أخر الأنفاس.. بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الاخير..

تبلغينا إنك هتتجوزي عموما أنت حرة أعملي اللي أنت عيزاه أصلا دا ميهمناش فحاجة ولا أنتش متصلة علشان ترمي الكلمتين أقوم أنا أجري على بابا وأعيط وأقوله الحق يا بابا وامنعها إنها تتجوز بصي من الآخر إحنا مرتاحين قوي مع ماما مي ومبسطوين جدا مع بابا وعايشين حياتنا اللي إحنا عوزينها فياريت حضرتك إنت كمان تعيشي حياتك بس بعيد عننا علشان إحنا مستحيل نرجعلك تاني.
أغتالتها إبنتها بكلمات من رصاص وأغلقت الهاتف وهي لا تصدق بأن تلك الفتاة هي ابنتها التي خرجت من صلبها ولم تجد نعمة أمامها في تلك المحڼة غير اللجوء إلى الله لتبثه شكواها وتدعوه أن يرحمها من مشقة الاشتياق لبناتها وأنهم يهديهم للصواب وكما ابتلاها الله وأختبر صبرها بعقوق بناتها كافئها بنعمة ابنة شقيقها فكانت اليد الحانية التي كفكفت دموعها وداوت چرح قلبها كالبلسم الطيب.
الحياة رحلة تبدأ بك وتنتهي معك تبتسم لك وتضحك فتأمن لها وتنسى غدرها تمد يدها إليك فتظنها ممدودة دوما بالخير فتغشى بصيرتك بضوء باهر ساطع لتبادر بصفعك لذا عليك أن تحذرها قبل أن تتبدل صفعاتها لركلات.
وهكذا ظن عبد العزيز الذي القى نفسه بين ذراعي الدنيا واحتضنها واغمض عيناه واستسلم لها لتعمي بصيرته فظن أنه في مأمن من غدرها وقبل أن يعي ما يحدث له نالت منه وتوالت عليه الضربات.
وبمقر شركته جلس يعيد قراءة الأوراق مرة تلو الآخرى لا يصدق بأنه خسر تلك الصفقة ايضا لتكون ثان خسارة له في شهر واحد القى الأوراق من يده بأهمال وزفر بقوة وهو يفكر ببدائل ليعوض خسارته ترك مقعده واتجه صوب النافذة وقف يتطلع إلى المارة بشرود لوهلة ظهر طيف نعمة أمامه لا يدر سبب احتلالها لتفكيره في الأونة الأخيرة يهاجمه حنين غريب إليها جعله يتشاجر مع ابنته لرفضها الأتصال بها أو الذهاب لرؤيتها وأنضمت مي إلى صف الفتيات وطلبت منه أن يمهلهم الفرصة لأستعادة أنفاسهم التي سلبتهم إياها نعمة لم يشعر بالرضى لموقف الرفض ذاك وقرر أن يحدثهم مرة أخرى ويحثهم على التواصل مع والدتهم لم يستطع عبد العزيز البقاء بمقر الشركة فغادرها بضيق وأتخذ طريقه إلى منزله.
لم يدر عبد العزيز أنه في طريقه لينال صڤعة الصحوة التي لم يتخيل قط أنه سينالها صف عبد العزيز سيارته بعيدا عن منزله فمكان سيارته مشغول اتجه لمنزله بخطى رتيبه بوجه متجهم وقلب مثقل بالهموم ولج وعلى غير العادة لم يجد فتياته أمام التلفاز ظنهم بغرفتهم فاتجه إلى غرفته وتوقف الزمن به وتجمد جسده من هول صدمة ما سمعه فصوت ابنته سارا كان واضحا وهي تقول
.. بصراحة أنا كنت مړعوپة يا مي وأنا بكلمها ولحد دلوقتي مش مصدقة إني قولت لها كل الكلام دا أنا مش عارفة إزاي قولت لها إننا مش عيزينها فحياتنا ورفضت طلبها إننا نخرج معاها وخاېفة أحسن حنين ولا نسرين يغلطوا ويقولوا أدام بابا أن ماما أتصلت.
ربتت مي على وجنتها برفق مزيف وأجابتها بصوت فاتر
.. مټخافيش من بابا ولو أخواتك قالوا إنها أتصلت قوليله أنها كانت عايزة تبلغك إنها هتتجوز وأنت خۏفتي على أخواتك ليزعلوا ومرضتيش تخليها تكلمهم.
اضطربت ملامح سارا وازدردت لعابها خوفا من ردة فعل والدها لتطاولها على والدتها بالقول وأمام شرود سارا زمت مي شفتيها بحنق ووقفت تحدق بملامح سارا المضطربة وقالت
.. بقولك إيه سيبك من كل دا وقوليلي أنت ليه مزعلة عماد ومش بتردي على اتصالاته بيك ولا حتى على الواتس يا بنتي مش أنا قولت لك مټخافيش واطمني عماد دا أنا واثقة فيه وهو مش بيتسلى.
شحب وجه سارا ونظرت إلى مي بدهشة وقالت بصوت مهتز
.. بس يا مي أنا مقدرش أعمل حاجة زي كدا وبصراحة عماد دا أنا قلقانة منه نظراته وطريقة كلامه مش مريحة دا غير إن أنا لسه صغيرة أوي على الموضوع دا وبعدين حتى لو وافقت وأعتبرته صديق زي ما أنت فهمتيني لو بابا عرف مش هيوافق و.
ضيقت مي عينيها وقاطعتها قائلة
.. وهو إيه اللي هيخلي بابا يعرف يا سارا يا حبيبتي بابا مش لازم يعرف أبدا عن عماد ولو على خروجك معاه فأنا هرتب لك كل حاجة بصي أنت سيبي لي نفسك وأنا هظبط لك كل حاجة.
شهقت سارا پذعر وهبت واقفة وقالت
.. لأ يا مي أنا مش هقدر أبدا أخبي عن بابا حاجة زي كدا ما هو مش بعد ما بقى بيتعامل معايا حلو وبيعمل لي كل حاجة أنا عيزاها أخسر ثقته فيا.
حدجتها مي بنظرات ڼارية وعقدت حاجبيها وعقبت ساخرة منها
.. وهو يعني أنت مخنتيش ثقته لما كذبتي عليه وفهمتيه أن والدتك مش بتتصل بيكي وإنك كل مرة بتكسفيها عموما براحتك يا سارا ولو على عماد فأنا هتصل وأقوله ميتعبش نفسه مع طفلة زيك.
للمرة الأولى في حياته يتمنى المۏت فما قيل بالداخل هد كيانه باكمله فلم يتخيل