حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب الجزء الأول..
انت في الصفحة 1 من 13 صفحات
حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب الجزء الأول..
كان الحمام معبأ بالبخار المائي عندما خطت داليا بقدمها في الوسط تجاه المرآة التي أخذت مكانا صغيرا لا بأس به بقاعة الحمام البسيط ووقفت أمام المرآة تنظر إلي نفسها وتتأمل تفاصيلها فكرت لم تعط مظهرها الخارجي أي إهتمام من قبل قط ! ولكنها فاجأت نفسها اليوم وفي تلك اللحظة بالأخص وراحت تدرس بدقة تقاطيع وجهها المائل إلي الأحمرار والذي تناثرت عليه قطرات الماء أثر إستحمامها مدت يدها إلي وجه المرآة ونزحت ذلك التشويب البخاري الذي كان يحجب عنها رؤية نفسها بوضوح ثم حدقت بوجهها جيدا كان لون بشرتها عسليا ولون عينيها الواسعتين يتموج وفقا لمزاجها فمن الأخضر يوما إلي لون ضبابي كلون الدخان يوما أخر تملك عيناها قوة ساحرة تجهل داليا وجودها حتي الأن وكان شعرها كستنائيا طويلا حريريا وكثيفا عقصته في تلك اللحظة إلي الوراء بعيدا عن جانبي وجهها كي تتمعن ملامحها أكثر وجدت أن مظهرها برئ يدل علي الضعف فتسرب القلق إلي قلبها عليها أن تقوم بإنقاذ الموقف فإن لم تتصرف سريعا ستخسر كل شيء لأن تلك الوظيفة التي سوف تتقدم لها غدا تعني لها ولعائلتها الصغيرة كل شيء ولو خسرتها ستتحطم آمالهم هرعت سريعا إلي غرفتها وقفت أمام خزانتها تتأمل محتوياتها وملابسها في عدم رضا شعرت بإنها تحتاج لشراء ملابس اذا تم قبولها في تلك الوظيفة ذكرت نفسها أن مدخراتها القليلة التي وضعتها جانبا لمصروفات المنزل وعلاج والدتها التي أصابها الشلل الرباعي وأيضا مصروفات شقيقتها التي إلتحقت منذ عامين إلي كلية الطب وجدت أنه لا يجب أن تهدر تلك المدخرات البسيطة علي شراء الملابس لذا أقفلت خزانتها بيأس وإستسلام ثم جلست علي فراشها متخاذلة سمعت في تلك اللحظة طرقات علي باب غرفتها فأذنت بالدخول قائلة .. ادخلي يا ياسمين.
.. أه أه يا أختي لو تعرفي إللي حصلي انهاردة يا دودو.
قالت ياسمين ذلك وهي تنزع معطفها الأحمر الصغير المصنوع من الجلد وتلقيه تعبة علي فراش أختها بينما سألتها داليا بقلق.. إيه حصلك إيه اتكلمي قوليلي في إيه حد عملك حاجة
.. اومال إيه اللي حصل طيب واتأخرتي ليه
قالت داليا بنفاذ صبر بينما فسرت ياسمين.. ما أنا هقولك بس اهدي انتي الاول.
.. طيب هديت .. اتكلمي بقي !
تنهدت ياسمين ثم عادت تقص عليها الأتي .. بعد إنتهاء محاضراتها الجامعية ذهبت برفقة صديقاتها إلي وسط ساحة الحرم الجامعي وما أن خطت برقة أمام تلك السيارة الفارهة التي إستند إليها شاب ذو وجه شرقي جذاب وعينان بنيتان حجبتهما تلك النظارة الشمسية الأنيقة حتي جذبت إنتباهه ليس لجمالها فهي ليست صاخبة أجمل إطلالة بالجامعة ولكن كان تجاهلها سبب إهتمامه بها فنظرةياسمينإليه كانت تختلف عن بقية الفتيات اللواتي ما أن يتجمعن حوله حتي يتملقونه و يمتدحونه من جميع الجهات وكأنه نجم مشهور ..
