زهرة في مهب الريح الجزء الأول بقلم اسماء إيهاب
انت في الصفحة 1 من 20 صفحات
الفصل الاول والثاني
مقدمة
صوت اقدام ترتطم ب تلك الأرض الزراعية المشققة اثر جفافها و يبس جوفها دليلا على انها لم تعد صالحة للزراعة الظلام الدامس يحيط بالمكان اكمل صوت صرصور الحقل يصدح بالارجاء الهادئة بهذا الليل لتظهر سيدة في مقتبل العمر تبدو شابة يافعة و تحمل طفل صغير علي يدها ملتف بغطاء سميك يظهر علي وجهها الإرهاق الشديد و تتعرق بشدة أسرعت قدمها قد المستطاع و هي تركض و تنظر إلي الخلف كل ثانية و الآخري احتضنت تلك قطعة اللحم الصغيرة الي أحضانها و هي تشعر بارتجاف جسدها بانتفاضة شديدة وضعت يدها أسفل معدتها و هي تتأوة پألم يحتاج معدتها و ېمزق جسدها من الألم تمزيقا لتبدأ دموعها بالهبوط الي وجنتيها و هي تحاول أن تتحامل علي نفسها حتي لا تتوقف و يمسك بها احد و تعود من حيث هربت ضغطت علي شفتيها بقوة و هي تري بصيص النور المنبعث من الطريق العام التي شارفت علي أن تصل إليه لتنظر الي طفلتها و هي تتحدث بارتجافة و صوت جاهدت أن يظهر هانت يا حبيبتي هانت و هنمشي من هنا
أمام أحدي القصور الهائلة المؤسسة لأحد اكبر عائلات الصعيد عائلة القناوي يقف ذلك الرجل ذو الطول الفارع و ضخم الچثة و علي ملامحه الرجولية ڠضب چحيمي و أمامه جموع من الغفر الذي يهدر بهم صارخا بلكنته الصعيدية بصوت عالي حاد ترتعد له القلوب كيف يعني ملجينهاش امال عتعملوا إهناه أية
ليلتفت إليه ايوب و قد تحولت ملامحه الي الحزن الشديد و القهر المنبعث من قلبه كيف بس يا حمدان كيف عتخرج و هي لساتها نفسة و وين دلوج
ليقف مرة أخرى ليرتدي عباءته الخارجية و يركض الي الخارج ممسك بعصا غليظة تظل معه لا تفارقه أبدا خرج من القصر ليستمع الي صوت يأتي من خلفه و هو صوت يعرفه جيدا صوت ولد شقيقه السيد الصغير مهران القناوي صاحب الخامسة عشر عاما الټفت إليه ايوب ليجده يركض إليه و هو يقول عاچي إمعاك يا عمي
ربت ايوب علي كتف الصغير الذي يعشقه و يعتبره ابنه و هذا الشعور متبادل ف مهران هو الآخر يعشق عمه و لا يفارقه أبدا ابتسم ايوب ببهوت و هتف بنبرة حزينة للغاية معينفعش النهاردة يا مهران
ليسير مهران امام عمه بعناد و هو يقول بإصرار و جمود و هو يعيد جملته عاچي إمعاك يا عمي
تنهد ايوب بهدوء و هو يسير يبحث عن زوجته لتعود الي أحضانه ليعلم لما تفارقه ليعلم ماذا حدث و أن لم يكن هناك سبب يقتنع هو به لتلتقي ب ذلك الثور بداخله ليعلمها ما جزاء العبث مع صعيدي
تجلس و هي تهتز مع اصطدام عجلات القطار ب قضبان السكة الحديدية و كانت هناك سيدة أخري تجلس بجوارها و عينها لم تنزاح عنها أو عن طفلتها حتي لاحظت خديجة ذلك ل تخبي الطفلة بين حنايا صدرها بحنان تلاعب الفضول بعين تلك المرأة لتستدير الي خديجة و هي تسأل بفضول الا انتي راحة فين يا شابة
ابتلعت خديجة ريقها بتوتر خشي أن تكون قد تعرفت عليها تلك السيدة فهي معروفة بالبلدة فهي زوجة الكبير لتتحدث بخفوت و تعب شديد يظهر علي تقاسيم وجهها و تنطق بتقطع و انفاس لاهثة راحة القاهرة لأهلي يا حاجة لية في حاجة
هزت السيدة رأسها بنفي و هي تقول بهدوء لا يا حبيبتي و لا حاجة انا بسأل بس عشان شكلك تعبانة اوي
هزت خديجة رأسها دون رد و هي تعود برأسها الي الخلف و قد شعرت بثقل تنفسها يزيد و جسدها يرتعد بشكل أصبح ملحوظ للعيان غربت عينها ببطئ و هي تشعر بتعب شديد لكنها لا تريد الاستسلام له ف صغيرتها تحتاج إليها الآن .. لكن بعد مرور بعد الوقت بدأت تشعر و كأن أحد يقتلع روحها من بين ثنايا جسدها شعرت حتي انها لا تقدر
علي