السبت 28 ديسمبر 2024

حصري..طال انتظاري للكاتبة آن ميثر الجزء الأول.

انت في الصفحة 6 من 17 صفحات

موقع أيام نيوز

لوسنشابة في الثلاثينات من عمرها تزوجت رجل اعمال اميركيا متقاعدا قرر ان ينقل مكان اقامته الى منطقة أقل صخبا وضجيجا 
ثم وقف وسألها 
هل أنت مستعدة 
اومأت ايما برأسها ايجاباوسمحت له بأن يساعدها على النهوض ثم خرجا من المطعم وفي القاعة الرئيسية توقف لحظة وسألها 
كيف وجدت غرفتك 
جيدة جدأ شكرا 
ثم انتبهت الى انه يعني شيئا آخر فعقدت جبينها قليلا وسألته 
هل ستمضي الليلة في هذا الفندق 
ابتسم كريستوفر وأجابها بدماثة 
هذه هي الفكرة هل من اعتراض لديك 
دهشت ايما وردت عليه باستغراب ظاهر 
من المؤكد انك تمزح! اعني انني فهمت من التعليمات المعطاة لي بأننا سنتوجه الى سانت دومينيك بعد الغداء مباشرة!
علق كريستوفر ببرودة قائلا 
تعليمات دايمون! اسمحي قد يكون دايمون الرجل الكبير وصاحب الكلمة النافذة في بريطانيا والولايات المتحدة ولكنه هنا ليس اكثر من ابن عم لي وأنا الذي أقرر كافة الخطوات والتفاصيل ألا تريدين البقاء
تنهدت ايما واجابته بهدوء 
ان المسألة لا تتعلق بالتأكيد بما أشعر به او أريده
حسنا! قرري !
أحنت ايما رأسها قليلاكي تتفادى نظراته وقالت 
أرجوكلا أريد التسبب بأي مشاكل
اذن نبقيما من احد سيحصي عليك تحركاتك هنافأنت لست في مستشفي كما تعلمينالحياة هنا تسير بخطوات معقولةاذ لا احد يرغب في الركض نحو حتفه
ثم ابتسم وأضاف قائلا بهدوء ملحوظ 
كفانا فلسفة ومحاضراتاريدك ان تبقي كي تشاهدي الجزيرة مع دليل سياحي تعجبك قصصهنيو بروفيدانس منطقة رائعة 
كانت ناسو المحط الأول في جولتهاوأخدها كريستوفر الى سوق القشحيت أشترى لها قبعة كبيرة تحمي راسها وعينيها من حرارة الشمس القويةثم انتقل بها الى شارع مكتظ بالمحال التجارية التي تغص بالسياح من كل حدب وصوبالا انهما لم يبتاعا شيئا اذ انه لم تكن لديها اي رغبة في الوصول الى سانت دومينيك وهي تحمل كميات ضخمة من الهدايا التي ستعود بها الى لندن بعد فترة طويلة وتجولا في الميناء حيث شاهدت ايما جميع أنواع الزوارق والمراكب الشراعية واليخوتثم استأجر كريستوفر عربة تجرها الجياد وتجولا في جميع انحاء المدينة كسائحين يمضيان عطلة في تلك الجزر الخلابةوكانت بعض الطرائف التي اخبرها اياها رفيقها ودليلها المثقفاقرب الى الخيال منها الى الحقيقةواهتمت ايما كثيرا بتاريخ الجزيرة لدرجة انها عزمت على شراء بعض الكتب التي تتحدث عنهاوذلك في اول مناسبة متاحة لها
بعد فترة من الزمن ذهبا الى الشاطئ حيث سبحا في مياه دافئة ونظيفة أغرت ايما بالبقاء فيها طوال فترة ما بعد الظهروكان كريستوفر يتعمد اغاظتها مازحا بدفعها تحت الماء باستمرارولما خرجت من المياه المنعشة وألقت بنفسها على المنشفة الكبيرة التي أحضرها لها كريستوفرشعرت بلذة وارتياح عظيمينوكادت ان تصدق تصورها بأنها حضرت الى جزر البهاما بمحض ارادتها وليس لأن دايمون ثورن لم يترك لها مجالا آخر اثبت كريستوفر انه رفيق ممتع للغايةومعرفته الوثيقة بالمنطقة وسعة اطلاعه في الحقلين التاريخي والاجتماعيكانتا مثار اعجابها واهتمامها وكانت ايما تصغي اليه بانتباه بالغ فيما كان يحدثها عن العبيد الذين احضروا الى جزر الهند الغربية
المساكين التعساء!تحرروا من نوع من العبودية ووقعوا فيآخرفي الولايات الجنوبية يضمنون لأنفسهم على الأقل الغذاء والمأوىاما هنا فكان البعض منهم في بادئ الأمر ېموت من شدة التعب والارهاق
وتنهد كريستوفر ثم تابع حديثه قائلا 
