الأحد 29 ديسمبر 2024

رواية كان لي.. بقلم منى أحمد حافظ.. الجزء الثالث والأخير

انت في الصفحة 7 من 40 صفحات

موقع أيام نيوز

ضحى وسيب حازم اللي يسوق العربية وأنا هفضل على تواصل معاكم لحد ما توصلوا.
وقفت ضحى تتابع مغادرة الطائرة بوجه تغسله الدموع وأقترب أحمد منها وربت على كتفها وقال
.. يلا بينا علشان نلحق نوصل وحاولي تهدي وتتماسكي شوية أمل قوية وإن شاء الله هتبقى بخير.
تولى حازم بوجه متصلب قيادة السيارة قلبه يرجف پخوف وتعتريه برودة قاټلة فصغيرته سقطت فجأة تنازع الحياة بأنفاس خاڤتة زفر مستغفرا ورفع بصره لتصطدم عيناه بعينا ضحى الباكية فعقد حاجبيه وسألها بحدة ما أن تذكر تصرفها المشين مع شقيقتها وقال
.. أنا عايز أعرف إيه اللي حصل بينكم علشان أنا مش متخيل إن أمل توصل للحالة دي بسبب كلامك السخيف اللي قولتيه معقول يكون دا تأثيره عليها ولا في حاجة تانية حصل بينكم وأنتم لوحدكم خلاها تتعب كدا ما تتكلمي وتفهميني عملتي إيه فأمل يا ضحى.
التصقت ضحى پخوف بأحمد بتلقائية فنظرات حازم إليها أخافتها وحين صړخ بها لتجيبه طلب منه أحمد التريث والهدوء فازدردت ضحى لعابها وقالت بصوت مضطرب
.. أنا معملتش حاجة م مش أنا اللي قصدي.
أبعدها أحمد عنه وحدق بوجهها وسألها برفق
.. أهدي يا ضحى وفهمينا إيه اللي حصل.
ازداد بكاؤها وابتعدت عنه وقالت وهي تخفض وجهها
.. إيهاب أتصل على موبايلي وأنا خۏفت أرد عليه فأمل قالت لي أخرج وهي هتتصرف معاه ولما خرجت حسيت بالذنب إني سبتها لوحدها فرجعت ليها لقيتها بالحالة اللي شوفتوها بيها.
ثار ڠضب أحمد وسالها بحدة
.. وهو إيهاب جاب رقمك منين وأساسا بيتصل بيك ليه ما خلاص نهينا كل حاجة وكل واحد راح لحاله عايز  إيه منك فهميني.
فجر أحمد حنقها فأجابته بحدة
.. أنا معرفش جاب رقمي منين ومش عارفة كلمها قال لها إيه فبلاش لهجة الأتهام اللي فصوتك أنت وحازم وافتكروا إن اللي تعبت دي تبقى أختي الوحيدة فاهمين أختي أنا لا هي أختك يا أحمد ولا هي مراتك يا حازم علشان تتهمني أني أذيتها.
انخرطت ضحى في بكاء حار ولزمت مكانها بعيدا عن أحمد ورفضت اعتذاره منها وتهربت من عينا حازم الذي لام نفسه لتهوره واستسلامه لغضبه وبعد بضع ساعات صف سيارته أمام المشفى وهرولوا جميعا إلى الداخل ليصطدما بأمجد يجلس أمام إحدى الغرف منكس الرأس فسارعت ضحى وسألته باكية
.. طمني يا خالو أمل عاملة إيه وهي فين أنا عايزة أشوفها أرجوك يا خالو.
جذبها أمجد واحتضنها وربت على ظهرها بحنو وقال
.. أختك فالعناية يا ضحى والدكاترة من وقت ما أخدوها وهما متحفظين فالكلام لسه محدش جه وأتكلم معايا فأهدي وأدعي لها إن شاء الله خير.
جلست إلى جواره وأشاحت بوجهها عن أحمد وحازم وهمهمت قائلة
.. طيب حضرتك هتبلغ بابا ولا ناوي تعمل إيه.
هز أمجد رأسه بالنفي وقال
.. بلاش نتصل دلوقتي وخلينا نستنى لما نشوف الدكاترة هتقولنا إيه.
حاول حازم التواصل مع أحد الأطباء ولكن بلا جدوى فالجميع منهمك في متابعة الحالات الوافدة للمشفى ومضى الوقت قاټلا عليهم حتى ظهر أحد الأطباء أمامهم وقال
.. لقد حالفنا الحظ وتمكنا من جعل حالتها شبه مستقرة للوقت الراهن وكما أخبركم طبيبها سابقا أن عليها الخضوع للجراحة بأسرع وقت فحالة الشريان متضرة للغاية وأصبح وصول الډم إلى القلب شبه مستحيل ونحن نظرا لحالتها الخطړة وضعناها بقائمة الأنتظار.
زادت كلمات الطبيب من توجسهم وخوفهم فأجهشت ضحى في البكاء من جديد وأخذ لسان أمجد يستغفر ويدعو الله ليصدمهم حازم حين أعترض طريق الطبيب وهتف بصوت ثابت
.. لا تنتظر مجيء قلب لزوجتي وأسرع ورتب أمر خضوعها للجراحة فأنا سأعطيها قلبي هيا دعنا ننهي إجراءت ال.
.. خليه ياخد قلبي يا أمجد قوله إني مستعد أضحي بحياتي كلها علشان خاطرها المهم إن أمل تكون بخير أرجوك يا أمجد فهمه إني مستعد و.
شدد أمجد من أحتضانه وسارع أحمد وأحاطهما بذراعيه ليأتي صوت أمجد يقول
.. أهدى يا حازم ووحد الله ومتقلقش إن شاء الله أمل هتكون بخير وبعدين تفتكر أنها هتقبل بأنها تخسرك حتى ولو علشان تنقذها.
تابعت ضحى ما يدور أمامها بعيون متسعة لا تصدق أن يصل حب حازم لشقيقتها إلى هذا الحد وتساءلت أيعقل أن يحب أحد أخر ليصل به الأمر للتضحية بحياته من أجله.
وبعد مرور بعض الوقت سألته ضحى بإحترام
.. قد كده بتحب أمل يا حازم معقول بتحبها لدرجة إنك عايز تديها قلبك.
أجابها وعيناها تحدق بزجاج الغرفة المعتم
.. وهو عمري إيه من غيرها أساسا أنا مقدرش أعيش وهي مش معايا علشان دي أمل اللي معاها عرفت يعني إيه حب ومعنى العشق واللي دعيت ربي إنه يقدرني علشان أسعدها وأعوضها عن كل حاجة وجعتها فتفكري بعد ما ربنا كرمني بملاك زيها ينفع أسيبها تروح مني.
الفصل السادس والعشرون.. رافضة أعيش.
بعد مرور يومين غابت خلالهما أمل عن الوعي وباتت في عالم يفصلها عن الجميع أعادها عقلها الذي بدأ يستعيد وعيه إلى واقعها لترفض پغضب ما بدأ يجول بداخلها فتردد صوت

انت في الصفحة 7 من 40 صفحات