حصون هاويه.. بقلم دهب محمد
انت في الصفحة 1 من 9 صفحات
حصون هاويه.. بقلم دهب محمد
قد يظن البعض أنه محصن ضد الحزن ضد الكره ضد الخزلان و لكن حاډث واحد فقط يظهر لك كم انت ساذج فما ظننته حصن منيع كان أضعف ما يكون أمام تيار الحياه تنهد پألم و هو ينظر أمامه متأمل المياه الزرقاء المتلاطمه كحال قلبه من قال أن الحياه عادله بل هى غابه لا ينجو منها إلا من كان قلبه من حجر و لكنه ليس كذلك و لم يكن يوما منذ الصغر و هو الابن المطيع و الاخ الطيب و الصديق الوفي كيف تغير كل شيء فى غمضه عين أم أنه كان من البدايه عكس كل هذا و لم يكن يدرك و كأنها ساعه رمليه كانت يوما له و الان هى عليه انتبه لهاتفه الذى كان يهتز أكثر من مره ينبئ عن اتصال له من الواقع يحذره من الانخراط فى الماضى و التنبه لما يدور حوله من أحداث عاصفه التقت هاتفه و هو يستمع لصوت صديقه او بالأصح من كان له الفضل لما هو فيه عدوه
.........
زيد .. تمام عشر دقايق واكون عندك
تحرك نافضا ما علق به من أوجاع الماضى معطيا ظهره لمياه كانت هائجه و لكنها بدأت تهدأ و مع ابتعاده أصبحت ساكنه تماما و كأنها تعده بمصير مثله و لكن صبرا فليس كل شيء ياتى بالمجان بل لكل حركه لكل قرار ثمن و ما دفعه ليس بقليل ...........
وصل إلى وجهته و هو متجمد الوجه منذ متى و هو لا يبتسم لا يدرى الوقت تحديدا و لكنه يعلم أنه منذ أن اتجهه لهذا الطريق الذى كما يقولون .. دخول الخلاء ليس كخروجه .. تقدم إليه مع ابتسامه خبيثه لا يتصنعها بل هى جزء منه
زيد .. وانا اهو ايه المطلوب
طارق .. بضاعه عايزين ندخلها و انت عارف الجمارك دلوقتي بقى عليها تشديد جامد محتاجين حد ثقه
رفع يده الحامله بسېجار فاخر
زيد .. الكميه اد ايه و زى كل اتفاق انا مش بحب حد يدخل فى شغلى
نظر له طارق بخبث و استهزاء سرعان ما اتخفوا و لم يلمحها و هو يؤكد له واضعا يده على كتفه
طارق .. اكيد طبعا انت دلوقتي واحد مننا و شغلك لا يعلى عليه
نظر له بسخريه تشوبها المراره و الندم التى شعر بها الآخر و هو ينتشى من السعاده
زيد .. هو فعلا شغل عالى ثم تنهد بخفوت لكن هو السبب فى إلى انا فيه لولاه كان زمانى.....
زيد .. يلا
تحركوا قاصدين ذلك المبنى الشاهق فهو وإن كان يظهر كمبنى ارستقراطى به الطبقه الفوق متوسطه إلا أن من به ليسوا إلا حثالة المجتمع فهم وإن كانوا اغنياء الا انهم يريدون الاكثر الاعلى و لو على حساب الضعفاء و لو دمروا أسر فى طريقهم المهم أن يزدادوا ثراء فوق ثرائهم
تعلقت عيناها بالحائط الذى لصق عليه ورقه الاسماء و هى تبتسم بسعاده و هاهو الحلم يتحقق تعالت صرخات فرحه من حولها تنم عن السعاده بعد أن تحقق حلم الكثيرين ميزت من بينهم صوت ياتى من بعيد يكاد يكون مختفى
اڼفجرت ضاحكه و هى ترى صديقتها تمسك ورقه القبول فى القسم الخاص بكليه الاداب وكأنها تمسك كنزا وصلت إليها و هى تنحنى تضع يدها على ركبتيها تحاول أخذ أنفاسها بصعوبه
خديجه .. يا بنتى واحده واحده الدنيا ما طارتش
رفعت راسها و هى تنظر بابتسامه صافيه
عائشه .. اخيرا يا ديجه متتصوريش اد ايه كان نفسى ادخل القسم ده التاريخ ده حلم من زمان كان نفسى احققه
خديجه .. الحمد لله بس انا عن نفسى كنت واثقه انى هتقبل لان مجموعى أعلى من تنسيق الكليه و القسم اصلا
نظرت لها عائشه بسخريه الغرور واخد حقه معاكى
خديجه .. طبعا يا بنتى مش 98
أخذت يدها و هى تتجه إلى الخارج
عائشه .. ايوه يا دحيحه عرفنا خلاص مش لازم كل مره تفكرينى بفشلى
توقفت خديجه بتذكر و هى تضحك بسعاده
خديجه .. اه صح كنت هنسى ماما النهارده عزماكى على الغدا و هنعمل حفله كبيره بمناسبه دخول الكليه ابسط يا عم غدا ببلاش علشان تعرفى بس أن صحبتى تكسب
نظرت لها عائشه پغضب مصطنع و هى تحرك جسدها بقوه .. يلا يا ماما يلا بلاش انعره كدابه غرور
تعالت ضحكاتهن بصفاء لا يعلمون ما يخبئ لهن القدر من اهوال قد تذهب بهذه الضحكات إلى غير عوده
قد كانت حفنه مشاعر ألقيت على من بعيد فلا انا اكتفيت و لا من القى توقف
انتهت من وضع اللمسات الاخيره على الاطباق المميزه فهى سعيده اليوم الفرحه ليست واحده بل هى مضاعفه دخول ابنتها الجامعه التى ترغبها و إن كانت أعلى مستوى منها و لكن هذا ما تحبه لذا