أخر الأنفاس.. بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الاخير..

أنينها وما أن وطأت بقدميها منزلها حتى أعترضت ابنتها سارا طريقها ونظرت إليها بضيق وسالتها بصوت جاف 
.. ماما لو سمحتي ممكن تديني موبايلي علشان عاوزة أكلم واحدة صاحبتي.
حدقت بابنتها بتيه واحست بقلبها ينبض بداخلها ببطء ثقل كالجبل أحتله فشهقت بقوة طلبا للهواء ووسط محاولتها للتنفس سمعت صوت ابنتها يهمهم بكلمات سخط وأعتراض على ما تفعله نعمة بها فنظرت إليها بعيون زائغة تتسائل فيما أخطأت لتعاقبها الحياة بغدر زوجها بها وبقلب ابنتها الصلد التي حاولت نعمة كثيرا أن تتقرب منها ورفضتها بفتور كادت تبتسم لسخرية القدر منها لسماعها صوت اصطفاف سيارة زوجها فأشاحت بوجهها عنها وأجابتها وهي تحرك كتفيها بخيبة
.. موبايلك مع والدك لما يدخل أبقي أطلبيه منه.
زفرت سارا ڠضبا وأستدارت بوجه مكفهر لترى والدها يقتحم المكان بوجه شاحب فسالها عن مكان والدتها أشارت إلى غرفة والدتها وأخبرته أنها بداخلها بضيق تجاوزها عبد العزيز وأسرع بخطواته وولج وعيناه تترقبها بدت له هادئة بشكل مريب أقترب منها وجلس بجوارها وقبل أن يحرك شفتيه ويحدثها التفتت نعمة إليه وقالت
.. أرجوك متقولش أي حاجة يا عبد العزيز بلاش تزود ۏجعي بكلام لا هيقدم ولا هيفيد وعموما أنا معنديش ليك غير سؤال واحد بس سؤال اتمنى أنك تجاوبني عليه بصراحة ليه يا عبد العزيز.
المه صوتها المنكسر ووجها الشاحب وعيناها التي انطفئت الحياة بداخلها فخفض بصره عنها وأجابها
.. من يوم ما عرفت إني طبيعي وأقدر أخلف الذنب ناحية مي قتلني بدأت أدور عليها فالبداية علشان كنت عايز أعتذر لها وأطلب منها أنها تسامحني وكمان علشان أرد لها كرامتها اللي أتهانت بسببي مكنتش عارف القيها فأي مكان لحد ما الصدفة لعبت دورها معانا وشوفتها وأنا بدي ندوة فالنادي يومها مي لما عرفت إني شوفتها جريت مني كانت خاېفة وطبعا كان ليها حق طلبت منها أني أقعد معاها نتكلم كان همي الوحيد أني أخليها تسامحني فحكيت لها اللي حصل اټصدمت واڼهارت وقالت لي إني ډمرت حياتها ووصمتها بعار عانت منه كتير وأنها مخسرتش عيلتها كلها وبس لأ دي خسړت ابننا لما اجهضت بسبب الضغط النفسي وأن حياتها كانت فخطړ بسبب الڼزيف فاضطر الدكاترة أنهم يستأصلولها الرحم بعدها بقيت بطلب أني أشوفها وأتكلم معاها علشان أخفف عن نفسي أحساسي بالذنب ناحيتها ومرة مع مرة أتجددت مشاعري ليها ولقيت نفسي بعرض عليها الجواز علشان أعوضها وافقت وأتجوزتها.
استمعت إليه بجمود وحين انتهى ضحكت نعمة بتهكم وهي تصفق وقبل أن تخذلها دموعها هبت نعمة ووقفت تحدق به باستخفاف وعقبت على كلماته قائلة
.. لأ طالما كنت حاسس بالذنب فأنت معذور أومال يعني هتسيب نفسك للذنب يموتك بس بصراحة أنت لازم تشكر الصدفة اللي يا سبحان الله حطتها فطريقك وأنت بتدور عليها مخصوص وطبعا بعد ما عرفت اللي حصل لها بسببك كان طبيعي أنك تطلب منها الجواز ما أنت لو معملتش كدا متبقاش عبد العزيز أبو قلب حنين اللي مش بيتحمل يشوف واحدة فضيقة وأنا فدي أشهد لك علشان أنت عملتها معايا وطلبت تتجوزني علشان تخرجني من ضيقتي طول عمرك شهم يا دكتور.
تابعت تحديقها به بانهزام فأشاحت بوجهها عنه بعدما عادت كلمات مي ټطعنها مرة أخرى وأحاطت جسدها بساعديها وأردفت بصوت مهتز
.. تعرف إن دي أول مرة أكون معاك ومحسش بالأمان أول مرة أحس إني عريانة أدامك ومش عارفة أستر نفسي عريانة بسببك لما مراتك وقفت تتريق عليا أدامك وأنت ساكت.
استدارت ترمقه بخذلان وهمست
.. تعرف أن أنا كذبت أحساسي كتير إنك على علاقة بواحدة تانية حاولت أراضيك بكل الطرق جيت على نفسي وراحتي غيرت من نفسي مليون مرة علشان أنول رضاك نحيت شخصيتي وأترميت تحت رجليك زي الجواري وكان جزاتي فالنهاية إنك حسيت بالذنب ناحية طليقتك وحبك أتجدد ليها فاتجوزتها علشان تعوضها وتعوضك عن شبية الرجالة اللي أنت عايش معاها وطفتك وعجزتك قبل الأوان.
ضحكت بتهكم من نفسها لسذاجتها وأردفت
.. روحت تعوضها على حسابي يا عبد العزيز طيب وأنا مين يعوضني صبري وتعبي ومحاولاتي علشان أحافظ عليك مين يعوضني وحدتي وأنت سيبني مع البنات ونافر مننا ممين يعوضني على أتهام بنتك ليا أن أنا السبب فعصبيتك عليها وعلى أخواتها.
كادت تبكي ولكنها ضغطت بأظافرها باطن يدها بقوة والتقفت عدة أنفاس وقالت
.. للأسف يا عبد العزيز أنت طلعت أناني أوي وظالم أخدت كل اللي أنت عايزه من الدنيا عشت حياتك بالشكل المثالي بوشين وش الدكتور الجامعي الصارم اللي متأكد إن مراته بتراعي بيته وبناته فغيابه قبل حضوره ووش الراجل اللي عايش لمزاجه مع واحدة بتدلعه وبترضي مزاجه وشهواته.
وقف سريعا بعدنا أغضبه اتهامها له وعقد حاجبيه وهو يبرأ نفسه من أتهاماتها وقال
.. لعلمك أنا عمري ما ظلمتك ولا جيت على حق من حقوقك وعاملتك بما يرضي الله أنا حبيتك وحبيت بناتك لكن ڠصب عني مشاعري لمي لسه