السبت 28 ديسمبر 2024

حتي أقتل بسمة تمردك بقلم مريم غريب الجزء الرابع..

انت في الصفحة 6 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز

رأيك لو نعقد هدنة بينا
رفعت أحد حاجبيها قائلة.. مش فاهمة قصدك ايه
.. قصدي خير والله بصي انا عارف اني بني ادم ساڤل ومش متربي.
.. عظيم كويس انك عارف ده غير ان الاعتراف بالحق فضيلة.
صر علي أسنانه بحدة خفيفة ثم عاد يقول بنبرة هادئة.. انا بقول يعني بما اننا بقينا عايشين تحت سقف واحد يبقي لازم نصفي كل الخلافات اللي بينا وبدأ صفحة جديدة.
قطبت حاجبيها وهي ترمقه بشك لكنها إبتسمت فجأة ثم قالت ببساطة.. من قلبي بتمني فعلا اننا نبدأ صفحة جديدة بس ياريت تفتكر كلامك ده باستمرار وماترجعش تتصرف بقلة احترام.
ضحك بخفة ثم قال.. اوعدك اني مش هخيب ظنك يا دكتورة.
إتجهت داليا صوب الخزانة الكبيرة ثم راحت تفكر بما سترتديه لو لم تكن زوجة عز الدين نصار الأن لأرتدت سروالا وقميصا عاديا كعادتها لكن في قصر زوجها العزيز تبدو هذه الملابس غير لائقة ولكنها إختارت ذلك الثوب الوردي الذي إشترته منذ عدة أعوام ولم تجربه يوما أمسكت به في تردد وفكرت هل ترتديه أم لا فهو قصير بعض الشيء ودت لو تعيده إلي مكانه ولكن ما من إختيارات أمامها جميع ملابسها مهترئة لا تناسب مكانة زوجها الحياتية أو الإجتماعية حتي .. إرتدت الثوب القطني الرقيق وانتعلت صندلا من الفلين ثم جلست أمام منضدة الزينة تمشط شعرها فتركته ينسدل بحرية علي كتفيها ثم وضعت في عنقها سلسلة ذهبية كانت لوالدتها وزينت وجهها أيضا بقليل من مساحيق التجميل البسيطة وقبل أن تغادر الغرفة ألقت نظرة فاحصة علي نفسها بالمرآة الكبيرة إن أرادت هي أن تدفعه الثمن كما أقسمت فعليها بأن تتسلح بأقوي أسلحتها إستدارت أخيرا وخرجت من الغرفة ثم هبطت إلي الطابق الأرضي سالكة سلالم الرخام مستندة إلي الدرابزين الحديدي المصقول الذي يشكل تحفة فنية صغيرة راحت داليا تسمع صوت خطواتها علي الأدراج وحفيف ثوبها فوق ساقيها الناعمتين ثم إقتربت ببطء من البهو وهي تعي كل الروائع المحيطة بها كانت تبحث عنه هنا وهناك في هدوء شديد فاليوم عطلته وهو علي حد علمها يقضي يوم العطلة بالمنزل وكما توقعت عثرت عليه بحجرة المكتب حيث كان جالسا وراء مكتبه منكبا علي بعض الأوراق فلم يرفع رأسه لتوه بل مرت لحظة مشحونة بالتوتر قبل أن تتنحنح لتنبهه لوجودها فرفع رأسه عابسا ورأته ينظر إلي قامتها المتوسطة بعينين متفحصتين.. صباح الخير.
هتفت داليا بثبات متوتر بينما إكتفي بهزة من رأسه ثم قال بهدوء آمر.. تعالي تعالي يا داليا.
وقفت لحظة جامدة أمام مصراعي الباب وعيناها تحدقان في النوافذ العالية والأبواب الزجاجية التي تطل علي ساحة القصر جميع المنافذ مقفلة ولا مجال للهرب منه فيما أطاعته بصمت حيث تقدمت صوبه بآلية حجرة المكتب مريحة ومليئة بالكتب المرصوصة علي رفوف عريضة وسبق أن زارتها داليا مرة في الأيام السابقة قرب النافذة يقع مكتبه الخشبي الوثير الذي إعتلته بعض المستندات والأوراق المختلفة كراسي ومقاعد جلدية كملت أثاث الحجرة أيضا .. انا توقعت وجود حضرتك هنا بما ان انهاردة يوم الاجازة.
قالت داليا ذلك وهي تجلس في أحد المقاعد الجلدية الواقعة قرب مكتبه بينما رفع أحد حاجبيه متنهدا ثم قال متجاهلا تحفظها الرسمي معه.. حبيت اخلص شوية حاجات مهمة قبل بليل.
ثم صمت قليلا وأخذ يحدق فيها بهدوء قائلا.. انهاردة مش عايزك تسيبي اوضتنا خالص متخرجيش منها لاي سبب من الاسباب فهماني
تطلعت إليه في دهشة عارمة ثم سألته.. ليه ايه اللي هيحصل انهاردة
