني أنا مش تيجي تقضي معايا كام ساعة من وقتك وتجري على بيت الهانم علشان تنام فحضنها.
هز رأسه بيأس وأقترب منها وأحتواها بين ذراعيه وقبل شفتيها وربت فوق وجنتها وأبتعد يقول
.. مي وحياتي عندك بلاش نتخانق النهاردة وخليني أمشي من عندك وأنا مبسوط ممكن يا حبيبتي.
لوت شفتيها حين أولاها ظهره فالټفت وأحتضنته وهي تتدلل قائلة
.. أنا كمان مش عاوزة أتخانق معاك يا عبدو بس كمان عاوزة أنام وأصحى وأنا فحضنك وحياتي يا عبدو خليك معايا وأنا هنسيك نعمة والدنيا كلها علشان خاطري يا عبدو متكسفنيش أنا عيزاك.
أثارته بحركاتها ولمسات يداها التي تعلم وجهتها فهمس بصوت متحشرج
.. مي أنا.
ابتلعت كلماته حين شبت على أطراف أصابعها وقبلته بقوة ويداها تنزع عنه قميصه وبداخلها اتسعت ابتسامتها پشماتة فهي تعلم كيف تثير رغبته بها وتشعلها وأمام حركات جسدها انصاع عبد العزيز لرغبته بها وتبعها إلى الفراش ولم يهتم