لم ترد ياسمين علي إطرأه ولا علي إبتسامته الجذابة الدافئة بالمثل بل وجهت إليه نظرة عادية لا بل باردة لأنه يعرف من ملابسها وهيئتها أنها فتاة بسيطة من الطبقة الوسطي و ربما أعتقد إنه قادر علي إستمالتها بسهولة كان يتأملها بتفحص بالغ مع إنها كانت تمثل البساطة بعينيها فيما لو قيست بالفتيات الأخريات عند أخر نظرة وجهتها إليه أبتسم لها رافعا حاجبه بطريقة توحي بإنه لم يلق طوال حياته مقاومة من أي فتاة ولذلك أسرع إلي القول بوقاحة هذة المرة وهو ينظر أسفل قدمها.. ما هو انا معذور بردو يا قمر انتي مستحيل اشوف الجمال ده كله واسكت.
عندها فقط إلتفتت إليه وقالت بحدة وقد إرتفع صوتها بقدر جذب إنتباه الحاضريين والبعديين .. طب خد بالك بقي يا حلو وفتح في نفس الرجل دي تحت الخلخال في جذمة تقوم بالواجب معاك.
إتسعت حدقتاه بذهول فقال.. انتي ! .. الكلام ده ليا
.. عمر !
قالتها فتاة جاءت لتوها ما أن لاحظت ذلك الڼزاع ثم تابعت.. تاني انت مش هتبطل تصرفاتك دي اللي بتجبلك الاهانات كل شوية ايه مش هتتغير ابدا
رمقتها ياسمين بإزدراء .. كانت أنيقة في كل شيء ولكن ملابسها بينما هتف الشاب بإنفعال حازم .. يارا ! اسكتي انتي خالص.
.. لأ.
ثم توجهت بالحديث إلي ياسمين فقالت ببحدةو انتي يا حلوة ياللي فرحانة بصوتك العالي .. خلاص خلصنا كفاية دراما.
ثم أكملت بنظرة إعتلاء ساخرة.. هو اكيد مش مركز في حاجة انهاردة عشان يبصلك ويغازلك انتي ده غير انه دايما بيلازمني انا وبيرمي الباقيين اللي زيك خليكي متاكدة انه مكنش يقصد وخليكي متاكدة بردو اني مش ممكن اسمحله يقصد انا مبحبش حد ياخد مني حاجة.
وقبل أن ترد ياسمين لتلك الشعثاء الصاع صاعين قبض الشاب علي معصمها وقال بصوت أجش .. حاجة ايه يا بت هو انا كيس شيبسي وبعدين قلتلك اخرسي انتي.
وقبل أن يتوجه بحرف أخر لياسمين تجمع رجال الأمن وبعض الشباب من حوله ..حدث شد وجذب بينه وببنهم حتي تطور الأمر بهم فتحولت ساحة الحرم الجامعي إلي ميدان من العراك!
.. يا نهار اسود والولد ده حصله ايه
هتفت داليا پذعر متسائلة بينما جلجلت ضحكة شقيقتها بمرح فقالت.. بيقولوا كان مبتسم وهما بيغسلوه وانا مالي يا ستي بيهم انا سيبتهم يعجنوا في بعض بس بما انه كان لوحده ممكن اقولك انهم سكعوه علقة محترمة يستاهل بني ادم حيوان ههههه.
.. بتهزري حضرتك بتهزري وانتي اساسا اللي غلطانة لابسة خلخال يا ياسمين!
.. وماله يا داليا عادي دي موضة.
.. موضة اولا احنا ناس علي اد حالنا عمرنا ما مشينا علي الموضة اللي بتتكلمي عليها دي لان ظروفنا متسمحش ثانيا حتي لو كانت ظروفنا تسمح فأخلاقنا عمرها ما كانت هتسمح اوكيه تمام انتي جربتي و شفتي النتيجة حصلت خناقة انهاردة في الجامعة بسببك لو كنتي محترمة ماكنش حصل اللي حصل ده يا ياسمين.
هتفت داليا أخر كلماتها بإنفعال حانق فإمتصت ياسمين حنقها عندما قالت بلطف.. طيب يا داليا انا اسفة يا ستي والله انتي عندك حق وانا غلطانة بس احيانا الانسان بيتغلب عليه فضوله و يجرب حاجات مش معتادة.
.. وجربتي ادي نتيجة تجربتك.
.. يووه خلاص بقي يا دودو قلت اسفة.
أجبرتها شقيقتها علي