السبت 28 ديسمبر 2024

حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب الجزء الثالث..

انت في الصفحة 2 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز

.. و بالذات ليا انا !!
ضغط عماد علي شفتيه بأسف فقطبتدالياحاجبيها قائلة..عماد .. في ايه
..مافيش حاجة يا داليا.
أجابها بإبتسامة متوترة فلم تصدقه وعادت تسأله ..عماد ! .. في ايه بجد اتكلم من فضلك 
..مافيش حاجة يا داليا ما انتي عارفة طبيعة الناس بيحبوا يتكلموا في الفاضية والمليانة.
..بردو مش فاهمة حاجة .. في ايه يا عماد
لم يجد مفر من الحديث فتنهد قائلا..انتي مش كنتي مع مستر عز الدين امبارح بتتعشوا مع بعض برا
..اه.
أجابته في دهشة ثم سألته..عرفت منين
..رانيا عزيز فاكراها دي اللي كنت حكيتلك عليها قبل كده شافتكوا مع بعض ولو تفتكري بردو اني قلتلك انها اكبر رغاية في الدنيا وان الخبر مش بيبات في بؤها ليلة وخصوصا ان الخبر ده يخص عز الدين نصار حبيب صحبتها جومانة السابق واللي برغم كل اللي بيعمله فيها لسا بتحبه پجنون ومراهنة عليه حتي بعد ما قطع علاقته بيها.
أومأت داليا رأسها عابسة بينما تابع عماد ..عشان كده نشرت الخبر علطول لكن ولا يهمك يعني الموضوع هياخدله يومين وهينتهي خالص.
ثم أضاف في تردد..بس ايا كانت طبيعة العلاقة اللي بينك وبين مستر عز الدين حاولي تخلي التفاصيل سرية عشان الكلام مايكترش زيادة.
إحتقن وجهها ڠضبا جراء كلماته فصاحت قائلة..علاقة ! علاقة ايه يا عماد انت كمان هتقولي علاقة !
ثم تابعت بحدة..انا مافيش اي حاجة بيني وبينه ومش عشان هو ساعدني يوم ما امي اټوفت من باب الانسانية يبقي بيحبني وانت عارف ان ده مستحيل اساسا وبردو مش عشان خرجت معاه في مشوار شغل يبقي بمۏت فيه مثلا انا مش النوع ده.
ثم صمتت لثوان و تابعت في ضيق..حتي انت كمان يا عماد !!
بينما أسرع يقول في لطف..داليا .. انا ماقصدش حاجة و الله انا بس كنت بحاول انبهك بأي طريقة عشان تقدري تبعدي عنك كلام الناس مش اكتر .. انتي عارفاني و عارفة اني ماقصدش اضايقك ابدا مش كده 
تنهدت بثقل ولم تجب فرمقها بأسف قائلا..عموما بردو انا اسف يا ستي لو كنت ضايقتك بدون قصد .. عن اذنك.
ثم انسحب في هدوء و تركها مع حنقها و عصبيتها يستبدا بها ولكنها ما لبثت أن طردت تلك السخافات من رأسها وراحت تفكر بطريقة ما للحصول علي مزيد من المال لجمع القيمة المطلوبة لتغطية تكاليف شراء منزلها أدركت أن لا أمل لها بتغطية المبلغ المطلوب في غضون أسبوع واحد فقط ! ثم فجأة قفزت برأسها فكرة و لكنها ترددت قليلا لكن ليس هناك ثمة حل أخر هبت واقفة وأخذت نفسا عميقا ثم ذهبت إلي مكتبه مسرعة قبل أن تغير رأيها 
طرقت الباب ثلاث مرات ثم أدارت المقبض ودخلت كان المكتب فارغا فأعتلي الحزن والضيق وجهها  ولكن فجأة ظهر عز الدين حيث رأته يخرج من الحمام الملحق بالمكتب لامع البشرة شعره مبللا يقطر منه الماء وكذلك صدره الصلب الذي ظعر خلف قميصه الأسود المفتوح غضت داليا بصرها في سرعة بينما تجمد عز الدين بمكانه للحظة دون كلام ثم أخيرا تقدم صوب مكتبه قائلا و نظره معلق عليها..اهلا يا داليا.
كان يحدجها بإبتسامة بسيطة فيما إلتقط ساعة يده من فوق مكتبه و شرع بلبسها..حضرتك .. انا خبطت قبل ما ادخل يافندم.
قالت ذلك كي تكسر طبقة التوتر التي خيمت عليها بينما همهم بهدوء و هو يزرر قميصه بسرعة ثم نظر إليها وقال بعد تنهيدة قصيرة..مش مشكلة المهم انك ډخلتي هاه كنتي عايزة ايه بقي
