حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب الجزء الثالث..
انت في الصفحة 1 من 13 صفحات
حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب الجزء الثالث..
عندما فرغوا من تناول العشاء بالمطعم كلف سائقه الخاص بتوصليها إلي منزلها دلفت إلي بيتها ليلا في ساعة متأخرة قليلا ومن دون أن تزعج شقيقتها دخلت إلي غرفتها في هدوء نزعت ثوبها في عصبية وإرتدت قميص نومها القطتي ثم أشعلت أضواء غرفتها الخاڤتة كي تستطيع أن تستعيد كل ما جري و تفكر بروية وهدوء تقدمت صوب فراشها وتمددت فوقه تعبة أغمضت عيناها واضعة كفها فوق جبينها بلطف و ڠرقت في إسترخاء حالم و جمع بها الخيال مرة أخري ففكرت أن حياتها تتطلب تغييرات أكيدة فهي لن تعد تسمح لنفسها بعد اليوم بالضعف والهشاشة أكثر أدركت فجأة أن أول خطوة من خطوات تغيرها تحتم عليها ترك عملها مهما كانت درجة حبها ل عز الدين فهو رجل قاس القلب ېجرحها بإستمرار و لكي تحافظ علي بقايا حبها له يجب عليها تركه تماما والإحتفاظ بذكري طيبة له ولكن أي ذكري طيبة للأسف كل ذكرياتها معه مريرة أليمة إن في العجلة الندامة حدثتها نفسها في تلك اللحظة بألا تترك عملها لئلا تغدو يوما نادمة علي قرارها المتخذ بلحظة ڠضب وإنفعال إذن إنها تحتاج لأجازة علي الأقل أجازة تبعدها عن عملها والأشخاص الذين تعرفهم أجازة تنقذها من محيطها الذي يذكرها بقصة حبها المحطمة أجازة تتح لها فرصة إتخاذ قرار ناضج .. ولكن أين تذهب وتزاحمت في ذهنها عشرات الأمكنة قررت الذهاب إلي منزل عائلة والدها الذي يقع بإحدي القري الريفية ياله من مكان صافي وهادئ حتما أن تلك الأجواء سوف تساعدها كثيرا علي إستعادة نشاطها ورباطة جأشها وسوف تجد هناك فرص عديدة كي تروض نفسها علي القوة والصلابة وربما إستطاعت تبين رغباتها وأمانيها الحقيقية في تلك الأرض الخضراء الرائعة من دون طرق إنفتح باب غرفتها فجأة لتدخل شقيقتها التي أسرعت إليها و قد علت وجهها علامات القلق و الوجوم فبادرتها داليا متسائلة.. ياسمين .. انتي ايه اللي مصحيكي لحد دلوقتي في حاجة
.. مصېبة يا داليا.
شهقت داليا بهلع ثم قالت تحثها علي الحديث.. مصېبة ايه اتكلمي ايه اللي حصل
.. صاحب العمارة اتكلم بعدما نزلتي علطول.
.. كان عايز ايه يعني
.. نعم ! ده ازاي ده وليه هو مش بياخد الايجار في الميعاد
.. ما انا قلتله كده.
.. وقالك ايه
.. قالي ان احنا بقالنا سنين بندفع الايجار هو هو وان في ناس جاهزة تشتري الشقة بملغ كويس.
.. ايه الراجل ده بس لأ مش ممكن اسمحله يخرجنا من بيتنا يعني هنروح فين
.. انا هتكلم معاه.
.. متحاوليش ده مصمم ورافض اي كلام وقالي يا نشتريها احنا يا نخليها قبل الاسبوع الجاي.
هزت داليا رأسها بإعتراض وقد شحب لونها لتلك الفكرة لا لا يمكن أن تترك منزلها الذي شهد ولادتها وطفولتها وصباها ومطلع شبابها والذي به أيضا كافة ذكرياتها عن والديها ولكن ماذا عساها أن تفعل من أين تدبر المبلغ المطلوب من اين !!
منحته أمه إبتسامة ناعمة فيما سألها بإهتمام بعدما لاحظ توترها الخفي..ايه يا كوكو مالك في حاجة و لا ايه
نظرت إليه في تردد ثم قالت..بصراحة اه يا حبيبي في حاجة حصلت عايزة اقولك عليها لأ لازم اقولك عليها بما انك هتيجي تعيش معايا في البيت.