.. فاكرة مناقصة المراكب اللي دخلنا فيها
أومأت رأسها شاردة وهي تتذكر التفاصيل ثم عادت تحدق فيه قائلة.. اه فاكرة.
ثم سألته باسمة.. ايه رسيت علينا
إبتسم بدوره ثم أومأ رأسه قائلا.. ايوه .. رسيت علينا.
أطلقت ضحكة قصيرة ثم قالت مبتهجة.. هايل هايل جدا حضرتك كنت مستني الخبر ده من فترة مبروك.
هز رأسه في هدوء ثم قال.. عشان كده بقي انا قلت لازم احتفل بالمناسبة دي مع العملا والموظفين يعني الليلة دي في حفلة كبيرة هنا في القصر ومش عايزك تظهري نهائي.
أومأت رأسها موافقة بينما قطع حديثهما مجئ أحد الخدم.. عز الدين بيه مهندس الاضاءة وصل.
نظر عز الدين إلي الحارس قائلا.. طيب شوفوه يشرب ايه وانا جاي حالا.
أطاعه الحارس بتهذيب ثم إنسخب فجأة كما آتي خلسة بينما أغلق عز الدين ذلك المستند الذي كان يتصفحه ثم نهض من خلف مكتبه قائلا.. زي ما اتفقنا يا داليا مش عايزك تخرجي من الاوضة خالص انهاردة.
ثم غادر المكتب مسرعا بينما شردت هي وأخذت تحلل كلامه .. لماذا لم يدعوها إلي حضور الحفلة برفقته أليست زوجته الأن لماذا يريد إخفاءها عن الناس
ثم فجأة أطلق هاتفهه الملقي علي المكتب نغمة صاخبة قصيرة معلنا عن وصول رسالة جديدة لوهلة ترددت عن الإقبال علي تلك الخطوة ولكنها أجبرت نفسها بدافع الفضول فتناولت الهاتف بسرعة ثم فتحت الرسالة فإذا هي من جومانة خطاب! قرأت السطور الوجيزة بفتور.. كده بردو يا عز نسيتني واتجوزت بس علي اي حال انت ليا انا بردو متفتكرش اننا خلصنا لحد كده يا بيبي اشوفك انهاردة بقي.
عندما إنتهت من قراءة الرسالة بدت وكأنها تلقت صڤعة علي وجهها حيث تلاحقت أنفاسها وتصاعدت الډماء إلي وجهها ثم أخذت تتساءل ألهذا السبب لا يريد إعلان خبر زواجه بها ألهذا السبب رفض إقامة حفل زفاف من أجل عبثه مع النساء فعل كل ذلك لهذا السبب ولتكون هي نوع جديد من الألعاب والدمي التي لم يحصل عليها من قبل ولدي حصوله عليها سيحطمها بين يديه المدمرتين!
صرت علي أسنانها بقوة ولكنها إتخذت قرارها سريعا سوف تتجاوزه هذه المرة سوف تعصي أوامره وليكن ما يكون!
.. لأ يا عبير انتي اټجننتي اوعي تعملي كده طبعا اوعي.
قالت ريم ذلك مخاطبة عبير عبر الهاتف بينما أجابتها عبير باكية.. مافيش قدامي حل تاني يا ريم.
.. عبير!
هتفت ريم بحدة ثم تابعت.. متبقيش مچنونة كل مشكلة وليها حل ده غير ان مينفعش نهائي اننا نصلح غلطة بغلطة اكبر فاهمة يا عبير عشان خاطري اوعديني انك مش هتتهوري في تصرفاتك اوعديني يا عبير.
إرتفع صوت نشيجها وهي تقول.. حاضر حاضر يا ريم.
ثم فجأة سمعت طرقا خفيفا علي باب غرفتها فأغلقت الخط مع صديقتها ثم كفكفت دموعها سريعا وأذنت بالدخول قائلة.. ادخل.
دلفت داليا في هدوء وقد علت وجهها إبتسامة لطيفة.. صباح الخير ازيك
حيتها داليا بلطف فأبتسمت عبير بشحوب قائلة.. صباح الخير يا داليا انا تمام الحمدلله تعالي ادخلي.
أغلقت داليا الباب من خلفها ثم تقدمت صوب عبير حيث جلست إلي جانبها علي الفراش ثم حدقت بملامحها لبرهة وسألتها.. عيونك حمرة اوي كده ليه يا حبيبتي انتي كنتي بټعيطي
إرتبكت عبير قليلا ثم أجابت متلعثمة.. لأ لأ ابدا مكنتش بعيط انا بس لسا صاحية من النوم.
أومأت داليا رأسها بتفهم بينما سألتها عبير باسمة.. اول مرة من ساعة جيتي تزوريني في اوضتي يا تري في سبب
ضحكت داليا بخفة ثم قالت.. بصراحة اه.
.. في ايه
سألتها في إصغاء فأطلعتها داليا علي تفاصيل الحفلة التي ستقام الليلة بالقصر .. حفلة!
هتفت عبير مستغربة ثم أضافت.. عز الدين بقاله

انت في الصفحة 6 من 12 صفحات