كان البيض في تلك الأيام يعتبرون الافارقة شعبا يحتاج الى الزعامة والنظام القاسې كي يتمكن من العيشلم يكونوا يصدقون ان ابناء هذا الشعب قادرون على تأمين الاكتفاء الذاتي والعيش بكرامة بدون حاجة للاستعباد والسيطرة 
حركت ايما رأسها تحت قبعة القش الكبيرة وقالت بهدوء 
أني اعجب لماذا لا تكتب عن الجزر أو تتناول بعض عاداتها وتقاليدها في قصصك!كتبك تدور حول موضوعات اميركية بحثة
ابتسم كريستوفر ورفع نفسه غلى مرفقه مقتربا بذلك الى حد كبير منهاثم قال بمرح 
أساليب يا عزيزتيأساليب!كتبي ناجحة جدافي الولايات المتحدة وهي مورد رزقي الوحيدفمن أكون انا لأخيب ىمال قرائي
مرتزق استغلالي !
قالتها مبيسمة ثم استلقت مرة اخرى على ظهرها وقد بدأت تشعر بالنعاس بسبب الحر والتعباقترب منها كريستوفر وسألها بهدوء ومودة 
ألست مسرورة لأننا لم نذهب اى سانت دومينيك اليوم
فتحت ايما عينيها وأجابته بارتياح 
اذا كنت تسألني عما اذا كنت أمضي وقتا ممتعا فأنت تعرف ان الجواب هو نعم ولكني اشعر بالذنب كلما فكرت بالموضوع
اذن لا تفكري! فما من احد يتوقع وصولنا وأخبرت انابيل انني لن اعود اليوم
شعرت ايما بالاستياءوسألته بشيء من الحدة 
هل فعلت ذلك حقاهل كنت متأكداالى هذا الحد من أن جاذبيتك وسحرك سيحملاني على البقاء مهما كنت وكانت عليه آرائي ومبادئي
ضحك كريستوفر بمكر وقال 
يا عزيزتي لو كنت لويزا مريديث أخرى لكنا عدنا اليوم بكل تأكيد
ابتسمت ايما وقالت 
أوهحسنا!اعتقد ان يوما اضافيا لن يؤثر كثيرا على احد
عاد الى الفندق بعد السادسة بقليل وأبلغها كريستوفر بأن غرفته تقع في طابق أسفل وقال لها وهو يهم بمغادرة المصعد انه سينتظرها على الشرفة الغربية لتناول بعض المرطبات والفاكهة قبل ذهابهما الى العشاء تابعت ايما طريقها الى غرفتها حيث استحمت وارتدت فستانا طويلا خاطته بنفسها لحضور حفلة راقصة قبل عيد الميلاد وفرحت كثيرا لأنها احضرت فستان السهرة هذا اذ ان كريستوفر كان يستقبلها وقد ارتدى سترة بيضاء رسمية فوق قميص حريري جميل وربطة عنق انيقةنظر اليها باعجاب قائلا 
تبدين رائعة !هل قلت لك ان طريقتك في اختيار الملابس تعجبني كثيرا
سيد ثورن انك تغازاني مرة أخري!
ابتسم ورد عليها بمرح ظاهر 
لاأنا لا أغازلك وأعني ما أقول ثم لا تنسي ان الاسم هو كريس!
اجابته بهدوء وهي تقبل منه بامتنان أحدى سكائره التي أشعلها لها بتهذيب 
لم أنس وبالمناسبة أريد أن أشكرك جداعلى كل شيء كان يوما رائعا
لا تشكريني أنا الذي يجب أن أشكرك
ثم نظر اليها بجدية ومضى الى القول 
مهما كنت تظنين فأنا لا أجد كل امرأة التقي بها جذابة مثلك يا ايما
شكرا لك مرة أخرى
بعد العشاء توجها الى قاعة الرقص ورقصا على انغام فريق العازفين المحليين الذين برعوا الى حد كبير في المقطوعات الايقاعية والتقليدية الهادئة ورقصت ايما مع كريستوفر عدة مرات كما انها رقصت مرتين مع رجلين في الخمسينات من عمرهما أعجبها رقصه كثيرا فخطواته خفيفة ومدروسةوأسلوبه رفيع وراقورائحته عطرة ونظيفةو
انك تجيدين الرقص الى حد كبير
ردت عليه باسمة 
لا تعتقد ان الممارسة هي السببفأنا لم أرفص كثيرافي لندن
لم يصدقها على ما يبدو ماذا سيقول يا ترى لو انها قررت اطلاعه على حقيقة علاقتها مع دايمون من الواضح ان أفراد عائلته واقرباءه نسوا تلك العلاقة وكيف لا وهم لم يلتقوا بها أبدا! كانت بالنسبة اليهم مجرد اسم اختفى منذ عدة سنوات! في الحادية عشرة والنصف خرجا الى الشرفة لتنشق الهواء العليل والتمتع بضوء القمر الساطع كانت السماء صافية جدا تملأها النجوم المتلا لئة التي

انت في الصفحة 6 من 17 صفحات