الجزء الأول من.. سندريلا في بيتي بقلم منى أحمد حافظ
بمنظرك دا مش بعيد تجيب لاهل القصر سكتة قبلية لما يفتكروا إن في شبح متجول فيه.
تبرمت ولاء من كلمات شويكار واتبعت خطاها وهي تقلد حركات وجهها ولكنها سرعان ما التزمت في خطواتها خشية أن يراها أحد ويقوم بطردها.
انهت ولاء استحمامها وغادرت المرحاض ووقفت أمام المرآة تحدق بوجهها وخصلات شعرها التي بلا شك ستعذبها لتمشطها فزفرت بيأس وقامت بعقص خصلاتها معا دون تمشيط وسحبت إحدى ربطاتها ووضعتها فوق رأسها ونظرت إلى الزي الموحد الذي وضعته شويكار على الفراش وحدقت به وارتدته ووقفت تقيم نفسها ولاحظت أن الزي تخطى أصابع قدميها فحكت ذقنها ولمعت عيناها فانحنت ورفعت طرفه وشبكته قبيل خصرها وابتسمت لصورتها وأسرعت بمغادرة الغرفة واتبعت تعليمات وإرشادات شويكار حتى وصلت إلى جناح نبيل وولجت إليه ووقفت في منتصفة فارغة الفاه وهزت رأسها تنعي حظها الذي أوقعها في ذلك العمل وهي تجول بعينيها في أرضية الجناح الذي تناثرت على أرضه قطع من الملابس الملقاه بإهمال فزفرت وهي تشد رباط رأسها وتنحني تلملم الملابس من على الأرض وأنهمكت ولاء في تنظيف الجناح بعد أن وضعت سماعات الهاتف التي أعارتها هنادي إياها لتتمايل مع الموسيقى الصادرة من هاتفها وتنقلت من مكان إلى الأخر ولم تشعر بمرور الوقت ولا بنبيل الذيي ولج إلى جناحه ليقف مبهورا بالتغيير الذي أصاب جناحه بعدما عاث شقيقه فسادا فيه
ابتلعت ولاء كلماتها بحرج لترى غضبه يتبدد وترتسم على وجهه ابتسامه جعلتها تحدق به ببلاهة اتسعت ابتسامة نبيل أمام ردة فعلها وتحديقها به فمد يده وأغلق فمها الذي اتسع وقال
_ اقفلي يا ماما اقفلي.
ابتعدت ولاء عنه بارتباك واشاحت بعينيها بعيدا لتتذكر باقي الأعمال الموكلة إليها فأنحنت سريعا إلى الأرض وجمعت أدواتها وتخطته لتتوقف أمام الباب وتلتفت إليه وتقول
اكملت ولاء خروجها من الغرفة تاركة نبيل في حالة صدمة بسبب ما قالته ليسب شقيقه الذي جعل تلك الفتاة تظنه هو صاحب كل ذلك الاهمال ..
انهت ولاء عملها الشاق على أكمل وجه وعادت إلى المطبخ من جديد وجلست منهكة القوى وهي تهمس پألم
انتفضت ولاء حين ربتت شويكار على كتفها ففزعت هي الاخرى وقالت مؤنبة ولاء
_ يا بنتي حرام عليك هو أنت حد مسلطك عليا تخضيني كل شوية.
ارتبكت ولاء ووقفت وهى لا تقوى على الوقوف وقالت معتذرة
ابتسمت شويكار وقالت وهى تربت على كتف ولاء
_ لا يا بنتي بصراحة أنت مقصرتيش وعملت شغلك على اكمل وجه علشان كدا روحي ريحي أنت كدا خلصتي المطلوب منك النهاردة بس تعالى هنا هو ايه اللي أنت عملاه فنفسك دا هو دا اليونفيورم اللي ادتهولك معقول أنت كنت فوق بشكلك دا
_ مالي بس ما انا مېت فل واربعتاشر اهو وبعدين اليونيفورم كان طويل فأنا غيرت فيه شوية يعنى.
هزت شويكار رأسها بأسى قائلة
_ مافيش فايدة فيك عموما اقعدي كلي الاول وبعدين تقدري تروحي اوضتك تريحي ولو عاوزة تخرجي اخرجي بس متتأخريش برا عن الساعة تسعة فاهمة.
اومأت ولاء وقالت وهى تفكر في أمر ما
صدح جرس غرفة والدة نبيل نهاد فعقدت شويكار حاجبيها وزمت شفتيها بأمتعاض واتجهت إلى هاتف المطبخ واجابت على الاتصال فسمعت صوت نهاد المتذمر يقول
_ ابعتي لي حد حالا يا شويكار ينضف الاوضة فورا أحسن توستا وقعت علبة الميكب فالارض وبهدلت الدنيا وشوفيلي الغبية اللي مفروض تراعي توستا سابتها وراحت فين أنا مش فاهمة أنت أزاي سايبة الشغالين فالقصر قاعدين براحتهم ومش واخدين بالهم مش شغلهم عموما لما يجي جويد أنا هخليه يشوف له حل فالاهمال دا وهخليه يخصم للكل أسبوع والمقصر حتى لو كنت أنت يرفده.
اغلقت نهاد الهاتف دون ان تعطى الفرصة لشويكار ان تجيبها والتقطت كلبتها الصغيرة وقبلتها وقالت
_ كدا يا توستا تبهدلي الدنيا اوف أنا مش عارفة الغبية اللي مفروض تاخد بالها منك راحت فين وسابتك بالشكل دا.
وفالى المطبخ تعالت أنفاس شويكار الغاضبة وهمهمت