أخر الأنفاس.. بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الاخير..

أتجوزني من خمس سنين أنا نفسي أحرق ډمها وأشوفها وهي مقهورة عليه زي ما أنا ببقى مقهورة كل ما تيجي سيرتيها وسيرة بناتها دا أنا حتى بقيت أحلم باليوم اللي أخدهم منها وأحسرها عليهم وأحرمها أنها تسمع كلمة ماما وتبقى توريني ست الشيخة اللي كل ما أساله هي بتعمل إيه يقولي قاعدة بتحفظ قرآن.
زفرت مي أنفاسها بحدة وعيناها تلمع بالشړ وحدقت بصديقتها بضيق لتزدرد فتون لعابها وتردف بقلق
.. بس يا مي أنت هتعرفيها إزاي وعبد العزيز حريص كل الحرص إنك متعرفيش رقم بيته التاني ولا حتى موبايلها وبتقولي إنه قافل موبايله بكلمة سر معرفتيش توصلي لها يبقى هتبلغيها إزاي.
اتسعت ابتسامة مي بخبث ولمعت عيناها لتدرك فتون أن صديقتها تنوي على فعل شيء نتيجته دمار زوجة عبد العزيز الآخرى لوح مي بيدها أمام وجه صديقتها حين لاحظت شرودها وأعادت قولها وهي تنذرها بعيناها
.. بقولك مش أنا اللي هبلغها وأنك أنت يا فتون اللي هتبلغيها ولا ناسية إن عبد العزيز حلفني على المصحف إني مكلمهاش ولا أقولها حاجة علشان كدا أنا هديلك عنوانها وعيزاكي تروحي زي الشاطرة وتبلغيها وتديها عنواني ومواعيد عبد العزيز اللي بيكون عندي فيها.
لم تستطع فتون الأعتراض على صديقتها فهي تعلم علم اليقين ردة فعل مي إن هي رفضت فزفرت بسخط ووافقتها رغما عنها فوقفت مي وأشارت لفتون بالتحرك وقالت
.. يلا يا فتون أنا هوصلك لحد عربيتك تاخديها وتروحي لها دلوقتي أصل يادوب على ما تقولي لها والست الشيخة تفكر إنها تيجي يكون عبدو وصل عندي.
نفذت فتون كامل مخطط مي وجلست أمام نعمة تشعر نحوها بالشفقة وهي تبلغها بزواج عبد العزيز ومدت يدها بورقة العنوان وغادرتها ترتجف لما تسببت به من ضرر فدموع نعمة التي انهمرت بصمت أمامها وهي تطلعها على الحقيقة أشعرتها بالذنب. 
لم تدر كيف مر عليها الوقت وأخيرا تركت مكانها وكفكفت دموعها واتجهت إلى غرفتها وبدلت ثيابها وأرتدت نقابها وغادرت إلى وجهتها وقفت بعيدا عن المنزل المدون عنوانه بتلك الورقة التي لأزالت تقبض عليها براحة يدها وحين رأته يصف سيارته أمام المنزل تجمدت ملامحها وتصلب جسدها أتحرقت عيناها بدموعها الحبيسة بداخلها وهي تتابعه يحمل باقة من الزهر ويسرع بخطواته للداخل وضعت يدها تضغط فوق صدرها وتتأوة رغما عنها فابتسامته وسعادته البادية فوق ملامحها افتقدتها كثيرا ودت لو تسرع إليه وتعترض طريقه وتبلغه أنها الأحق بتلك الابتسامة واللهفة التي زينت وجهه ولكنها لزمت الصمت وما أن أختفى من أمامها حتى تحركت من مكانها تشعر بثقل خطواتها وتسلحت بإيمانها وتبعت خطواته وتوقفت أمام الباب وقبل أن ترفع يدها لتطرقه وصل إلى سمعها صوت ضحكة رنانة جعلتها ترتجف ثم صدمها صوت عبد العزيز يقول
.. حبيبتي أعمليلي فنجان قهوة أحسن أنا مصدع قوي.
بالداخل افرطت مي بدلالها وأقتربت منه بغلالة نوم مٹيرة وأحتضنته قائلة
.. طيب ما تيجي معايا أضيع لك الصداع دا فأوضتنا جوا ولا أقولك أدخل خد شاور على ما أعملك القهوة وأجي أشربهالك بطريقتي.
تصاعد بداخلها شعور بالنفور والغثيان فوجدت يدها تطرق فوق الباب بقوة حينها اتسعت ابتسامة مي بشماته وظفر وأمام دهشة عبد العزيز اتجهت لتفتح الباب دون خجل بغلالة نومها وحين أبصرتها أفسحت لها الطريق بتعمد كي ترى عبد العزيز وسالتها بدلال مستفز
.. خير حضرتك عاوزة مين.
تهكمت نعمة من أسلوبها السخيف وأجابتها
.. أظن أنت عارفة كويس أنا عاوزة مين فلو سمحتي نادي للبيه ولا تحبي أدخل له جوا وأناديه بنفسي.
ضحكت مي بمجون وقررت أن تلاعبها بعدما لاحظت ارتجافها وثباتها المصطنع فقالت
.. لو حابة تدخلي أنا معدنيش مانع ولو عايزة تشاركينا عادي بردوا أهو اكسب فيك ثواب وأعلمك حاجة تخليكي واحدة ست فعين جوزي مش راجل متنكر ها تحبي أجيبلك قميص نوم من عندي ولا أنت عاملة حسابك وجايبة معاك.
.. مي أنت أتجننتي إيه اللي بتقوليه دا.
صړخة فزع غادرت حلقه وهو ينهرها بقوة جعلها تلتفت إليه بضجر وتقول
.. إيه يا بيبي هو أنا قولت حاجة غلط ولا عيب على فكرة مافيهاش حاجة يعني هي مراتك وأنا مراتك فعادي لو طلبت إنك تنام معايا ومعاها. 
تعمدت أن تتوقف لبرهة وهي تتطلع إلى نعمة بتهكم لتضيف پشماتة
.. ولا أنت لسه مش قادر ټلمسها ولسه نفسك قافلة من ناحية ست الشيخة نعمة عموما أنا عذراك يا حبيبي أنك مبقتش طايق تقرب منها قال واسمها نعمة تدي نقمة دخلت حياتك قفلتها وكانت هتعجزك.
نالت منها بقوة طعنتها بأهانة صريحة بأنوثتها والأصعب أنها سخرت منها بوجود زوجها الذي لزم الصمت أدركت نعمة أنها غريبة تماما ولم يعد لها مكان بحياته وأن الهاوية التي كانت تخشاها سقطت فيها وابتلعتها فاستدارت وولت هاربة من أمامهما لتنأى بقلبها المحطم بعيدا هرولت وهي تبكي بطريقها إلى منزلها وصدا كلمات مي المهينة يتردد بداخلها ودت لو تصرخ وتستغيث ولكنها كتمت