رواية رائعة بقلم مريم غريب الجزء الثالث
انت في الصفحة 1 من 22 صفحات
الفصل الحادي والعشرون إلى الثاني والثلاثون
إنسجام !
كان ضوء غائم شحيح يجلل السماء ... عندما خرج أدهم من المسجد بعد إنتهاء صلاة الفجر
إتخذ جانبا أمام مصلي النساء و وقف ينتظر خروج سلاف
جاءته بسرعة لتجده مطرق الرأس كعادته في حضرة الأجنبيات فكان عليها أن تدق علي كتفه لينتبه لوجودها ..
سلاف ! .. قالها أدهم و هو يرفع وجهه و ينظر لها و أردف مبتسما
سلاف بإبتسامة مشرقة
صليت أه
يآاااااه أنبسط أوووي و أنا بصلي إنهاردة
حبيت الصلاة في الجامع أوي يا أدهم
أدهم بإبتسامة
ربنا يسعدك دايما يا سلاف
سلاف إنت لازم تاخدني معاك كل مرة بقي
أدهم بجدية
لأ يا حبيبتي هي كانت مرة و خلاص عشان ده كان أول طلب تطلبيه مني صلاتك بعد كده تأديها في البيت
ليه بقي
هو الجامع مكان للرجالة و بس
أدهم لأ يا سلاف مش مكان للرجالة و بس
الستات كمان مسموحلهم يصلوا في المسجد . بس إنتي شايفة كام ست كانوا معاكي جوا
سلاف بتفكير
تقريبا 3
أدهم بلطف
شوفتي بقي 3
يعني ممكن في يوم مايبقاش معاكي و لا واحدة
ساعتها أبقي مطمن عليكي إزاي هتقوليلي أنا في بيت ربنا يعني في أمان هقولك للأسف في ناس كتير ماعندهاش لا دين و لا ضمير و ممكن يعملوا أي حاجة و في أي مكان
سلاف بدهشة
إيه ده بجد
أول مرة أسمع حاجة زي دي !!
أدهم و هو يضحك
أديكي سمعتي
يلا عشان نروح بقي .. و أحاط كتفيها بذراعه ليذهبا
إستني ! .. إستوقفته
أدهم بتساؤل
في إيه
سلاف بصوتها الرقيق
إحنا هنروح علطول كده !
أدهم بحيرة
مش فاهم !
إبتسمت سلاف و أجابته
عايزه آكل . جعانة
أدهم مجفلا
جعانة
حاضر يا حبيبتي هجبلك أكل .. و نظر في ساعة يده و قال
بس يا تري في مطاعم فاتحة دلوقتي
الساعة 5 و نص
مطت سلاف شفتاها بطفولة ..
نظر لها أدهم و سألها
طيب عايزة تاكلي إيه
سلاف بدون تفكير
بيتزا . نفسي فيها أوووي من ساعة ما جيت هنا مأكلتهاش
بس كده
أوامرك . أعتقد أني شوفت محلات بيتزا كتير هنا في المنطقة و أكيد بيكونوا فاتحين 24 ساعة
تعالي نشوف
يلا .. هتفت سلاف بسعادة و شبكت أصابعها في أصابعه و مشيا بإتجاه الطريق الرئيسي
أدهم أهو حظك حلو أول محل فاتح
خليكي واقفة قدامي هنا بقي و أنا هدخل أعمل ال و راجعلك علطول
ليه ما طالما جينا لحد هنا خلينا ندخل ناكل جوا !
أدهم و هو ينظر لها بتردد
عشان ما نتأخرش يا سلاف
عايزين نرجع قبل ما إللي في البيت يصحوا
سلاف بضيق
و لو رجعنا و هما صاحيين إيه المشكلة يا أدهم
أنا مش مراتك و من حقك تاخدني معاك لأي مكان !
نظر لها أدهم و قال بإبتسامة إستسلام
خلاص يا سلاف . ما أنا مابعرفش أعارضك كتير
إتفضلي .. و مد ذراعه صوب باب المطعم مشيرا لها بالدخول
كان المطعم فارغ بالطبع لكن المضيف حضر أمامهما فورا ..
المضيف بإبتسامة
صباح الخير يافندم
تحت أمركوا !
أدهم بتحفظه المعهود
السلام عليكم
من فضلك عايز ترابيزة لشخصين
المضيف طبعا يافندم
إتفضلوا
ثم إستدار و تقدمهما إلي أقرب طاولة صغيرة علي صف النوافذ العريضة المغلقة ..
تؤمروا بإيه حضراتكو .. تساءل المضيف بلهجة مهذبة
نظر أدهم إلي سلاف منتظرا ردها لتقول بعد بحث قصير في القائمة
أنا عايزة ستافت كراست Medium Sized مع كول سلو دايت و كولا لو سمحت !
دون المضيف طلبات سلاف ثم إلتفت إلي أدهم
و حضرتك يافندم !
أدهم لا شكرا أنا مش عايز حاجة
هات بس طلبات المدام
المضيف تحت أمرك 10 دقايق بالظبط .. و إنصرف
مش غريبة ! .. قالها أدهم و هو يحدق في عيني سلاف بتركيز
لتنظر هي له بإستغراب ..
أدهم مكملا بنبرته الهادئة
مش غريبة حد في حجمك و سنك الصغيرين دول يبقي له التأثير الكبير ده
عندك قدرة رهيبة علي الإقناع !
ضحكت سلاف و قالت
عندي قدرة علي الإقناع بس صعب أي حد يقنعني
أدهم بإبتسامة غيظ
أه ما أنا خت بالي إنك عنيدة
سلاف برقة
مش عند و الله . أنا بس متعودة أعمل إللي أقتنع بيه و بس
بابا الله يرحمه علمني كده
ماعملش أي حاجة إلا لما أقتنع بيها الأول . و علمني كمان يبقي ليا شخصية و أقدر أقول رأيي بصراحة و أعبر عنه
أدهم إممم . يعني بابا عمره فرض عليكي حاجة يا سلاف
حاجة هو كان شايف إنها في مصلحتك و إنتي كنتي معارضة !
سلاف بابا عمره ما فرض عليا حاجة
لأنه رباني علي دماغه هو . الصح لو إتأكدت منه أعمله منغير ما أفكر و الغلط لو شوفته قدامي واضح أبعد عنه منغير أفكر بردو . بإختصار بابا علمني أعمل الصح
إللي في مصلحتي و إللي يرضيني أنا مش يرضي الناس لأن الناس كل دورهم في حياتنا إنهم ينقدونا و يقيمونا و بس و في الأخر يعملوا نفسهم قضاة علينا و هما مش من حقهم كل ده أصلا
نظر لها أدهم و قال بإبتسامة
رغم كل حاجة أنا عجباني شخصيتك