الجمعة 27 ديسمبر 2024

رواية رائعة بقلم مريم غريب الجزء الثاني

انت في الصفحة 3 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز


منك الليلة و ماتنساش تبقي تفوت عليا فوق عشان تاخد بقيت حسابك
حسن پصدمة 
بتقول إيه يا أدهم بيه 
أنا أمشي من هنا إزآاي 
ده أنا موجود من أيام والدك فضيلة الشيخ صلاح الله يرحمه
ده أنت كبرت علي إيدي يابني أنا إللي كنت باوديك مدرستك كل يوم . مش هقدر أفوت البيت ده ممكن أموت فيها
زم أدهم شفتاه و بدا متوترا للحظات لكنه عاد و قال بحزم 

إحنا مش بنتكلم في العواطف دلوقتي يا عم حسن
أنا قراري بيصب في مصلحة الكل و مش عيب و لا غلط إني أخاف علي أهل بيتي
حسن و قد إلتمعت عيناه بالدموع 
بس يابني أنا ماقصرتش
و الله ما قصرت و عندي إستعداد أفدي أصغر واحد هنا بروحي
أدهم بصوت جازم 
أنا آسف يا عم حسن
الموضوع منتهي بالنسبة لي
و مش هرجع عن قراري أبدا !
كانت تشعر برأسها مصدوعا ... مشطورا لنصفين
لكنها إستطاعت أن تفتاح عيناها بعد فترة قصيرة باعدت جفاناها المتثاقلان ببطء ... نظرت للسقف مستغربة في بادئ الأمر
لكنها ما لبثت أن تذكرت كل شئ .. تدفقت الذكريات الأخيرة بعقلها كأنها حية ... هبت من مكانها صاړخة بقوة ..
سلاف ! إسم الله عليكي يابنتي .. قالتها أمينة بهلع و أكملت و هي تضم سلاف بين ذراعيها مهدئة 
بس . بس يا حبيبتي
إهدي إهدي يما . مافيش حاجة
إنتي كويسة . ماتخافيش يا سلاف إنتي بخير و إحنا معاكي
إهتاجت أنفاسها و هي تتشبث بأحضان عمتها بشدة بينما راحت أمينة تمسد علي ظهرها و شعرها بعاطفة أمومية حانية ..
أما الباقون كانوا وافقين أمام السرير الغرفة تكتظ بهم
حضر جميع أفراد العائلة الآن .. لبنة عمران و شقيقتها راجية و أبنائهم
حتي السيدة حليمة آتت في هذه اللحظة عندما وصلتها صړخة سلاف الحادة لم تقتنع بما قالته لها عائشة أن والدتها تتعارك مع أدهم كعادتهما
طلبت منها أن تنقلها لغرفة سلاف فورا و أصرت بقوة فأذعنت عائشة مغلوبة علي أمرها ..
إيه ! في إيه مالها سلاف يا أمينة قوليلي فيها إيه .. هكذا راحت حليمة تتصايح پذعر و هي تمد جسدها فوق الكرسي المتحرك الذي تدفع به عائشة
أمينة ماتخافيش يا ماما سلاف كويسة
وصلت حليمة بجوار سلاف من الجهة الأخري و أمسكت يدها بكلتا يداها بتلهف ثم قالت 
سلاف . مالك يا حبيبتي 
فيكي إيه يا غالية يابنت الغالي !!!
صفي صدر سلاف الآن و شعرت بالآمان من جديد ..
جاهدت لترسم إبتسامة هادئة علي ثغرها و أجابت جدتها بصوت متقطع 
نناه !
أنا كويسة . ماتقلقيش عليا
عتد ذلك وصلا كلا من أدهم و سيف و دخلا معا إلي الغرفة ..
وقف سيف بجانب زوجته و علي وجهه تعبير حذر أما أدهم فذهب و وقف بمحاذاة أمه و قال ناظرا بالأرض 
أنا بعت أجيب بواب جديد يا أمي
إن شاء الله إللي حصل ده مش هيتكرر تاني
إحنا آسفين يا سلاف إنك إتعرضتي للموقف ده بس أوعدك إن حقك هيرجع
إنتي فاكرة شكل الشخص إللي إتعرضلك تعرفيه 
إرتعدت سلاف و إرتجف الهواء فوق شفتاها لإحياء الذكري مرة أخري بعقلها ... توجهت نظراتها لا شعوريا صوب سيف ..
أخذت ترمقه پخوف شديد و لما طال صمتها ترصدتها أعين الجميع فأزاحت عيناها عن سيف المتوتر و قالت بإرتباك 
آ . أنا .. أنا مش فاكرة
ماشفتوش كويس . طفا نور الأساسنسير و آ . كان
كان كاتم صوتي !
شهقت حليمة فزعة من رواية حفيدتها
و زفر سيف مرتاحا
بينما شد أدهم علي قبضتاه پغضب و غمغم طاحنا أسنانه پعنف 
كل ده حصل و إحنا مش دريانين 
كل ده حصل و إحنا في نفس المكان و جمبك 
و هنا تدخلت راجية بفظاظة متعمدة 
و إنت بتلوم نفسك ليه يا حبيبي 
محدش فينا غلطان . لا مؤاخذة يعني يا حجة حليمة بنت إبنك هي السبب في إللي حصلها
مشيها و طريقة لبسها هما إللي لفتوا نظر الرايح و الجاي ليها
أكيد حد من الشارع أو واحد من المنطقة شافها و قطرها لحد هنا و حاول يعمل إللي عمله ده
حليمة بحدة 
و إنتي دخلك إيه أصلا يا راجية 
حد كان طلب رأيك 
مالكيش دعوة ببنت إبني و يا ريت كل واحد هنا يخليه في حاله تلبس ماتلبسش محدش له دخل فيها
إتشطري علي بنتك الأول و بعدين إبقي تعالي عدلي علي بنت إبني
كادت راجية إن تنفتح فيها ليدركها سيف مسرعا و هو يهمس بأذنها 
ماما . من فضلك إمسكي أعصابك
إحنا مش عايزين نتخانق عشاني و عشان إيمان
أرجوكي !
نظرت لها راجية شزرا و قالت 
ماشي يا حجة حليمة
كلامك علي راسي . أنا فعلا ماليش حاجة في بنت إبنك
إن شاالله تبقي سيرتنا علي كل لسان و نتفضح بسببها بردو مش هفتح بؤي
و أنهت راجية كلمتها الحارة بأن إستدارت و إنطلقت مغادرة الشقة كلها تتبعها مايا بينما صاحت حليمة
 

انت في الصفحة 3 من 25 صفحات