حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب الجزء الأول..
الإبتسام عندما نظرت إليها بإستكانة و ضعف مصطنع فقالت.. طيب خلاص يلا روحي غيري هدومك وشوفي ماما و اديها الدوا علي ما احضر الغدا.
.. ماشي يا عسل انت بس اه قوليلي صحيح عملتي ايه في موضوع الوظيفة اياها
.. اهو .. عندي بكرة انترفيو ادعيلي بقي.
.. ان شاء الله ربنا هيوفقك يا دودو.
ثم ربتت علي كتفها وغادرت الغرفة فتنهدت داليا بضيق و ألقت بنفسها علي الفراش شعرت برغبة قوية في البكاء منذ ۏفاة والدها وهي تكد وتتعب من أجل إعالة أسرتها الصغيرة وقد أثقل الحمل كاهلها وأتعبها ثم فجأة لم تستطع أن تري شيئا إذ غمرت الدموع عينيها فأغمضتهما بشدة لتتخلص من دموعها لكن الدموع جرت علي خديها سريعة غزيرة وحارة ..
فأجاب شقيقه ببرود و ضجر.. ايه يا عز مالك ما تهدي عليا كده في ايه
.. والله مش عارف في ايه يا استاذ بكلمك بقالي يومين وحضرتك يا إما قافل موبايلك أو مبتردش والهانم اختك فين هي كمان بقي دي تعليماتي اللي قلت عليها تتنفذ في غيابي يعني لما احب اطمن علي سيادتكوا اتصرف ازاي مثلا ما ترد ياخويا ساكت ليه
.. تصدق انك بني ادم عديم الفايدة والمسؤولية ورحمة ابوك لما ارجعلك هظبتك يا عمر.
.. ايه هظبتك دي شايفني اريال وبعد ...
وقبل أن ينبس بحرف أخر أغلق الخط بوجهه وهو يسب ويلعن ويتوعد له فيما كان يبحث عن رقم شقيقته بقائمة الإتصالات حتي وجده ..فأجري الإتصال بها ليأتي صوتها بعد لحظات.. الووو.
أجابته متعلثمة.. أاا ع عع عز عز الدين صصباح الخير يا حبيبي ازيك
.. صباح الخير احنا بقينا العصر يا حبيبتي والله دي بقت حاجة كويسة خالص يا ست عبير اغيب عن البيت كام يوم فتاخدي راحتك اوي كده انتي والبيه التاني ماشي.
.. لما ارجع اكيد هشوفلي حل معاكوا سلام يا هانم ومتنسيش تكملي نومك.
قال كلماته الأخيرة ساخرا وهو يغلق الخط بوجهها ثم إستلقي علي الفراش بثقله واضعا يديه خلف رأسه ثم أغمض عيناه بكسل وإرهاق ليقفظ الماضي كله أمام عينيه ليمر كل ما حدث بحياته في ومضات سريعة بمخيلته هجر أمه ۏفاة أبيه نضوجه المبكر وكل شيء منذ ستة عشر عام عندما رحلت عنهم والدته النجمة السينيمائية كاميليا فهمي وتركت المنزل الزوجي بعدما تعرفت إلي رجلا ذا قيمة في عالم السينيما صانع أفلام فأسلمته نفسها من أجل تحقيق الشهرة ولم تكتفي بل و ذهبت معه ضاربة بمصير أبنائها الثلاث عرض الحائط فكان جزائها هو الطلاق من زوجها والد أبنائها فريد نصار .. كان عز الدين في السادسة عشر عندما إنفصلا والديه وكان له شقيق يصغره بخمس سنوات وشقيقة أخري كانت طفلة وقتما ذهبت أمهم من حياتهم بلا رجعة فيما كانت تسعي إلي الشهرة وإثارة دهشة الرجال متكئة بذلك علي جمالها الأخاذ والذي هو كل ما تملكه ميراثها الوحيد .. ولم يمر وقت طويل أيضا حتي ټوفي فريد نصار فكان نصيب عز الدين بإعتباره الوريث الأكبر أن يظل إلي جانب أشقائه يرعاهم ويستكمل مسيرة والده في العمل مما جعله ينضج أسرع مما يجب وحتي الأن لم يغفر لأمه فعلتها رغم توسلاتها ومراسلاتها المتواصلة بالسماح لها برؤيته وأشقائه لم يغفر لها أبدا بل يمقتها ويرفضها يكن لها كره عظيم وكأنه لم يولد من رحمها بسببها أصبح يمقت إلي جانبها كل أصناف النساء إن كل ذرة من كيانه ترفض العطف علي أي أنثي أصبح مستبد قاس للغاية من جهته يعتقد أن النساء يستخدمن جمالهن لإدارة الرجال حسب أهوائهن كما فعلت أمه فإمرأة جميلة مثلها قادرة علي تحويل رجل جبار إلي صبي بلا إرادة لذا إنعدمت ثقته في النساء ولكن حياته لم تكن خالية من وجودهن فيها طوال هذه السنوات فهو بلغ منذ أشهر إثنان و ثلاثون عاما ولكنه مفرط الذكاء بالطبع أنه يتمتع بصحبتهن كثيرا في بعض الأحيان إلا أنه لا يستسلم لأية إمرأة بل إنه يبتسم لهن بإزدراء بعينيه الذهبتين البراقتين ما أن ينتهي منهن ثم يدير ظهره ويرحل هو لا يحب النساء بل يمتع نفسه بهن عندما يحلو له فهو ذو براعة مشهورة في إصطيادهن ولكنه لا يحترمهن أبدا متذكرا دائما أمه اللعوب والجذابه إلي حد كبير التي تخلت عن زوجها وأبنائها من أجل أغراض وضيعة.
.. ايه يا عز انت كنت نايم ولا ايه هو ده ينفع بردو انت مش عارف ان ورانا طيارة بعد ساعتين
قال ذلك وهو يتمطي بتعب و كأنه كان واقفا هناك منذ مدة طويلة بينما رمقه عز الدين بغيظ ثم قال بحنق.. عارف لو كان حد غيرك خبط عليا بالطريقة دي كنت عملت فيه ايه فزعتني يا بني ادم.
ثم إستدار وعاد إلي الغرفة تتآكله عصبيته ببنما أغلقخالدالباب و تبعه إلي الداخل قائلا.. مالك يا عز الدين عصبي كده ليه في حاجة حصلت
ألقي عز الدين بنفسه فوق الأريكة بتعب ثم تنهد بثقل وهو ينظر إليه قائلا.. تعبان تعبان يا خالد واخواتي تعبني اكتر مش عارف اعمل معاهم ايه
جلس خالد بجانبه ثم سأله بلطف.. مالهم بس مضايقينك في ايه
.. البيه الباشا المحروس.
.. مين ده عمر
.. هو في غيره !
.. ماله طيب
.. الدكتور بتاعه اللي في الجامعة اتصل بيا من