زهرة في مهب الريح الجزء الأول بقلم اسماء إيهاب
حمل الصغيرة لتلتفت ببطئ إلي تلك السيدة و تضع الصغيرة بين ذراعيها لتتلقاها السيدة برحاب صدر و تلتفت لتنظر إليها لتجد شفتيها زرقاء مرتجفة جسدها خاوي مرتمية علي المقعد شاحبة كالمۏتي صړخت السيدة بالركابين و هي تقول بعويل الحقوني يا ناس الست بټموت
تجمع الجميع حولها في هرج و مرج و الجميع ينظر إلي تلك التي شارفت علي المۏت لېصرخ صوت أنثوي من خلفهم بأن يبتعدوا لتمر من بينهم لتصل إلى خديجة تفحصها جيدا لتصيح بعد ذلك قائلة دي حمي نفاس الست بټموت
صدر صوت من حلقها دليل علي مفارقة روحها الي خالقها و هي تحرك شفتيها بالشهادة غير قادرة علي شئ غير ذلك ليسقط رأسها الي الجهه اليمنى و تصعد روحها الي الحي الذي لا ېموت بيده كل شئ تاركة ابنتها الصغيرة ضائعة بالشارع بين أيدي الغرباء لتغطي تلك الشابة وجه خديجة ب قطعة قماش كانت ملتفة علي معصمها لتقف و هي تهتف باسي لا حول و لا قوه الا بالله العلي العظيم ان لله و ان اليه راجعون
يركض هنا و هناك متخبطا عينه تدور بالمكان بهستيرية جنون عاشق لا يريد شئ سوا معشوقته اختناق حاد بصدره يجتاح ما بين ضلوعه تنفس بصوت مسموع و هو لم يجدها بأي مكان زمجر بصړاخ غاضب يخرج من جوف ظلمته التي أحيتها برحيلها ليجد ابن أخيه يقف بجواره يربت علي يده لا يعلم ماذا يفعل ليجعل من عمه يهدئ و لو قليلا و لكنه يدرك أنه يتألم بشدة رفع ايوب رأسه الي السماء ليناجي ربه و قد شعر بنغزة بقلبه شديدة و روحه تنسحب منه رويدا رويدا لم يعرف لما يشعر و كأن قلبه قد انخلع من مكانه اغمض عينه و هو يهز رأسه لكي يهدئ لينظر الي مهران و هو يحاوط كتفه يستند عليه ف قدمه لم تعد تحمله و عكازه لم يعد يكفي ليسير ببطئ و مهران يحاول مساندته قدر المستطاع ليعود الي المنزل ليتحدث مهران بحزن شديد عتلقيهم يا عمي أن شاء الله
هز مهران رأسه بايجاب و هو يهتف بهدوء ل عمه هدله أمعاك يا عمي مههملكش واصل
نزلت تلك السيدة الحاملة للصغيرة مع بعض الناس و منهم شخص يحمل السيدة خديجة رحمها الله متوجهين الي قسم الشرطة لكي يعرف من اي بلد و من اي عائلة و تستلمها عائلتها نظرت تلك السيدة باعين حذرة حولها لتجد الجميع منشغل في الحزن العميق علي تلك الشابة الصغيرة التي فارقت الحياة و هي مازالت شابة ب ريعان شبابها لتنظر الي الطفلة بابتسامة خبيثة و تتلاشي وسط الزحام لتختفي من بينهم و هم لا يشعرون تأخذ الطفلة معها الي حيث وكرها و الذي لم يكن بالهين الوصول إليه طرقت الباب مرة منفردة ثم مرتين متتاليتين لتفتح نافذة صغيرة بذلك الباب الحديدي و يظهر وجه رجل مخيف للغاية لينظر إلي تلك الطارقة و من ثم يغلق النافذة الصغيرة بقوة بوجهها و يفتح الباب لتدلف هي بسرعة ليغلق الباب و تسمع هي صوت القفل الكبير ترتعد أوصالها ذلك المكان أيضا مخيف جدا مظلم قديم جميع الحوائط مشققة قديمة لا يوجد به سوا اريكة قديمة و مقعد هو افضل شئ موجود بالمكان مقعد عالي الظهر زاهي الالوان باللون الذهبي و كأنه مقعد ل ملك التفتت إليه و هي تقول له و ابتسامة مرتجفة تزين ثغرها و تتحدث بنبرة مهتزة أراد جديد يا معلم حامد بنت امها لسة مېتة من شوية في القطر و محدش سأل عن البت
ابتلعت هي ريقها پخوف و هي تحاول أن تقترب منه بحذر شديد هو في عيال تانية جت النهاردة
و بخطوات مرتجفة ذهبت من امامه لتضع الصغيرة علي احد الارائك المهرئة لتقترب منه و هي تنظر إليه تتفحص ملامحه بجراءة تحاول قدر المستطاع أن لا تظهر خۏفها منه لتميل الي الامام تكاد أن تلتصق به و هي تقول بدلال ما انت عارف يا معلم اني معملش حاجة غير لما ابقي متأكدة انها مفيدة ليك
ابتلعت ريقها و هي تجاهد أن تخرج كلماتها الصحيحة حتي لا يغضب و تلقي حتفها الآن لتتحدث بحذر و تحفظ ما هي دي يا معلم اللي تصعب علي الناس احنا نديها لاي حد من اللي بيسرح البت دي هتجيب فلوس ياااما و لو عملنا أن البت اللي شيلاها امها و تعبانة دي هتلم فلوس كتير اوي
مر عليه اسبوع كالچحيم و بها علم ب ۏفاة زوجته روحه ممزقة جرحه لا يلتئم أبدا قلبه ېنزف دما كل ما يحيط به رماد لا يشعر بأي حياة و لا يريد أن يشعر بأي حياة و هي أسفل التراب بعيدة عن أحضانه تزكر حين وصل إلي منزل أهلها كم توسل لهم إن كانت مختبئة لتظهر و لن يفعل بها شئ و لن يجبرها علي شئ فقط يعلم طريقها و بعد يومين يأتيه خبر مۏتها ب حمي النفاس و فقدانها و فقدان صغيرته طفلته الذي علم بأنها ضاعت بين الاقدام تألم لا بل أصبح حطام رجل كسر قلب الصعيدي الذي كان من فولاذ يقبع بغرفته منذ ذلك الحين لا يسمح لأحد بأن يدلف الي غرفته غير مهران ابن أخيه يجلس علي الفراش ممسك باحدي ثيابها يستنشقها بين الحين و الآخر عينه حمراء اثر كبحه لدموعه التي تأبى السقوط وضع ملابسها علي وجهه يستنشقها بعمق شديد و هو يهمس اتوحشتك جوي يا خديجة اتوحشتك جوي يا نضري
طرق الباب ف لم يبالي الجميع يعلم أنه لن يفتح لأحد ليطرق الباب مرة أخري و من ثم يفتح و يطل مهران برأسه يتطلع
الي عمه