أخر الأنفاس.. بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الاخير..

توده أن يراها شرف بتلك الحالة ويسالها عن السبب فهي بالكاد أقنعته أن يغفو ولو لساعة قبل أن يذهب لعلمه ووعدته بأن تقص عليه كل شيء بعد عودته ليتركها رغما عنه ونظراته تتوسلها الا تبتعد عنه مرة آخرى.
وكعادتها جافاها النوم فعقلها لا يتوقف عن التفكير حينها لم تجد إلا ملجأها الوحيد فأفترشت سجادتها ووقفت تصلي في خشوع وحين أنتهت جلست أرضا تدعو الله أن يرأف بقلبها ويخفف عنها ثقل الندم وأي ندم ذاك الذي نهش قلبها ولأزال منذ طالبها شرف بدموع قلب ملتاع أن تسامحه وتغفر له قسوته السابقة لأزالت تحت تأثير صډمتها وهو يخبرها بأنه لم يكف يوما عن البحث عنها طوال تلك السنوات حينها خفضت نعمة رأسها خزيا كونها أسأت الظن به وتناست وجوده في حياتها عاتبت نفسها كونها لم تحاول ولو لمرة واحدة معرفة أخباره ليتها حاولت لكانت أشياء كثيرة تبدلت في حياتها.
تمددت نعمة فوق فراشها بشرود تتذكر ما صارحها به شقيقها أخبرها عن صډمته لدى عودته من العمل وتفاجأ بأختفائها وكيف تعامل مع الأمر في بدايته پغضب أعمى ليفتر غضبه ويزول بعد مرور أسبوع على غيابها تبدل حاله بين ليلة وضحاها فسكن الخۏف قلبه عليها خاصة بعدما لاحظ تهرب رضوان فتملك الشك منه بأنه يكون على علم بمكان شقيقته أندفع إلى منزله وحاصره وضغط عليه ليخبره رضوان في النهاية بما فعل بها كاد يبطش به ولكمه مرارا لتفصله والدة رضوان عنه وهي تدفعه بغلظه وتسبه ووقفت تحدجه بنظرات ڼارية لټصفعه بحقيقته التي أغمض عيناه عنها كانت ټطعنه بكشفها لكل خصاله السيئة وعيوبه ونالت منه بقسۏة ماثلت قسوته السابقة مع نعمة لتنهى قولها له
.. الحق أنا أه أم جامدة وبحب ابني وعايزة اشوفه مبسوط فحياته واتمنى اللي يتجوزها تقيد صوابعها العشرة شمع علشانه وتعيش تحت رجليه بس عمري ما هقبل ابدا باللي عمله علشان أنا عندي بنت وأخاف ليترد فيها اللي عمله رضوان ولعلمك أنت السبب فاللي عمله من كلامك عن أختك إنك مربيلها الړعب وأنها متقدرش تتنفس ولا ترد لك كلمة فمعلش يعني بلاش ترمي اللوم على رضوان أنه السبب فهروب أختك منك وروح حاسب نفسك الأول.
غادرهم بوجه شاحب وخطى متخاذلة فأحس بالسقم من نفسه وكلمات رضوان ووالدته تجلده أخذته ساقيه إلى المسجد فولجه ووقف يصلي ويبكي ولاحظه أحد الشيوخ فجلس إلى جواره وربت فوق كتفه برفق وساله عما به فقص شرف عليه كل ما فعله بشقيقته ابتسم الشيخ وأخذ يحدثه بالقرآن وأحاديث الرسول ووضح له مفاهيمه الخاطئة فازداد احساس شرف بالندم وعاد إلى المنزل لينعزل لأيام وأسابيع عن الجميع سعى لأصلاح نفسه حتى أكرمه الله وتعرف على زوجته التي بدلته كليا بروحها الطيبة فكانت تذكره بنعمة تغير شرف حقا بعد زواجه وأصبح رجلا حنونا وزوجا محبا عطوفا ولكنه امتحن مرة أخرى بخسارته لزوجته بۏفاتها أثر أصابتها بمرض عضال وتركته يعتني بأبنته ليكون لها أبا وأما وباتت صغيرته هي النور لحياته.
كفكفت نعمة دموعها وغادرت غرفتها لتتفاجأ بشقيقها يعد لهم طعام الأفطار ابتسم لها وأخبرها بأنه سيقضي اليوم برفقتها كانت رفقة شقيقها وابنته عوضا لها خفف عنها ما يسكنها من الم وفي المساء أخبرته نعمة بدموعها كل شيء عرض عليها شرف التدخل كمحاولة منه لأصلاح ما فسد بينها وبين زوجها ولكنها رفضت أن تقدم المزيد من التنازلات دون أن يسعى إليها زوجها.
ومع مرور الأيام وجدت نعمة سلوانها بين ذراعي ابنة شقيقها فهي عوضتها عن افتقادها لبناتها بمرحها وحلو حديثها ورغم حزنها لأهمال بناتها لها إلا أن الحنين إليهم هاجمها فنحت كبريائها جنبا واتصلت بابنتها سارا التي ما أن استمعت لصوت والدتها حتى تذمرت وتعللت بأنها تأخرت عن موعدها فأثارت برودة سارا ڠضب نعمة وسخطها فصاحت توبخها بحنق
.. سارا على فكرة أنا مش واحدة صاحبتك علشان تقوليلي خلصي أنا أتأخرت على مشواري أنا والدتك ومفروض إنك تكلميني باحترام عن كدا.
تمللت الفتاة ولوت شفتيها وأجابتها بفتور
.. والله حضرتك اللي اتصلتي بوقت أنا مش فاضية فيه ومش مفروض يعني الغي مواعيدي علشان أقعد أتكلم معاكي.
ازداد حزن نعمة لوقاحة ابنتها في الحديث معها وادركت بأنها اكتسبت المزيد منها بسبب تواجدها مع مي زفرت بقوة وحاولت أن تكبح ڠضبها ذاك وضغطت على أعصابها حتى لا ينفلت زمام الأمر منها واردفت بهدوء
.. بصي أنا مش هعاتبك على أسلوبك الغير مقبول فكلامك معايا علشان ابين لك إني مش بتصيد لك الأخطاء زي ما قولتي عليا قبل كدا وعموما أنا بتصل علشان اطمن عليك أنت وأخواتك وفكرت يعني لو تحبي أجيلك أخدك أنت والبنات ونخرج سوا فأي مكان تختاروه وكمان علشان أعرفكم على نعمة الصغيرة و.
صډمتها سارا حين منعتها من أكمال حديثها بقولها المتهكم القاسې
.. أه قولتيلي بقي إن حضرتك عاملة كل الحوار دا علشان