رواية كان لي بقلم منى أحمد حافظ الجزء الثاني
قد إيه ولا أنت خلاص مبقتش بتحس ولا بتشوف إلا الحاجة اللي تمس أمل وبس وبعدين أنت عايزني أخد بالي من نفسي إزاي وأنا لوحدي طول الوقت دا أنت يادوب بتيجي هنا زاير تنام لك كام ساعة وتختفي تاني وساعات بتقعد بالأيام مبتجيش يبقى عايزني أهتم بنفسي إزاي أقولك على حاجة إحنا فيها رجعنى أعيش فمصر أنا خلاص مبقتش عايزة أعيش هنا بين أربع جدران.
.. أنا طهقت من العيشة دي يا شيخة غيري بقى الكلام اللي حفظته من كتر ما بتقوليه إيه أنت مزهقتيش من عقدة النقص اللي عندك أرحميني بقى من نفسك دي وحسي على دمك دا أنا أهملت دراستي وكليتي وسبت شغلي ومالي وحالي فمطروح ورضيت على نفسي أنزل أشتغل فملك غيري علشان مقصرش فمصاريفك وطلباتك اللي مش بتخلص.
.. خالد أنا.
لم يمهلها الفرصة لتكمل فأوقفها عن الحديث بقوله
.. أنت إيه عارفة أنت إيه أنت أنانية ومبتحبيش إلا نفسك وبس ومش حاسة بالضغوط اللي حواليا مش حاسة بحالي وأنا بستخبى وأهرب من عمي محمد أنت حتى مش فارق معاك أني بقيت كاره نفسي بسببك يا شيخة دي كانت ساعة سودا اللي أتهببت نسيت نفسي فيها ولمستك.
.. أنت ليه محسسني أني غصبتك لا يا خالد فوق لنفسك أنا لا ضربتك على إيدك ولا أجبرتك على حاجة وأنت اللي طمعت فيا وقولت تاخدني من ورا أمل حبيت تمتع نفسك باللي مش قادر تطوله من أمل ولعلمك لو في حد فينا مفروض يكره نفسه فهو أنا علشان أنا اللي أجبرت على الهرب وأتفرض عليا أعيش فالضلمة بس تعرف خلاص أنا أستكفيت من العيشة دي استكفيت من خۏفك إن حد يشوفني معاك ويعرف إني مراتك أنا مش عايزة عمري يضيع مني ما بين هروب وخوف ومش حابة أبقى جبانة زيك.
.. هي حصلت إن صوتك يعلا عليا وتطولي لسانك أنت بينك نسيتى نفسك يا ايمان نسيتي إن كل اللي أنت فيه مجرد تمثيل علشان مرمكيش فالشارع وأسيبك للناس تنهشك بس الظاهر كدا إني كنت غلطان لما طمنتك أنت اللي زيك مقامها تترمي بطول إيدي علشان تعرف إن الله حق.
.. لا يا خالد وحياة أبننا متسبنيش وتمشي بص حقك عليا أنا أسفة صدقني أنا قولت كدا بس من وجعني منك ومكنتش أقصد إني أهينك.
حاول أن يبعدها عن ساقه ولكنها تمسكت بها بقوة وهي تردف
تفاجىء خالد بغضبه يزداد بداخله فكاد يدفعها بساقه ولكنه تجمد وصدم مما يفعله بها فانحنى وحملها وأتجه إلى غرفتها وممدها فوق فراشها فتعلقت بعنقه پخوف وأنتحبت قائلة
.. أنا عارفة إني السبب فكل اللي إحنا فيه وأنت ليك حق تتعصب عليا و.
بات صوتها يثير نقمته فحاول خالد أن يفك يدها عنه ولكنها تشبثت به بقوة زفر ساخطا من نفسه وجلس بجوارها وأحاطها بساعده وأراح رأسها فوق صدره بعدما أشفق على حالها وأغمض عيناه عن رؤيتها وقال
.. إيمان بجد معدش ينفع اللي أنت بتعمليه فيه أنا مبقتش فاهم إصرارك على إنك تخرجيني عن شعوري بالشكل دا أنا عمري ما كنت وحش كدا ليه بتخرجي اسوأ ما فيا أرجوكي بقى ارحمينا سوا لإني معدتش قادر أتحمل.
حين واصلت بكائها تنهد خالد وربت على وجنتها وأضاف
.. خلاص يا إيمان بطلي عياط بلاش تنسي إن أنفعالك دا هيجي على حساب ابننا ولا أنت عايزة نروح المتابعة المرة الجاية والدكتور يهزقني تاني.
نفت كلماته وقالت بصوت متقطع بشهقاتها
.. أنا كن كنت ه هضربه علشان زعق لك بص أنا مش هروح له تاني و.
وضع أصبعه فوق شفتيها ليمنعها من قول المزيد وقال
.. مينفعش متروحيش تاني إحنا هنروح له تاني وأنت لازم تساعديني وتاخدي بالك من نفسك وأنا هحاول أظبط شغلي وأفضي نفسي وأراعيكي علشان تعرفي إني لا بهملك ولا برميكي ها مبسوطة كدا.
جذب إيمان يده وقبلتها وهي تحدق به بعيون سكنتها الدموع واجابته بصوت حاولت أن تخفي منه إحساسها بالقهر فعلى الرغم من محاولته لأرضائها إلا أنها تعلم جيدا أنه لم يعد يرغب بالبقاء معها فقالت بصوت متهدج
.. خالد وحياة حبك لأمل