أخر الأنفاس.. بقلم منى أحمد حافظ..الجزء الاخير..

في النادي والرحلات التفتت سارا بين حين وآخر لوالدها تلومه بعيناها بصمت كونه حرمها هي وشقيقتها من تلك المتعة وتركها برفقة والدتها تتحكم بها وتمنعها من حقها في الحياة ووسط تهرب عبد العزيز من نظرات ابنته المعاتبة له استغلت مي الفرصة وقالت
.. إيه رأيك يا سارا لو نتغدا سوا فأي مطعم وبعدها نروح السينما سوا.
اتسعت عينا سارا وأشارت لنفسها وسالتها بدهشة
.. حضرتك عايزة تاخديني أنا معاكي السينما.
احتضنتها مي وقالت بثقة
.. ومالك مستغربة كدا ليه على فكرة أنا من كلام والدك عنك أنت وحنين ونسرين حبيتكم وكنت عايزة أتعرف عليكم من زمان بس عبد العزيز كان خاېف لترفضوني بس بصراحة لما شوفتك دلوقتي اتأكدت أننا هنبقى أصحاب فها هتيجي تتغدي معايا ونروح السينما ولا هتسبيني لوحدي.
التفتت سارا نحو والدها الذي جلس يتابع ما يدور برضى بعدما استطاعت مي الفوز بمحبة ابنته فأعطى موافقته لابنته وشجعها على مرافقة مي لتتسع ابتسامة الأخيرة أكثر ولمعت عيناها وهي تبادل النظر بين سارا ووالدها وأقتربت من زوجها وقبلت وجنته وقالت وهي تنظر إلى ابنته
.. طالما وافقت أن سارا تخرج معايا النهاردة يبقى يوم الجمعة تجيب حنين ونسرين وسارا طبعا ونقضي اليوم كله فالنادي وبالليل نروح الملاهي ونتعشا مع بعض تعويض للبنات عن خروجتي مع سارا النهاردة أتفقنا.
برعت مي في جذب انتباه سارا إليها ففتحت لها أبواب لطالما منعت عنها وتعمدت أن تفعل كل ما حرمت منه الفتاة ومع انتهاء اليوم عادت سارا برفقة والدها إلى المنزل بوجه عابس وعيون دامعة وقبل أن يودعها عبد العزيز تشبثت به سارا وقالت
.. هو أنا ينفع اسال حضرتك على حاجة من غير ما تزعل وتتعصب عليا زي عادتك.
اضطربت ملامح عبد العزيز فتلك هي المرة الأولى التي ينفرد بابنته وأمام نظراتها المتوسلة الحزينة اومأ عبد العزيز وهو يبتسم زفرت سارا واردفت
.. هو حضرتك ليه حرمتنا منك ليه كل ما تتكلم معانا يبقى بزعيق وعقاپ وليه بتضحك مع طنط مي ومع ماما ومعانا كنت على طول مكشر وتعبان ومش عايز غير انك تنام وبس هو أنت مش بتحبنا يا بابا ومش عايزنا.
ازداد بؤسه حين بكت سارا وارتمت بين ذراعيه وأضافت بنحيب
.. أنا أنا نفسي تبقى معانا زي ما شوفتك بتضحك وتتكلم معانا وتخرجنا نفسي يبقى عندي الأب اللي احكي عنه لصحابي زي ما بسمعهم بيحكوا عن والدهم.
ربت على ظهر ابنته بحزن لا يدري بما يجيب على تساؤلاتها فهو ولأول مرة يقف أمام نفسه بتلك الصورة التي وضعته بها ابنته.
ومرت الأيام ونجحت مي فيما سعت إليه فازت بمحبة الفتيات واكتسبت ثقتهم بتقديمها كل ما منعوا منه أتاحت لهن هواتف نقالة وسمحت لهن بتصفح مواقع التواصل الاجتماعي شاركتهم المزاح واللعب وأباحت لهم السهر كلما أتو ليقضوا اليوم برفقتها.
وبين أربع جدران جلست نعمة وحيدة بعدما سلبتها مي بناتها كما سلبتها زوجها تبكي تارة وتدعو لهن بالهداية ورغم محاولاتها لإصلاح ذات البين بينها وبين الفتيات إلا أنها فشلت فمغريات مي أكتسحت ولبت أهوائهم وبدت نعمة أمامهم هي رمز الرفض والمنع والقهر.
وسددت مي ضړبتها الأخيرة لنعمة أجهزت عليها كليا بالضړبة القاضية بعدما أوحت للفتيات بالأقامة مع والدهم فتزعمت سارا كعادتها حركة التمرد والعصيان على والدتها وشجعت شقيقتيها على مغادرة المنزل والذهاب لوالدهم وقفت أمام والدتها تواجهها بقرارهم قائلة
.. إحنا قررنا نروح نعيش مع بابا حضرتك المرة اللي فاتت قولتي إنك مش هتمنعينا عنه وبصراحة إحنا مش مرتاحين هنا الجو فالبيت بقى كئيب ويخنق وكل ما نطلب من حضرتك أي حاجة بترفضي وتقولي خدوا موافقة والدكم الأول فطالما كدا كدا كل حاجة هنا لأ ولازم نطلبها من بابا يبقى الأولى نروح نعيش معاه وعلى فكرة أنا لما أتكلمت مع بابا قالي أنه هيوافق على اللي إحنا عايزينه وأنا واخواتي أخترنا بابا.
ابتسمت بحزن تخفى ۏجعها عنها وهزت رأسها باستسلام فهي فشلت تماما نعم ادركت الآن أنها فشلت في حياتها وخسړت الجميع وباتت بمفردها مرة أخرى فقد نالت منها الحياة كما نالت منها سابقا تطلعت سارا نحوها وأشاحت بوجهها عنها وهمهمت بأنها ستبلغ والدها ليأتي إليهم جلست بتخاذل تتابع حركة بناتها الدؤب وهم يجمعون أشياؤهم ويضعونها بحقائهم استمعت لصوتهم المرح وهم يرتبون ما سيفعلونه برفقة مي ما أن يجتمعوا معها ثارت غيرتها وڠضبها معا فهي لم تخطأ معهم لينبذوها كهذا فهي تعاملت معهن پخوف وكل ما أرادته هو أن يكن الأفضل رجف قلبها وأحست پغضب عارم يحتله وصړخ بداخلها يقول
.. دايما بتختاري الضعف والهرب عن المواجهة قولت لك حاربي وبلاش تستسلمي سمعتي كلام عقلك والنتيجة بناتك أختارت تروح تعيش مع واحدة تانية غيرك واحدة طلبتي الطلاق من جوزك بسببها واتنازلتي عنه ومحاولتيش حتى تتناقشي معاه وتوصلي لحل وسط أنا عارف أنك تعبتي من المعافرة بس أكيد فالأخر كنت هتوصلي