زهرة في مهب الريح الجزء الأول بقلم اسماء إيهاب
صوته ينطق باسمها بصوت اجش خشن لتقول بخفوت أن شاء الله تسلم يا مصطفي
صوت تنحنح خشن يأتي من خلفهم اغمض مهران عينه بعصبية شديدة أنه يعلم ذلك الصوت ما هو إلا حمدان و بالفعل جلس حمدان أمامه مباشرة و هذا ما اغاظ مهران بشدة افترست عينه ملامح حمدان و هو يجلس ببرود و يتحدث بالتحية للجميع ليرفع كوب الشاي علي فمه يتجرع منه عدة رشفات و من ثم ينتفض واقفا و هو يقول اني ماشي بجي يا عمي
تجاهله مهران تماما و هو ينظر إلي شقيقته قائلا بهدوء اني مستعچل يا شمش رايدة حاچة يا خيتي
ابتسمت شمس بحنان و هو تذهب لتقف امامه تربت علي كتفه و هي تقول يچعلك بكل خطوة سلامة يا نضري
قبل جبهتها بحب ليخرج متوجها إلي القاهرة و هي تقف علي باب القصر لتودعه حتي ذهب من أمامها تطلعت الي الأجواء حولها منذ مدة طويلة و هي لم تخرج أبدا متلزمة المنزل بجوار والدتها حتي لا تحتاج اي شئ من أحد آخر غيرها و الا شعرت هي بتأنيب الضمير لكن بالفعل الاجواء بالخارج رائعة تريد فقط استنشاق بعض الهواء زجرت نفسها پعنف علي تفكيرها بالخروج و ترك والدتها وحيدة تأففت بضيق من نفسها لتسمع صوته يصدح خلفها پغضب شمش
تقدم اليها بخطوات غاضبة و هو يحمل طرف جلبابه ليرفع يده ليغلق الباب خلفها پعنف و هو يلقيها بنظرات حاړقة تأملت هي هيئته الجديدة عليها و لكنه لازال وسيم فهو يمتلك بشړة برونزية مميزة عين سوداء و لكنها محاطه بسواد من صنع الرحمان عينه كحيلة جذابة اطول من شقيقها بقليل و يمتلك جسد بنفس مواصفات شقيقها لا يظهر علي ملامحه ما تخبئه الشعرات البيضاء من سنوات شاربه و لحيته الطويلة بعض الشئ نظرته دائما كانت حنونة لها لكن الآن و كأنها جمرتين من لهب ليتحدث بحدة و صوت ذو بحة مخټنقة لساتك واجفة أهنأ لية مش مهران مشي
نظر إليها بغيظ اجابتها مختصرة و بلا مبالاه ليتنهد بضيق و هو يهدر قائلا پغضب و الغفر اللي برا دول انتي مهتستريحيش الا لما تچلطيني
امتعض وجهها بالحزن ماذا فعلت لينفعل عليها كل هذا لم تفعل شئ أبدا فقط تطلعت الي الخارج قليلا لقد ضجرت من الداخل و الأجواء المشحونة دائما بين والدها و مهران شقيقها نظرت إلي الأسفل بحزن و هي تهمس و اني عملت أية بس يا مصطفي
زمت شفتيها بضيق و هي تهمس بهدوء سمعاك يا مصطفي
كادت أن تذهب من امامه ما أن مرت بجواره حتي أغلقت عينه و دقت قلبها تسارعت و كأنها علي وشك الإصابة بنوبة قلبية مفاجئة من أثر همسته معيزش حد ينضرك واصل
كست الحمرة وجنتيها بشدة و التهب جسدها بحرارة شديدة تشعل جوارحها و ثقل تنفسها رفع عينه إليها يتأملها قليلا و من ثم رفع يده إلي خصلات شعره البيضاء و هو يقول بنبرة يكسوها الحزن الشديد ده اللي منعني عنك
_ دلفت الي غرفة والدتها كالاعصار أغلقت الباب لتقف خلفه و تضع يدها علي قلبها تحاول أن تتنفس بانتظام و هي تجد معالم القلق علي وجه والدتها لتذهب و تتسطح بجوارها ټحتضنها بشدة و هي تقول بحزن جالي أنه عيحبني ياما و حديته معناه أنه شايف أنه كبير عليا
رفعت رأسها الي والدتها و قد التمعت الدموع بعينها و هي تقول مين جاله بس اني فارج فارق معايا شعره لبيض دا ياما
لتضمها إلي أكثر و هي ټدفن نفسها بصدر والدتها و هي تبكي پعنف و هي تهمس بجلمة واحدة رايده هو ياما
في منزل قديم متهالك في أحدي المناطق الشعبية فتحت تلك المسكينة المتكورة علي الارض عينها البنية كالشكولاته الساخنة تتنهد بارهاق و هو واضح علي وجهها لتجلس و هي تمرر يدها على وجهها لتستفيق تلك الفتاه صاحبة البشرة الحنطية و وجه مستدير عين بنية زو اهداب كثيفة انف معتدل شفاه غليظة غمازتين محفورة بوجنتها حين تتحدث أو تضحك تدعي زهرة أمسكت بقطعة قماش من القطن كانت بجوارها علي الارض لتضعه علي رأسها تغطي شعرها المجعد لتقف و تبحث بعنيها عن شريكتها بالمنزل و لم تجدها ليمتعض وجهها باشمئزاز و هي تعلم اين ذهبت و ربما منذ البارحة لم تعد الي المنزل أمسكت بزجاجة من الفخار لتذهب الي الحوض و تغتسل بما موجود من ماء بهذه الزجاجة لعدم توفير حتي الماء بهذه المنزل مسحت يدها بملابسها الرثة التي كانت معظمها ممزق و الآخر متأكل سمعت صوت معدتها التي تصدر صوت قوي تنذرها انها بحاجة إلي الطعام الآن ابتسمت بسخرية و هي تقول بصوت عالي و اجبلك منين دلوقتي مفيش و لو لقمة عيش في البيت
تقدمت من زاوية تلك الغرفة المسماه بالشقة و التي هي مجبرة علي دفع ايجارها باهظ الثمن بالنسبة لها لتجد اي حجر لتختبئ به من ظلام الطرقات و برودة الشوارع لتحمل صندوق ل مسح الاحذية و تفتح باب الشقة و هي تقول يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم انت اللي القوي يارب
مرت ساعات و هي تجلس بين الحين و الآخر بأماكن مختلفة و اكثرها أمام المقاهي و هي تدلل علي مهنتها و هي تصد كل كلمة تلقي لها أو عليها بشراسة نظر صاحب القهوة الي من تلقي السباب بقهوته و تتحدث بقوة مع زبائنه هو لن يخسر زبون واحد من اجل تلك الفتاه ليسير الي العامل بالقهوة ليذهب إليه الآخر و هو يقول بطاعة اؤامرك يا معلمي
سحب الرجل أنفاسه من دخان الفحم بالشيشة و هو يقول بحدة مشي يالا البت دي من هنا جاية تسترزق و لا تجر شكل دي
هز الآخر رأسه بطاعة و هو يقول سريعا حاضر يا معلمي هوا
ذهب
ذلك الشاب يقف أمام زهرة لينظر إليها