ترددت كثيرا قبل أن تتفوه بأي حرف فرفع حاجبيه مستفسرا بينما تنهدت و بدأت تتكلم ببطء شديد و هي تتعثر بالكلام لقد رتبت الكلمات و أعادتها في فكرها عدة مرات..كنت .. كنت .. كنت عايزة اقول لحضرتك ...
ثم صمتت فجأة إذ وجدت صعوبة في طلب أي إعالة مادية منه بينما هز رأسه يحثها علي الإسترسال في حديثها فسحبت نفسا عميقا و كادت تتكلم لولا أنه قاطعها قائلا..استني خليني اخمن عايزة تقوليلي ايه .. عايزة تقولي حاجة بخصوص الليلة اللي فاتت مش كده 
هزت رأسها و كادت تتكلم فقاطعها مجددا..بصراحة كنت فاكرك مش هتيجي بس جيتي.
كانت لهجته لاذعة ساخرة كما إعتادت منه فيما تقدم صوبها ببطء حتي وقف أمامها مباشرة فتمكنت من إستنشاق رائحة عطره المركزة الرائعة والتي أشعرتها بدوار خفيف بينما تحولت عيناه الذهبيتان فوق صفحة وجهها قبل أن تتوقفا عند فمها المكتنز الناعم لم تخطيء داليا فهم اللهيب الذي حل محل السخرية في نظراته المشكلة هي أن إضطرابا غير مرغوب به بدأ يسري في كيانها إذ أخذت نبضات قلبها تتسارع جراء نظراته وقربه منها ولكنها غالبت مشاعرها بقوة حيث رفعت ذقنها قائلة..انا عايزة اتكلم مع حضرتك في موضوع مهم جدا بالنسبة لي.
توتر فمه فجأة وكأنه قد عاد للواقع فعادت السخرية تكتسح الرغبة في أعماق عينيه ثم قال..طبعا طبعا .. هنتكلم يا داليا زي ما قلتلك انا ماكنتش متوقع انك تيجي انهاردة بس علي الاقل كنت متاكد انك هترجعي عموما يا ستي امرك هنتكلم في اللي انتي عابزاه بس مش هنا.
رفعت حاجبها متسائلة..اومال فين يافندم 
نظر في ساعة يده ثم أجابها..ساعتين بظبط و هاخدك و نروح مكان هادي خالص مافيهوش حد غيرنا .. هناك بقي تقدري تقولي كل اللي نفسك فيه.
رمقته في صدمة ثم صاحت قائلة..مكان ايه ده حضرتك لأ طبعا مش هروح معاك لأي مكان !!
تنهد بنفاذ صبر وهو يرمقها بتلك النظرة الهازئة الساخرة ثم قال..اومال انتي رجعتي ليه بعد اللي حصل امبارح عايزة ايه
إتسعت عيناها پصدمة أكثر فأومأت رأسها قائلة..صح .. صح انت عندك حق انا فلطانة فعلا اني رجعت.
وهمت بالرحيل فقبض علي معصمها قائلا..استني .. كنتي عايزة تقوليلي حاجة 
حاولت سحب يدها بقوة لكن قبضته كانت محكمة فوق ذراعها فقالت..في الحقيقة اه .. كنت هنسي اقولك اني مستقيلة.
.. مستقيلة !
هتف بحدة ثم تابع..ايه مستقيلة دي هو لعب عيال 
جاهدت كي تمنع دموعها من التساقط فصړخت قائلة..انا حرة حضرتك وبعدين مش ده اللي انت عايزه انا همشي خلاص ومش راجعة تاني.
فأدارها إليه لتصبح في مواجهته ثم أخذ يحدق بوجهها الغاضب المتورد لبرهة و كأنه يفكر في شيئا ما ثم سألها في هدوء..تتجوزيني .... !!
إنعقد لسانها خوفا و دهشة فترنحت قائلة..هيغم عليا تاني يافندم.
أمسك رأسها بقوة و أحناها إلي الأمام قائلا..مش هيغم عليكي اتنفسي .. اتنفسي و اعصابك هتدا بسرعة.
ومن الغريب أن لمسة يده إستطاعت أن تعيد إليها هدوءها و بعد لحظات قال..اللي قولته مش عرض عاطفي يا داليا خليكي فاهمة ده كويس ده بس مجرد اتفاق قصير المدي زي ما بيقولوا واوعدك انه مش هيكون اتفاق وحش ابدا.
كانت لا تزال غير مستوعبة ما سمعته بأذنيها لذلك لم تنتبه لعبارته السابقة فقالت لاهثة..ارجوك .. استني عليا شوية يافندم.
..انا في الانتظار.
قال بهدوء بينما إنتظرت داليا حتي زال وقع المفاجأة عنها ثم نظرت إليه و قالت بأنفاس متقطعة..حضرتك قلت ايه بقي 
..قلت تتجوزيني 
إبتلعت

انت في الصفحة 2 من 13 صفحات