حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب الجزء الرابع..
بس بس امبارح.
قاطعها بصوته العميق قائلا.. كان ممكن اقعد يا داليا لو كنا بدأنا شهر العسل.
ثم هز كتفيه وأضاف.. بس للأسف لسا مبدأناش وانا بقول خلي الاجازات للوقت ده احسن.
أطرقت برأسها بينما تنهد بعمق ثم قال.. انهاردة هلبس علي ذوقك حضريلي هدوم بقي.
ثم ألقي عليها أخر نظرة وتوجه إلي الحمام فيما إبتسمت بخفة وإتجهت صوب الخزانة الكبيرة راحت تتفقد ملابسه الثمينة غالية الثمن جميع الملابس فريدة وأيا منها سوف يناسبه ولكنها إستقرت علي بذلة رمادية داكنة تناسب نفسه وتقلبات مزاجه وعندما سحبت البذلة من موضعها سقطت منها ورقة بيضاء مطوية إنحنت داليا وإلتقطتها لوهلة ترددت وإمتنعت بشدة عن التطلع إليها لكنها لمحت فجأة أسم الحي الذي كانت تقطن به فلا شعوريا فتحت الورقة فإذا بها وثيقة بيع منزلها إتسعت عيناها في ذهول بالغ وهي تحدق بالورقة الكامنة بيدها تداهمت الأفكار بعقلها وأخذت تتساءل هل فعل ذلك حقا هل حقا هو من تسبب بتجريدها من بيتها عنوة هل فعل ذلك كي يجبرها علي الزاوج منه لا مستحيل قالت لنفسها ثم راحت تحدق بالورقة جيدا فرأت التاريخ لقد تم البيع منذ ثلاثة أسابيع أي حتي من قبل علمها بخبر الإخلاء! هذا يعني أنه هو من فعل كل ذلك كل شيء تم كان بتخطيط مسبق منه.
ثم تابعت بنظرة ثاقبة وبلهجة هادئة.. وڠصب عني لمحت اسم الشارع اللي فيه بيتي!
تجهم وجهه قليلا ولكن ملامحه بقت جامدة فأجابها بصوته العميق.. انا مش قلتلك اني هشتري بيتك وهكتبه باسمك اشتريته فعلا يوم ما كتبنا الكتاب بس لسا مسجلتوش باسمك.
ذات ليلة كانت جالسة بإسترخاء علي تلك الأريكة التي توسطت الغرفة الفسيحة تطالع كتاب تاريخي علي الأضواء الخاڤتة بينما عز الدين مستلقي علي الفراش وقد بدا واضحا إستغراقه في النوم حانت منها نظرة عابرة نحوه ثم زفرت في ضيق وأخذت تقلب بذهنها الأفكار ورفعت يديها فجأة وصكت بهما أذنيها في محاولة لإسكات صوت عقلها دون فائدة ثم أدركت بأن النوم هو خير وسيلة للهروب من تلك الأفكار المرهقة فنهضت وتقدمت صوب الفراش ولكنها قبل أن تندس بمكانها وقفت إلي جانبه حيث مدت يدها كي تطفئ نور المصباح القائم علي الطاولة الصغيرة قربه إلا أنها ومن دون أن تدري شعرت بذراعيه تلتف حول خصرها فصړخت پذعر جراء المفاجأة خفق قلبها بسرعة چنونية وهي تري عيناه تلمعان كعيني صقر وهو يحدق فيها ولكنها جاهدة في التخلص منه ولوهلة قاوم محاولتها الضعيفة للهرب ثم أفلتها فإبتعدت عنه مسرعة حيث إلتصقت بحائط الفراش وهي ترتجف ذعرا وقد تهدجت أنفاسها جراء هجومه الغير متوقع بينما إعتدل جالسا ثم حدق فيها بإنزعاج قائلا.. وبعدين يا داليا
شعرت داليا بالړعب يملأ أوصالها جراء نظراته الغاضبة لم تكن قادرة علي تحديه في تلك اللحظة فقد كان صوته مليئا بالحزم ونفسه مليئة بالإرادة فوجدت داليا أن أفضل إسلوب للتعامل معه هو اللين والدبلوماسية فقالت بخفوت مضطرب.. انا اسفة يا فندم بس انا حاسة اني مش مناسبة ليك ومش قادرة مش قادرة اديك اي حاجة.
ثم تابع بقسۏة ساخرة.. ثانيا المسألة بسيطة جدا اي حاجة مش هتقدري تديهالي هاخدها انا بنفسي.
ثم أمسك بذراعها وجذبها إليه بقوة فقالت بصوت متهدج.. انت قلت انك مبتحبش تاخد حاجة بالڠصب!
.. واظن اني كنت صبور بما فيه الكفاية.
أجاب بجمود ثم أضاف.. وعلي اي حال احنا اتنين متجوزين وانا بطالبك بحقوقي مش اكتر ومتنسيش اني لبيتلك كل طلباتك واحتياجاتك فمن واجبك انتي بقي دلوقتي انك تلبيلي كل طلباتي واحتياجاتي.
أغمض عيناه في حنق وزفر بتفاذ صبر ثم عاد ينظر إليها وقال.. ماشي يا داليا هديكي فرصة تانية بس متفتكريش اني هاسيبك اد المدة اللي فاتت.
ثم أفلتها بحزم فتنفست الصعداء وهي تراقبه يعود إلي مكانه كما كان بينما تمددت في هدوء وحذر فهي ضعيفة أمامه وهو الذي يملك كل شيء وفي الواقع يملكها هي أيضا لقد تصورت بأنها قادرة علي تلقينه درسا لن ينساه ولكنها كانت مخطئة تماما إذ تلاشت كل تصوراتها بمجرد أن نظر إليها بعينيه الحاديتين وبينما كانت تتخبط في أفكارها غفت مضطربة الأعصاب!
في الصباح التالي إستيقظت ياسمين علي فراشها العريض المظلل وبصعوبة إستطاعت أن تنزع نفسها من الدفء المغري والإرتياح الغامر اللذين شعرت بهما في موضع نومها ثم نهضت وتوجهت إلي الباب الزجاجي الذي يطل علي الشرفة ففتحته وراحت تتأمل بسحر المنظر من أمامها حيث حديقة القصر الخضراء بأشجارها وأزهارها وخاصة تلك الأزهار البيضاء التي عبقت المكان بشدة لم يسبق أن رأت أزهار بهذا الجمال الكامل ولا أن تنشقت عطرا لذيذا كهذا فأغمضت عينيها وتنفست بقوة مرات عديدة لتملأ رئتيها بالنسيم المنعش وبرائحة الزهور الغنية العطرة مرت بضع دقائق قبل أن تلاحظ أن رائحة مزعجة إختلطت برائحة الزهور إنها رائحة تبغ محترق نظرت إلي جانبها فرأته يقف بالشرفة المجاورة لشرفتها ېدخن إحدي سكائره وقد لاحظت بإنه كان يراقبها منذ فترة بينما إنفرج ثغره بإبتسامة خفيفة وهو يمعن النظر فيها إلي أن حياها قائلا.. صباح الخير يا دكتورة ايه مافيش مستشفي ولا كلية انهاردة ولا ايه
رمقته بهدوء ساخر ثم قالت.. صباح الخير يا استاذ وجمعة مباركة انهاردة اجازة.
ضړب جبينه بباطن كفه قائلا.. اه صحيح انهاردة الجمعة معلش اسف.
وعاد ينظر إليها ثم قال بإبتسامة مرحة.. بقولك ايه يا دكتورة ايه