..طيب اتكلمي يا كوكو انا سامعك !
أخذت نفسا عميق ثم صمتت لثوان وقالت..انا اتجوزت.
إتسعت عيناه في حدة و ذهول ثم سألها..انتي ايه
..انا اتجوزت يا عمر!
قال بتهكم ثم تابع پغضب..انتي قولتيلي انك مش هتعملي كده تاني.
..يا حبيبي انت فمهتني غلط انا كان قصدي اني هختار الراجل الكويس لو حبيت اتجوز بعد كده.
هز رأسه غير مصدق في حين تسارعت أنفاسه بقوة ثم صاح بها..مش علي اساس لما كلمتيني من 4 سنين عشان اقف جنبك واخلصك من طليقك اللي فات قولتيلي اني بقيت انا راجلك المسؤول عنك وانك كنتي بتتجوزي بس عشان تحسي ان في حد موجود معاكي وواقف جنبك وان خلاص طالما انا بقيت معاكي مش هتتجوزي تاني مش انتي قولتي كده
لفظ أخر كلماته بإنفعال غاضب فإنتفضت قائلة..يا عمر افهمني .. انت مش هتفضل معايا العمر كله مسيرك تتجوز ويبقي عندك اولاد وهتنشغل عني و ...
.. بس !
قاطعها بقوة ثم تابع..كفاية كلام فارغ . انتي عايزة تتجوزي قوليها و بلاش تزوقي الكلام.
..ايوه عايزة اتجوز.
قالت موافقة ثم أضافت..انا ماكبرتش اوي يا عمر .. انا لسا صغيرة و من حقي اني اتجوز.
بكلامها الإستفزازي أثارت فيه مكامن الڠضب و الثورة لذلك كانتا عيناه تقدحان شررا و شفتيه ترتجفان ڠضبا فقال في أسي نادما..ده انا وقفت قصاد اخويا عشانك .. انا فضلتك عليه و هو اللي رباني .. لأ و كمان انا هنا في المستشفي دي بسببك بردو !!
عضت علي شفتها بقوة و هي تمد يدها لتربت علي كتفه فأبعد يدها عنه بقسۏة و حزم ثم صاح بها في عڼف..امشيي امشي يلا مش عايز اشوفك مش عايز اشوفك تاني عز الدين كان صح ايوه هو كان صح انتي مكنتيش وفية لأبويا وخنتيه وغلطتي اني سامحتك وصدقتك علي امل انك خلاص اتغيرتي لكن انتي ست ...
صمت فجأة وهو يرمقها في مرارة إذ عجز لسانه أن يسب أمه فصړخ بوجهها قائلا..امشي .. بقولك امشي مش عايز اشوفك تاني.
تجمعت بعيناها الدموع ثم ضغطت علي شفتيها بوهن قائلة..ماشي يا عمر حاضر انا همشي همشي يابني ومش هتشوفني تاني.
ثم ألقت عليه أخر نظرة وغادرت مسرعة بينما جلس شاردا قلبه مفعم أسي وندما!
كانت تجلس شاردة خلف مكتبها تارة تفكر بأقاويل العاملين التي زادت عليها خاصة بهذا اليوم وتارة تفكر بكيفية الإحتفاظ بمنزلها ...صباح الخير يا داليا.
قطع حبل أفكارها ذلك الصوت فرفعت رأسها ونظرت نحو المصدر لتجد عماد واقفا بثبات أمامها فحيته بدورها قائلة..صباح النور يا عماد .. ازيك
..الحمدلله تمام .. انتي ايه اخبارك انطويتي علي نفسك فحأة يعني !!
إصطنعت داليا إبتسامة لم تصل إلي عينيها ثم قالت..مش حكاية انطواء و الله يا عماد .. انا بس في موضوع شاغلني اوي ويعني بحاول ادورله علي حل.
ثم صاخت متسائلة..صحيح يا عماد هما الناس اللي هنا مالهم انهاردة
تجهم وجهه فجأة ثم قال..مالهم ازاي يعني يا داليا
هزت كتفيها قائلة..مش عارفة حاسة ان في حاجة مش طبيعة خصوصا نظرات الكل هنا